مقابلة لياسمينة مع مصمّم الحقائب الجلديّة إيثان كوه!

إيثان كوه، مصمّم حرفيّ شاب يتميّز بشغف لا حدود له في تصميم الحقائب الجلديّة الفاخرة، إلى جانب فنّ دباغة الجلود الغريبة كجلد التمساح. تعرّفي عليه وعلى تاريخه وإنجازاته الفريدة في هذه المقابلة المميّزة من ياسمينة.

ias

لأسرة كوه تاريخٌ مثير جدًّا للإهتمام في براعة الصناعات الحرفيّة؛ أخبرنا عن خلفيّتك وكيف انتهى بك المطاف في العمل مع الجلود الغريبة؟

أنا في رحلة مثيرة ودائمة منذ أيّام جدّي الأكبر، فهو صيّاد تعلّم فنّ دباغة الجلود الغريبة من تاجر بريطاني خلال فترة الاستعمال على سنغافورة. كما نشأتُ في بيت، تشغل المدبغة جزءه الخلفي، فسمح أبي وجدّي لي ولأشقائي تجربة التقنيّات القديمة في سن صغيرة. وهكذا أصبح فنّ دباغة الجلود الغريبة في مرحلة معيّنة جزءاً لا يتجزّأ منّي، ما دفعني إلى تصميم أوائل أعمالي القيّمة. والمثير للإهتمام هو عدم وجود حرفيين آسيويين آخرين شباب في خبرتي وتاريخي.

لقد عملت مع جلود التماسيح، ما هي الشروط التي تجعل من جلد التمساح ذو جودة عالية؟

أعالج جلود التماسيح كالماس وأتّبع دائمًا المراحل الأربع الأساسيّة. أولًّا هناك القصّ، ما يعني وجوب إتّباع الطريقة المناسبة لقصّ جلد التمساح. في Ethan K نستخدم الجزء الأثمن من الجلد، ألا وهو بطن التمساح.
ثانيًا، ألقيراط، فتقاس جلود التماسيح بحسب نوعية الجلد، والعيوب. وأخيرًا هناك الّلون ونسبة الوضوح، حيث يتمّ تحديد لون ونوعية الجلد بحسب مهارة الحرفيين الذين يعملون عليها ولهذا السبب أختار بنفسي جميع حرفيّي حقائبي.

بدأت حياتك المهنيّة بتصميم حقيبة أهديتها لوالدتك في العام 2006 وعن عمر يناهز ثمانية عشرة عامًا، متى أدركت أنّك تريد احتراف التصميم؟ وكيف ساعدتك خلفيّتك وتجربتك في هذه العمليّة؟

ألتصميم أمرٌ عاديّ امتهنته منذ نشأتي، فكنتُ أرسم دائمًا في مفكرتي وأدوّن الملاحظات عن أشياء كنت قد لاحظتها خلال نهاري. وبينما كنتُ أعمل مع والدي على اختيار فريق العمل في المدبغة، كان عليّ فهم كيف يتحوّل كلّ جلد الى المنتج النهائي.

إطلاق مجموعة حقائب تودز لربيع وصيف 2014

من هي المرأة التي يصمّم لها إيثان كوه؟ ومن تختار بين النساء المشاهير المعجب بهنّ لتصمّم لها حقيبة؟

فيما يعتبر كلّ إنسان بيته الأوّل هو المكان الذي يعيش فيه، تعتبر النساء بيتهنّ الثاني حيث توجد حقيبة يدهنّ. فهي تحتوي مشاعرهنّ ولهذا يعتبرن شراءها كحاجة ضروريّة وأساسيّة لهنّ. يقدّر زبائني معنى الترف إذ يرغبن في الحصول على الفنّ بدلًا من الأزياء السريعة. أمّا إمرأة إيثان ك فهي تمتلك مسبقًا مجموعة من الحقائب في خزانة ملابسها ولكنها ترغب بحقيبة أكثر تميّزا. فأنا أسمح لها بالمشاركة في جزء من العمليّة الإبداعيّة، من خلال معرفة تفاصيل عنها، مثل لون الطلاء المفضل، ونمط الحياة الذي تتبعه وغيرهما.
فأنا أصمّم للنساء الناجحات اللّواتي لديهن حضور قويّ مثل أوبرا وشيريل ساندبرج اللتين هما من أهمّ زبائني.
كما أرى سيّدات الأعمال القويّات فاتنات بفضل ثقتهنّ بأنفسهنّ، أسلوبهنّ وأناقتهنّ. فعلى سبيل المثال لطالما اعتبرتُ مارغاي ماكي، مديرة ساكس فيفث أفينيو، كمصدر إلهام لإبداعاتي، خصوصًا في تصميم حقيبة Marigay.

