المديرة العامة لفندق "الروشة أرجان روتانا" هلا مسعد: لا حدود للمرأة لتحقيق المزيد

المديرة العامة لفندق "الروشة أرجان روتانا" هلا مسعد: لا حدود للمرأة لتحقيق المزيد

هي أول امرأة تعتلي مكاناً إدارياً كبيراً في "روتانا" وصاحبة خبرة تفوق الـ17 عاما. إنها المديرة العامة لفندق "الروشة أرجان روتانا" هلا مسعد التي خصّت "ياسمينة" بحديث خاص، تحدث فيه عن مسيرتها المهنية والصعوبات والتحديات التي تواجهها المرأة العربية العاملة بوجه عام والمتأهلة بشكل خاص.

ias

ووجهت سلسلة نصائح وارشادات تساعد المرأة على النجاح والتفوق في حياتها، كنتيجة حتمية لخبرتها الطويلة في الحياة وتفوقها في مسيرتها المهنية.

وفي ما يلي نصّ المقابلة:

– كيف تصفين مسيرتك في عالم الفنادق؟ وما هي أكثر الصعوبات التي اعترضتك؟

بدأت مسيرتي في مجال الضيافة عام 1996 كمتدرّبة في فندق فاندوم إنتركونتينانتال في لبنان ، وبعد 13 عشر سنة ، إنتقلت إلى فندق فينيسيا حيث كانت لي تجربة أخرى شجعتني على إكمال دراساتي العليا لاحصل على شهادة ماجستير في إدارة الأعمال التنفيذيّة والتي أضافت إلى ثقافتي وخبرتي .

عام 2008 إنتقلت للعمل مع سلسلة فنادق روتانا كمساعدة مدير عام لفندق سيتي سنتر روتانا في قطر في المرحلة التأسيسية للفندق. هذا الموقع كان الأقرب إلى المنصب الذي طالما حلمت به وهو أن أصبح مديرعام. وتحقق الحلم إذ تم تعييني بعد فترة وجيزة مدير عام لفندق حازمية روتانا الذي سمي فيما بعد تمار روتانا في لبنان وكنت أول امرأة تستلم هذا المنصب في روتانا. وبعد ثلاث سنواتٍ من العمل الدؤوب إنتقلت إلى فندق روشة أرجان من روتانا لأكون أيضاً مدير عام الفندق الذي يتمتع باطلالة مميزة على صخرة الروشة وما زلت حتى الآن.

مسيرتي كانت ناجحة بالطبع مليئة أحيانا بالتحديات وهذا أمر طبيعي فكل شخص يطمح للوصول إلى ما يصبو إليه عليه أن يمرّ ببعض التحديات التي تثبت عزيمته وتكسبه الخبرة. أنا شخص إيجابي وأؤمن بأهمية المثابرة في العمل، لذلك لم أواجه قضايا أساسية في مسيرتي المهنية حتى الآن عدا بعض القرارات التي اتخذتها كرفض بعض عروض السفر إلى بعض المناطق التي أعتقد أن ثقافتها تناسب أسلوب حياة الرجل أكثر من المرأة.

فرغم تأييدها واحترامها للمساواة، هناك بعض المدن التي يصلح تولي المناصب العليا فيها للرجال أكثر من النساء بفعل سهولة التنسيق بينهم وعدم ارتباط سير العمل بسلوكيات ثقافية متبعة فيها. وربما هذا السبب كان عائقا أمام إمكاناتي ورغبتي في الإنتقال إلى هذه المدن.

وعليّ أن أضيف أيضا أنه خلال خبرتي الممتدة إلى 20 سنة، لم أواجه أبدا أي تحدي يتعلق بالتمييز في قطاع الضيافة، كنت محظوظة أنني عملت مع مستشارين وقياديين يؤمنون بتكافؤ الفرص وتقديم الأفضل للفندق.

> **محظوظة كون الذين عملت معهم لا يفرّقون بين رجل وامرأة**

– ما الذي يميز سلسلة فنادق "روتانا" عن سائر الفنادق العالمية؟

يرتكز سرّ نجاح فنادق روتانا واستمرارها بالتقدم حتى الآن، على الروابط المتينة والعلاقات المستدامة التي يقيمها موظفونا مع مالكينا، شركائنا، زملائنا وضيوفنا. جميع من يعرف روتانا، يدرك أن الوقت هو سلعتنا الأغلى على الإطلاق وتعتبر خياراتنا في ما يتعلق بطريقة تمضية وقتنا ومع من نمضيه واحدة من اكثر القرارات أهمية في حياتنا. معنا للوقت معنى وقد قطعنا عهداً على أنفسنا بأن نقدم كل ما في وسعنا لنفهم حاجات زبائننا وللتأكد من أن علامتنا تصل إليهم بأمانة وبصورة متكاملة، وضعنا

مجموعة قيم تعكس طبيعة عملنا أطلق عليها اسم "روتانا لايف" أو "حياة روتانا". وكلمة "لايف LIFE" هي اختصار لما يلي: حرف L يرمز إلى long-term بمعنى علاقات طويلة الأمد، وحرف I يرمز إلى Innovation بمعنى الإبداع، حرف F يرمز إلى friendly بمعنى المعاملة الودودة والحرف الأخير E يرمز إلى ethical بمعنى أخلاقيات العمل.

