تاريخ سيربنتي من بولغاري: قصّة أفعى وقعنا في غرامها!

مجموعة سيربينتي من بولغاري

مجموعة سيربينتي من بولغاري

هي الأفعى من أغوت حوّاء بتناول التفاحة من الشجرة المحرَّمة في حديقة عدن، وإقناع آدم القيام بالمثل، ليكون العقاب طردهما من الجنّة، فبات هذا الحيوان الزاحف، تجسيدًا للشرّ والرعب، ولو أنّه كان رمزًا للقوّة والسلطة في بعض الحضارات القديمة مثل الإغريقيّة والمصريّة.

ias

ولكن بولغاري غيّرت هذا المفهوم تمامًا، بعدما رأت من الأفعى مصدر وحي مثاليّ لمجوهرات تعكس الجاذبيّة والجرأة، وحوّلت هذا المخلوق المخيف، إلى رمز يرتبط بالجمال الاستثنائيّ، مع مجموعة مذهلة باتت الأشهَر، وهي Serpenti، التي تثبت في كلّ مرّة من خلالها، مواظبتها على تصميم قطع تكلّل الإطلالات بلمسات فاخرة، وترفعها إلى أعلى مستويات الرقيّ.

فصل جديد في عالم المجوهرات

منذ 75 عامًا كانت البداية، بداية فصل جديد في مجال المجوهرات، غيّر مفاهيم الأساطير التي ظلمت الأفعى لسنوات، بعدما غاصت Bulgari في عالم من صوّرها بطرق مختلفة، مثل الفراعنة الذين جعلوا منها رمزًا أساسيًّا على تيجانهم، باعتبار أنّها تحميهم وتُبعد الشرّ عنهم، واليونانيّين القُدامى الذين ارتبط اسم الأفعى لديهم بالشفاء.

في الحقيقة، استلهام المجوهرات من شكل الأفعى لم يبدأ مع بولغاري، إنّما سبقتها بذلك كليوباترا التي جعلتها رمزًا في مختلف القطع الذهبيّة التي ارتدتها، والأمير ألبرت الذي أهدى في العام 1839، الملكة فيكتوريا خاتمًا على شكل الأفعى صمّمه لها بنفسه.

ولكن، كانت دار بولغاري هي من غيّرت المفهوم السائد عن الأفعى، مقنعة الجميع بأن يروها كمخلوق لطيف وجميل، مع مجموعة Serpenti، التي صمّمت أول قطعة منها في العام 1948 بالاعتماد على الـ Tubogas.

القطعة الأولى من هذه المجموعة، كانت سوارًا من الذهب يلتفّ حول المعصم بأناقة، مع رأس على شكل مربّع يحتضن ساعة، طوّرته بعد عامين لتكون أداة عرض الوقت فيه أقرب بشكلها إلى رأس الأفعى، ورصّعتها بأحجار قيّمة، مثل الياقوت الأحمر أو الأزرق أو الزمرّد.

تقنيّة الـ Tubogas هي جوهر سيربينتي، إذ استطاعت بولغري من خلالها أن تعزّز شهرة هذا النمط، في فترة ما بعد الحرب العالميّة الثانية، حين لم تعد المجوهرات المزخرفة والمحفورة تحظَ بشهرة واسعة كما قبل ذلك.

يتطلّب تنفيذ هذه التقنيّة مهارة عالية جدًّا، إذ تتمّ على أيدي حرفيّين بارعين، يلفّون شرائط من الذهب بدقّة حول قالب صلب، بعد صقلها لتكون أطرافها أنيقة، للحصول أخيرًا على سوار مرن، وعُرفت بداية في القرن التاسع عشر، قبل أن تقدّم بولغاري أول مثال عنها عام 1948، وتطلّب منها أن تكون الأهم في تنفيذها فترة 15 عامًا.

وخلال المرحلة الممتدّة بين عاميْ 1960 و1970، أعادت Bulgari إحياء نمط الـ Tubogas، مقدّمة ميناء ساعة سيربينتي المستوحى من رأس الأفعى، بشكل هندسيّ ملفت، فلاقت رواجًا كبيرًا خصوصًا بعدما اشترت الممثّلة إليزابيث تايلور، قطعة من هذه المجموعة من متجر الدار في روما في فترة الستينات، أثناء تواجدها هناك لتصوير فيلم “Cleopatra in Rome”.

ولأنّ بولغاري طوّرت هذه التقنيّة من الصفر، أتت بأكثر من رَسْمٍ لأشكال مختلفة بالاعتماد عليها، ليحوي أرشيفها في النهاية أكثر من 1000 قطعة مذهلة.

أفعى بولغري تسلّلت إلى القلوب!

الأفعى التي أخافت الإنسان على مدى عقود، أصبحت محبوبة لدى الكثيرين، بعدما بدأت بولغاري تترجم منحنيات جسمها إلى تصاميم أنيقة وفخمة، شكّلتها من حلقات ذهبيّة صنعت كلّ منها علي أيدي أكثر الحرفيّين براعة لديها، وضاعفت فخامتها من خلال تقنيّات مختلفة، مثل طلاء المينا الملوّن، والأحجار الفاخرة، أبرزها اللازورد والفيروز واليشم والعقيق وغيرها.

في القرن الواحد والعشرين، وتحديدًا خلال العام 2009، احتفلت بولغاري بعيدها الـ 125 من خلال تقديم ساعة سيربينتي بشكل هندسيّ جديد، فالرأس أخذ شكل المثلّث مع مقدّمة مسطّحة حادّة، مع ميناى إمّا بعرق اللؤلؤ أو بالأونيكس الأسود، ومؤشّرات للوقت مرصّعة.

في العام 2010، دمجت بولغري بين نمطي سيربينتي والـ Tubogas، مُطلِقة في ذاك الوقت مجموعة Serpenti Tubogas، وبدأت عام 2012 بإضافة الكثير من الخيارات المختلفة إلى مجموعة مجوهراتها الفاخرة التي أطلقتها ذاك العام، شملت عقدًا طويلًا من الزمرّد والفيروز، وسوارًا من 4 لفّات رصّعته بالياقوت والألماس.

توالت إبداعات بولغري لمجموعات سيربنتي على مرّ السنوات، فكانت مجموعة من 3 ساعات فاخرة عام 2015، وساعة أخر في العام نفسه أتت إمّا بلون الأونيكس الأسود، أو الأبيض، وخيار جديد هو الأحمر.

عام 2016، كانت ولادة شكل جديد تمامًا مع مجموعة Serpenti Incantati، والتي بدلًا من أن تلتفّ لأكثر من مرّة حول المعصم، تلتفّ حول قرص الساعة ليبدو رأس الأفعى ممسكًا بذيلها.

واستمرّ إبداعه بولغري مع إطلاقها في كلّ عام إصدارات مميّزة من مجوهرات وساعات سيربنتي، مواظبة بذلك على تخليد إرث أحد أهمّ إصداراتها التي ساهمت بالارتقاء باسمها إلى أعلى المعايير.

ولتغوصي أكثر معنا في عالم هذه الدار العريقة، نذكّركِ بأنّنا أجرينا لقاء مع الرئيس التنفيذيّ Jean Christophe Babin، إضافة إلى مقابلة مع المديرة الإبداعيّة لبولغاري Luccia Silvestri، الذي سلّطت الضوء خلالها على مجموعة مجوهرات جنّة الفاخرة. وكذلك

تسجّلي في نشرة ياسمينة

واكبي كل جديد في عالم الموضة والأزياء وتابعي أجدد ابتكارات العناية بالجمال والمكياج في نشرتنا الأسبوعية