لم تكن إقامتي في فندق لوتيسيا في باريس عادية، فالأيّام التي أمضيتها خلال عطلتي الصيفية أشعرتني أنّني لا أريد مغادرة هذا المكان. الأسباب التي وقفت خلف هذه الرغبة عديدة، وسأسرد لك تفاصيلها…..وكنا قد أخبرناك عنه ليكون عنوانك الأمثل لإقامة باريسية فاخرة في عيد الفطر.
عراقة المكان وسط العاصمة الباريسية تأسرك على الفور، كل تفصيل في هذا الفندق ينطق باللغة الفرنسية الراقية، ويروي الفندق حكاية الإبداع هذه منذ العام 1910، حين افتتح أبوابه للمرّة الأولى أمام الزوار، وقد عرفت من فريق عمله المحترف أنّه قد تم تجديده من أجل مواكبة أحدث التطورات في العصر الحديث، حيث توقف الفندق عن العمل منذ 5 سنوات لترميم وتجديد مبناه العريق ليعيد إليه بريقه ومكانته الريادية التي يتفرد بها بوصفه الفندق الأكبر والوحيد على الضفة اليسرى من المدينة.
أجنحة جديدة تدوّن فصلاً جديداً في تاريخ الفندق العريق
كشف فندق ’لوتيسيا‘ التابع لمجموعة ’ذا سيت‘عن إطلاق أجنحة مبتكرة غاية في التميز ضمن وجهته التي خضعت لعملية تجديد متكاملة العام الفائت. وتأتي هذه الخطوة لتدوّن فصلاً جديداً في تاريخ هذا الفندق الباريسي العريق بعد إعادة افتتاحه في 12 يوليو 2018. شخصياً كان لي الفرصة أن أمضي الأيّام في أحد هذه الأجنحة حيث انسجمت العصرية مع الفخامة في مساحة أشعرتني بسعادة فائقة.
تعكس هذه الأجنحة الجديدة بعمارتها وتصميمها الراقي الجوهر الحقيقي والقيم العريقة التي ترسم ملامح الضفة اليسرى من العاصمة الفرنسية، ما يتيح أمام الضيوف الفرصة للاستمتاع بهذا المشهد البديع من الشرفات المتعددة والتراسات الخارجية الساحرة. وتحمل الأجنحة المميزة البصمة الإبداعية للمهندس المعماري جان ميشيل ويلموت، حيث قام بتصميم كل جناح وفق سياق فني متفرّد عن الآخر ولكن ضمن رؤية واحدة تجسّد النمط السكني لهذه المنطقة بشكل يجمع بين الأناقة العصرية والفخامة الراقية.
والأجنحة التي جددها الفندق هي التالية: جناح "آمور" مع تراس مطل على برج إيفل، و جناح "آيفل رايتر" مع تراس أنيق، وجناح الأزياء الراقية "أوت كوتور" مع تراس، و جناح جوزفين بيكر مع تراس يُطل على برج إيفل، وجناح بنتهاوس "سان جيرمان" مع ترّاس بانورامي و جناح "بنتهاوس برج إيفل" مع تراس بانورامي، والجناح الرئاسي "كاريه ريف جوش" مع تراس. وللمناسبة نذكرك بشوارع تسوق باريسية لم تسمعي عنها من قبل
تجربة مميزة عشتها في مطعم Brasserie
يأتي الشيف Gérald Passedat بخبرته الكبيرة في عالم الطهو حاملاً معه أشهى الوصفات في هذا المطعم، المذهل بديكوره الدافئ والأنيق في الوقت ذاته، حيث لا أبالغ إذا قلت أنني تذوقت في أطيب المذاقات. يقدّم Brasserie على الفطور باقة من الأطباق كالبيض والمعجنات والعصائر الطبيعية والمشروبات الساخنة، أي كل ما تحتاجينه لبدء نهار سعيد، وعلى مائدة الغداء
محظوظة من تتذوق طعام الغذاء، حيث يمكنها الاختيار من أطباق الشيف التي استوحاها من البحر الأبيض المتوسط، ومن جنوب فرنسا استوحى أيضاً أطباق العشاء! الأطعمة البحرية رائعة فعلاً، ويصعب علي نسيانها.
هي أيّام ستظل محفورة في الذاكرة في فندق لوتيسيا، ولا أطيق الانتظار للعودة إليه من جديد، إلى أجنحته ومطاعمه والسبا الخاص به التي تعكس كلها الإقامة الفاخرة في باريس!
