لعله، حين يحصل الانفصال ويتخلّى عنك الشريك، تشعرين وكأن الحياة انتهت ولا مجال للفرح والامل مجدداً. ومع انقضاء فترة الحزن والأسى على نفسك والعلاقة، تبدئين تدريجياً باستعادة حياتك، حاملة العبر من تجارب الماضي، وماضية نحو مستقبل أفضل وشريك يناسبك.
اختبري نفسك: أي شريك لا يمكنك تخطي حبه؟
فالحياة، يا عزيزتي، هي عبارة عن تجارب مستمرة، عليك التعلّم منها، خصوصاً إن كانت أليمة، فتبدئين بالنضج والتغيّر والتأقلم بما يتناسب مع تطلّعاتك وتجاربك ومحيطك متحلّية بقوة وإرادة لا يمكن لاحد أن يهزمك أو يضعفك.
إن الانفصال، على رغم شدّة الألام الذي يتركه في نفسك، يا عزيزتي، فهو ضروري ولو مرة في الحياة، فهو درس مهم جداً عليه أخذ العبر منه، خصوصاً أن عليك التوقف عن التفكير بألم الانفصال بحدّ ذاته وتذكّر الاوقات الممتعة والجميلة التي أمضيتها مع الشريك السابق وما أضافه الى حياتك من أشياء وأمور جميلة وجيدة، أسعدتك.
ومن العبر التي يجب أن تكوني قد تعلمتي منها هي أن الحياة تمضي قدماً مهما كانت الصعاب، فلا شيء يقف عند أحد.
فصحيح أن العالم بالنسبة لك توقّف لفترة من الوقت عندما شعرت أن قلبك تحطم من أعز وأقرب شخص لك، وكأنك علقت في مكان مظلم لفترة من الزمن إلاّ أن مع مرور الأيام والوقت، ووجود الأصدقاء والعائلة والعمل، بدأت تخرجين تدريجياً من هذه الازمة لتكتشفي نفسك، من خلال عملية تأهيل قمت بها لنفسك ولوضعك ولخططك الحالية والمستقبلية. (اكتشفي مع ياسمينة لماذا لا يمكنك تخطي الشريك؟)
عزيزتي، هناك مقولة شهيرة تقول إن القوة تأتي من اللحظات الضعيفة والمؤلمة وليس من الشطارة ابداً أن يكون الانسان قوياً حين يكون في أفضل حالاته، بل تظهر هذه القوة حين تكون ارادته قوية لناحية تخطّي الالم ووضعه خلفه من دون السماح له بالتأثير على حياته الشخصية أو المهنية. وبالتالي، سيدتي، حسرة الالم التي شعرت بها أثناء الانفصال سمحت لك بالتحول الى شخص قوي صاحب ارادة قوية وبالتالي تمكّنت من تحويل هذا الألم الى نجاح إنعكس إيجاباً على حياتك المهنية والخاصة.
سيدتي، لا تحزني على الحب السابق، فالحياة مليئة بالمفاجآت ولا يمكنك أن تتنبئي بماذا تخبّئ لك، خصوصاً لناحية القلب والحب.
فمن أحب مرة، يمكن أن يحب مرات عديدة، لاسيما أنك مع مرور العلاقات السابقة وفشلها تكونين قد نضجت وبت أكثر ادراكاً ووعياً للشريك المناسب لتطلّعاتك.
اقرئي المزيد : اشارات تدل الى استعدادك للدخول في علاقة عاطفية
