طفلة في ثوب امرأة

فتيات يصبحن نساء بين ليلة وضحاها... والأهل يباركون.

طفلة في ثوب امرأة

فتيات يصبحن نساء بين ليلة وضحاها… والأهل يباركون.

ias

منذ أوّل ضفيرة تحيط بعنقها، تحلم بفستان أبيض يملأ الغرفة، ترتديه يوم تكبر، وتختال به أمام فارس أحلام لا تعرف عنه سوى حبّه الغامر وبعض الخصال الحميدة التي حفظتها في بالها من قصص الكرتون التي تستيقظ لتشاهدها والأخبار التي تنقلها لها صديقاتها وهنّ يلعبن بعيداً عن الكبار.هي قصّة كلاسيكية لأولى سنوات طفولة الفتيات في كلّ العالم، نبتسم حين نستعيد أجزاءها في بالنا ولكن، في بقاع كثيرة من هذه الأرض، ليست ببعيدة من وطننا العربي بل أحياناً في صلبه، تنقلب اللعبة جد، ويتّسخ الفستان الأبيض بدم يجعل الطفلة امرأة قبل أوانها، ينتزع لعبتها من يدها يمنّ عليها بحمايتها ويزّجها في قفص الزوجية، وتهمتها الوحيدة أنّها ابنة بلد يرزح تحت خطّ الفقر!

فيديو ذات صلة

شاهدي فيديو تسلم الجائزة

وبعد سنوات قليلة من زواجها تصبح طفلة أمّ لطفل! وبعد سنوات قليلة من زواجها تصبح طفلة أمّ لطفل!

ماذا يقول علم النفس؟

عن العاصفة التي تضرب حياة الفتاة التي يُفرض عليها مستقبل لم يكن في حسبانها وعن الارتدادات التي تنتج عن هذا الزواج تقول المحللة والمعالجة النفسية وأستاذة علم النفس في الجامعة اللبنانية الأميركية نتالي فرح، إنّ الأبحاث الكثيرة التي أجريت حول زواج القاصرات والذي تكون غالباً أسبابه ثقافات متمسكة بالتقاليد أو "إنقاذ الشرف"، تحدّثت عن مشاكل نفسية وصحية جدية تُصيب الزوجات الجديدات!

وفي هذا السياق تحدّثت فرح عن الاكتئاب، القلق، وحالات تقلّبات المزاج الحادة التي تصيب الفتاة القاصر بعد زواجها، إضافةً الى شعور الذنب الذي يغمرها بعد العلاقة الجنسية. في ناحية أخرى تكون الانعكاسات النفسية على الفتيات اللواتي لم يبلغن بعد أكثر قسوة من الأخريات لأنّهنّ لا يزلن في مرحلة يطلق عليها علم النفس اسم "المرحلة المستترة" حيث تكون رغبتهنّ الجنسية في حالة " الخمول" أي موجودة في اللاوعي ولكنّ الوعي لم يُظهرها بعد زواج القاصرات بهدف "إنقاذ الشرف؟!

نجود علي … "امرأة" العشرة سنوات تطلب الطلاق!

يوم هربت نجود اليمنية من منزل زوجها وأهله حاملةً على جسدها ندوب ضربهم اليوميّ وفي قلبها ذعر طفلة أصبحت امرأة قبل البلوغ حتّى، لم يكن عمرها تزاوج العشرة سنوات يوم رفض أباها فكرة انفصالها عن زواجٍ قرره لها قبل شهرين بحجّة حمايتها، وخافت والدتها مخالفة رأي الرجل الذي وقّع زواج ابنته ليرتاح من فرد في عائلته يحتاج الإعالة، وبكت أختها سراً ، وجدت الطفلة التي تلفّ نفسها بعباءة النساء السوداء في بلدها، نفسها هائمة في الطريق على وجهها، تركض على سلالم المحكمة بحثاً عن القاضي

"سألني القاضي ماذا تفعلين هنا؟ قلت له أريد طلاقي. استغرب كلامي وسألني وهل أنت متزوّجة؟ قلتلو ايه!" بهذه الكلمات تلخّص نجود في كتاب يروي قصّتها، كتبته الفرنسية "دلفين مينوي" لحظةً تمنّتها وحلمت ليالٍ كثيرة وهي نائمة الى جانب رجل يكبرها 3 مرات ضعف سنّها أحدثت قضيّة نجود ضجّة محلية بعدما تبنّاها القضاة ومنحوها حريّتها، وتردد صدى حكايتها عالمياً حيث رافقتها المحامية شدى ناصر العام 2008 لتي لم تتركها من اللحظة الأولى الى الولايات المتحدة الاميركية لتستلم جائزة امرأة العام في دورتها الـ19 التي تنظمها مجلة جلامور Glamour .

ماذا عن الفتيات اللواتي لا صوت لهنّ؟

في كلّ بقعة في العالم قد تستتر قصّة مشابهة لحكاية نجود، فتاة سُلبت منها طفولتها خلافاً لما تنصّ الأديان والقوانين، ورُميت على عاتقها مسؤولية عائلة ومستقبل ومجتمع، حوسبت على أدنى الأخطاء فيه. ما هو السنّ الذي تعتبرينه قد يؤهّل الفتاة كي تترك منزل والدها وتنتقل الى القفص الذهبي؟ ولو، لا قدر الله، رميت بك الأقدار في مهبّ الزواج في سنّ الطفولة كيف تتصورين حياتك وكيف تتصرفين إزاء هذا الوضع؟ خانة التعليقات لك

كتاب يستحق القراءة

في سنّ العاشرة ، متزوّجة وتبحث في المحكمة عن قاضِ يطلٌّقه "في سنّ العاشرة ، متزوّجة وتبحث في المحكمة عن قاضِ يطلٌّقها"

تسجّلي في نشرة ياسمينة

واكبي كل جديد في عالم الموضة والأزياء وتابعي أجدد ابتكارات العناية بالجمال والمكياج في نشرتنا الأسبوعية