– أنت أول امرأة تعتلي مكاناً إدارياً كبيراً في "روتانا"، فما الذي ساهم بحصولك على هذا المركز؟ وما هي التحديات الاضافية التي واجهتك؟

إنضممت إلى فنادق روتانا وسافرت بعدها إلى قطر كمساعد تنفيذي للمدير العام لأشارك في افتتاح أحدث الفنادق هناك. عدت بعد أقل من سنتين إلى بيروت لأستلم منصب مدير عام في فندق روتانا حازمية سابقا فقبلت التحدي. خلال سنواتي القليلة في الشركة واستنادا إلى خبرتي المطوّلة المكتسبة في حقل الإدارة والعمليات (المكتب الأمامي، التدبير المنزلي، الموارد المالية، الموارد البشرية، وغيرها من الأقسام الرئيسية) تمكنت من إبراز قدراتي القيادية للشركة .

إضافة إلى ذلك تم تعييني ضمن الفريق المسؤول عن تحضير الإفتتاح، الأمر الذي تطلب العمل في مواقع البناء مع العمال، المهندسين، المعلمين وغيرهم. إستطعت في هذه المرحلة أيضا أن أبرهن للشركة مدى التفاني والجدية بالعمل التي قدمت لي إلى جانب ثقافتي وخبرتي منصب المدير العام الأول هناك. إداريو فنادق روتانا مؤمنون بالمساواة بين الرجل والمرأة في العمل، وقد اختير اسمي بدون تردد وساهمت في ذلك طبعا خبرتي فأشرفت على عمليات الصيانة والبناء فبرزت قدراتي الكاملة لمهام المدير العام.

رغم أنني أعتبر نفسي محظوظة كون الذين عملت معهم لا يفرّقون بين رجل وامرأة، وأعمل وأنتمي إلى أسرة أصحابها منفتحين وداعمين للمرأة بالمطلق، إلا أنني أقرّ بوجود أماكن يتكيّف فيها الرجل بالعمل أكثر من المرأة لا سيما تلك المرتبطة بحقل البناء كونها تتطلب الإشراف المباشر على سير العمل ومتابعة فردية للمشروع على الأرض وألتمس ذلك ضمنيا كلما تبادلنا الآراء ولكن يبرز جليا احترام المنصب التي تشغله المرأة على الإطلاق.

– هل عانيت من أي تمييز أو مشكلة في عملك نظراً لكونك امرأة في موقع القرار والسلطة؟

كما أشرت سابقا، تجربتي في الحياة كانت إيجابية جدا ويعود الفضل في ذلك لوالدي الذي دفعني للغوص في الحياة تماما مثل إخوتي دون التمييز بيننا . بعد أن تخرجت وباشرت بالعمل ، كنت محظوظة بالتعامل مع مرشدين رائعين يقيّمون الموظفين بناءا على قدراتهم ، جهودهم الفردية وتفانيهم. تعملت الكثير من هذه التجربة وجعلتني أكثر قدرة على المنافسة. وسط هذا الجو المليء بالإنفتاح، الكل ّيبرع ويبرز قدراته المحدودة وغير المحدودة.

لم أواجه حتى الآن أي تمييز سواء من الشركة، المالكين، الشركاء أو الضيوف وكوني إمرأة ساعدني كثيرا في تخطي التحديات التي لم يكن سهل حتى لرجل تخطيها لو كان في منصبي.

ومع ذلك، إذا عدنا مرة أخرى إلى تنقلاتنا الإقليمية، فنجد أحيانا أن المرأة غير قادرة أن تكون راعية لعائلتها، وبالتالي فإنها لا يمكن أن تنقل أسرتها إلى مكان آخر لأنها قد تواجه مشاكل تتعلق بمنح الإقامة لزوجها ما يشكل عائقا أمام المرأة المتزوجة ويحدّ أحيانا من قدرتها.

على صعيد آخر، وبالمطلق فإن المناصب التي تتولاها المرأة قد تكون حساسة أحيانا خاصة إذا كانت رئيسية أو نافذة لاسيما في الشركات الصغيرة كونه يصعب إيجاد البديل ليحلّ مكانها في فترة الأمومة . ففرص المرأة المتأهلة محدودة نسبيا وهذا الأمر يختلف بالمقابل مع الشركات الكبيرة التي يسهل فيها إيجاد بديل يتابع سير العمل أو توزيع المهام بين الفريق، ناهيك عن نظام الأمومة والأبوة في البلدان الأجنبية التي تسهل التنسيق بين الزوجين.

