ريحانة جباري تشحن العالم أجمع بعد إعدامها

كثر بيننا لم يسمعوا بالايرانية ريحانة جباري ذات الـ26 عامًا إلاّ بعد انزال جثّتها عن المقصلة يوم تمّ إعدامها بتهمة قتل رجل حاول إغتصابها، وبعد تداول الرسالة المشحونة بالعواطف التي وجّهتها لوالدتها والتي سنتناول بعض تفاصيلها. ولكنّ الحقيقة أنّ عذاب ريحانة ليس جديداً انّما عمره 7 سنوات قبل أن تتمم عشرينيات عمرها أي يوم كان عمرها 19 سنة، حين حاولت الدفاع عن نفسها بطعن رجل حاول اغتصابها. 

ias

المفارقة الأكبر، أنّ ريحانة بمصيرها التراجيدي، وبعباراتها المتأرجحة بين عمق العواطف الانسانية والفلسفة، استطاعت وللأسف بعد موتها، أن توقظ العالم أجمع. 

 

                            اختبري نفسك: أي امرأة في التاريخ أنت؟

 

تويتر:

بين الجدّية المُطلقة التي لفّت عناوين المقالات الصحافية التي تناولت خبر إعدام ريحانة، وتفاصيل الرسالة التي كتبتها الى أمّها، لم يمتثل تويتر الى القوانين الاعلامية التي تفرض الحيادية والموضوعية، فبعض النشطاء عبّروا من دون رقابة عمّا يخالجهم بعدما سمعوا إعدام ريحانة. منهم من صرخ ولو بالكلام :" أعدموا ريحانة جباري!!! أكاد لا أصدّق" وبعض النساء لم يخفين العاطفية الفطرية التي يعايرن بها فقالت إحداهنّ :" سأسمي ابنتي ريحانة!".

 

الفايسبوك:

من المحزن جداً، أن يكون مصير صفحة على الفايسبوك عمرها أشهر واسمها save Reyhanneh jabbari أو أنقذوا ريحانة جباري الاغلاق، بعدما  انتفى سبب وجودها أصلاً إذ إنقاذ ريحانة لم يعد ممكنًا على رغم التوسّلات العالمية التي أطلقتها الجمعيات المعنية بحقوق الانسان والحكومات للحكومة الايرانية بالعزوف عن قرار الاعدام أو لعائلة المقتول رتضى عبدالله سرابندي بالعفو عنها الاّ أن الجهتين المعنيتين مضيتا في لفّ الحبل حول عنق ريحانة حتّى لفظت أنفاسها!

 

                ما هي الصعوبات التي تعيشينها لأنّك فقط امرأة؟

 

وصية ريحانة:

رسالة تُدمّي القلب. كلمات قليلة علّها تعانق بلاغة ريحانة المنقادة الى الموت يوم حملت القلم بين أصابع حُكم عليها السكون، وكتبت الى والدتها شوليح رسالة تعزية! وصيّة وحيدة تمنّتها ريحانة من أمّها ومن العالم ومن بلدها كما قالت، وصية وحيدة تسمح بها لأمّها أن تتوسّل من أجل تنفيذها على رغم أنّها منعت والدتها التوسّل لأي شخص كي تُعفي من الاعدام. بكلّ حبّ للحياة ونبض لن يعرف الموت طلبت من أمّها قائلة :" أمي الطيبة، العزيزة شوليح، الأعز عليَّ من حياتي،لا أريد أن أتعفَّن تحت الثرى. لا أريد لعينيَّ أو لقلبي الشاب أن يتحوَّل إلى تراب. توسَّلي لهم ليعطوا قلبي، وكليتي، وعيني، وعظمي، وكل ما يمكن زرعه في جسدٍ آخر، هديةً إلى شخصٍ يحتاج إليهم بمجرد إعدامي. لا أريدُ لهذا الشخص أن يعرف اسمي، أو يشتري لي باقة من الزهور، ولا حتى أن يدعو لي. أقول لكِ من أعماق قلبي أني لا أريد أن أوضع في قبر تزورينه، وتبكين عنده، وتعانين. لا أريدكِ أن تلبسي ثوب الحداد الأسود. ابذلي ما في وسعكِ لتنسي أيامي الصعبة. اتركيني لتبعثرني الريح".

 

قتلوا ريحانتي:

بعد 48 ساعة على خسارتها ابنتها، خرجت البطلة الأخرى للقصّة، الوالدة المتنازعة بين ردود فعل الدنيا على مصير ابنتها، وبين رسالة واضحة تركتها لها فلذة كبدها وبين ردّة الفعل الطبيعية لكلّ أمّ تخسر أحد أبنائها.

كانت الورقة المبلّلة بدموعها بين يديها، لا شكّ بأنّ عينيها تعيدان قراءتها آلاف المرّات كيف لا وقد جاء فيها أيضاً: " عزيزتي شوليح ذات القلب الطيب، في الآخرة سنوجِّه نحن الاتهام؛ وسيكونون هم مُتهمون. دعينا ننتظر إرادة الله. أردتُ أن أضمكِ حتى أموت. أحبكِ"

تراجيديا تستحقّ أن يلحظها التاريخ، كان ذلك الاتّصال المباشر الذي أجرته الوالدة الثكلى على قناة فوكس نيوز الاميركية، حين راحت تجيب على الأسئلة المتعلّقة باللقاء الأخير مع ريحانة، ومعنوياتها قبل تنفيذ الحكم والخطوات الاخيرة لمحاولة انقاذها. قصص سريعة سردتها الوالدة، لكنّها لم تستطع خلالها الاّ أن تصرخ :" قتلوا ريحانتي"! 

         

         اكتشفي قصّة نجود علي، اليمينة المطلٌّقة ذات العشرة سنوات

 

تسجّلي في نشرة ياسمينة

واكبي كل جديد في عالم الموضة والأزياء وتابعي أجدد ابتكارات العناية بالجمال والمكياج في نشرتنا الأسبوعية