أحب أن أكون على مسافة قريبة من الناس لأفهم مشاكلهم كما أشجع اختلاف الثقافات واستكشاف الحضارات الجديدة. فأنا صريحة لأبعد الحدود وأؤمن بأن التحلي بالصبرهو مفتاح لكل نجاح.

> **لثقتي دور بارز في النجاح الذي حققته**

– كيف تقيمين وضع المرأة العربية ككل؟ وما هي الصعوبات التي لا تزال تعترضها؟

لقد شهدت مجتمعاتنا تحسن كبير ورغم ذلك أرى أنه لدينا الكثير لنقوم به في ما يتعلق بتكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة وبداية التغيير الحقيقي تكمن بالمساواة بينهما.

وبغض النظر عن التطور، التكنولوجيا، وكل التحسينات الأخرى في المجتمع، لا زلنا نجد أشخاص يفكرون بطريقة مغايرة ولا يعترفون بالقدرات الكاملة للمرأة رغم أهليّتها لتولي مجموعة مهام في نفس الوقت، الأمر الذي يصعب على الرجال أحيانا القيام به.

يكون الخوف في بعض الأماكن من توظيف المرأة المتأهلة من إرتباطها الدائم بعائلتها وعدم قدرتها على التوفيق بين دورها كأم ودورها كموظفة. وبسبب هذا الإعتقاد السائد، تمنح المناصب العليا أحيانا للرجال بينما تقيّد المرأة للأسف بهذا التبرير الخاطىء وهذا ما يفسر وجود الكثير من المشاريع التي تقف خلفها نساء وذلك لإثبات أنفسهن وقدرتهنّ على تولي هذه المهام والمناصب.

في أيامنا هذه لحسن الحظ، ولأن كلا الوالدين يعملان تغيرت هذه النظرية قليلا ولكنها لم تختف كليا. وعلي أن أضيف أن لدى الأمهات الكثير ليعملنه في ظل الإهتمام بعملهن لأنهن الخبيرات بأهمية الوقت وهن ضليعات في إدارته وفي التسليم وفقا للمواعيد المحددة إذ لا وجود لمبدأ الوقت الفارغ عندهن كونهن يستفدن من كل لحظة للتوفيق بين العمل والعائلة .

– الى أي مدى ساعدك نجاحك المهني على تعزيز ثقتك بنفسك وتطوير شخصيتك؟

كان لثقتي دور بارز في النجاح الذي حققته، الأمر لذي ساهم بدوره في تطوير ذاتي وشخصيتي. وأثني أيضا على السنوات الطويلة والمثمرة التي أمضيتها في الكشافة منذ أن كان عمري ثماني سنوات وحتى بلغت الخامسة والعشرين. عشقت التزامي وانخراطي في الكشافة حيث قدت فريقا من 300 كشاف وكنا ننظم، نحضر، نعلّم ونقوم بنشاطات عملية أخرى. ساهم هذا الأمر في تنمية قدراتي القيادية، ثقتي و مثابرتي.

أنصح جميع الأهل بأخذ أولادهم في هذا الإتجاه لأن ذلك يساهم حتما في تنمية شخصية الأطفال على كافة الأصعدة. أشكر أهلي دائما كونهم كانوا مصدر تشجيع ودعم لي، ساعدتني هذه التجربة بالإنخراط بسهولة في العمل عكس المتخرجين الجدد الذين كانوا في بادىء الأمر خجولين وأخذوا وقت أكبر لتأدية العمل.

إضافة إلى هذه الكفاءات، كنت دوما متعطشة لتحقيق النتائج، لم أعتمد الكلاّ جوابا بل تحديت نفسي دائما وهذا ما جعلني أتألق وأُعطيت أفكار جديدة للمضي قدما، تحديات لأجد حلولا لها وهذا ما قمت به دائما وسأظل أقوم به بفرح مطلق.

– ما هي رسالتك الى كل امرأة تطمح في التفوق وتبوء أعلى المراكز؟

إن متطلبات الحياة المترافقة مع المسؤوليات غير المباشرة تعيق أحيانا أي شخص وليس فقط النساء.

علي أن أقر بأن الطريق ليس سهل، وعلينا أن نكون مستعدين دائما لبذل الجهود ولخيبات الأمل في الوقت نفسه، للتحديات، الفشل دون الشعور بالقلق كوننا سنحصد الثمار والجزء الأفضل يكمن بالمكافأة لحظة النجاح. إن الإستقلالية التي تمنحها الحياة على كافة الأصعدة ترفعك إلى الأعالي حيث لا حدود لتحقيق المزيد يوما بعد يوم. والأمر يستحق العناء!.

تسجّلي في نشرة ياسمينة

واكبي كل جديد في عالم الموضة والأزياء وتابعي أجدد ابتكارات العناية بالجمال والمكياج في نشرتنا الأسبوعية