كيف تصف تصاميمك؟ وكيف تريد أن يُنظر إليها؟

كلّ قطعة من مجموعات إيثان ك تروي قصّة معيّنة. فمجموعتي الأولى، Debut Collection، روت قصّة إنتقالي إلى لندن ورحلاتي حول العالم، فجاءت مستوحاة من Art Deco في مايفير، حيث كنت أعيش اوّلًا، أو من أبراج القلاع الفرنسية التّي قمت بزيارتها. وقد زادت مصادر إلهامي مع كثرة رحلاتي. أمّا موضوع مجموعتي الأخيرة، The Wizard of the Secret Garden ، فيدور حول حلم ساحر شاب Wizard يجول في حديقة هايد بارك السحريّة محوّلًا المخلوقات التي يلتقي بها على طول الطريق إلى أقفال ثمينة لتزيّن كلّ قطعة من إبداعات إيثان ك، إذ إنّ كلّ قطعة هي جزء من رحلتي التّي تحكي قصّتي كحرفيّ ورجل شابّ يسعى للمغامرة.

شكّلت سابقًا زهرة الـ Alstroemeria مصدر وحي لك، فما هو مصدر الإلهام الخاصّ بك؟

كما ذكرت سابقًا يمكن للمرء أن يستوحي من أشياء كثيرة. فقد استوحيت مثلّا الأقفال على شكل حيوان في مجموعة إيثان ك للحقائب اليدويّة Ethan K animal clasp من القصص الخياليّة التي كتبها هانس كريستيان أندرسون والتي كانت تقرأها لي والدتي في صغري. واستوحيتُ أيضًا ألوان الجلود من الفواكه والتوابل التي ترعرعتُ عليها في بلدي الأمّ سنغافورة، إذ إنّ أجدادي من جهّة والدتي كانوا تجّار فاكهة وتوابل، وقد اعتدت أن أكون محاطًا بها في بيتي. وفي كلّ مرّة أقوم بزيارة سنغافورة أذهب إلى أسواق الفاكهة والتوابل ومن ثمّ آخذ مشترياتي إلى المدبغة حيث أستخدم مع أخي تقنيّة خاصّة لمطابقة المكوّنات الطبيعيّة بألوان الجلد. فما أريده هو أن يحمل زبائني قطعة من تراثي معهم.

بالصور، إكتشفي مجموعة شنط سان لوران 2014

لقد نشأت في سنغافورة وتعلّمت في لندن، ما الذّي جذبك أكثر في كلّ من هاتين المدينتين؟ وكيف تأثّرت بثقافتهما المختلفة؟

ستبقى سنغافورة مميّزة جدًّا بالنسبة لي، فتراثي يأتي من الشرق الأقصى، وثقافتها تداخلت مع كلّ من إبداعاتي. كما أعتقد أنّ كلّ قطعة هي مزيج بين تراثي الآسيويّ وحياتي في إنكلترا. ولا ريب أنّ لندن الغنيّة بثقافتها هي مصدر غني للكثير من الأعمال. باختصار " أحبّ السير في أسواق الفاكهة في سنغافورة، وأتمتّع أيضًا في زيارة المعارض والمتاحف في لندن".

لقد عملت في أكبر دور الأزياء مثل Hermes و Louis Vuitton، فما الذي تعلّمته من هذه التجربة؟

تجاربي السابقة عزّزت في نفسي فكرة التّرف والحرفيّة. فجاءت حافزًا لإعادة تقديم ما كانت عليه الرفاهيّة الحقيقيّة من قبل وما تمثّله من أهميّة.

ما هي الفكرة التي تتحمور حولها مجموعتك الأحدث؟

هي بعنوان The Wizard of the Secret Garden، التّي أطلقتها هذا العام في محلّات هارودز في لندن وساكس في نيويورك. وهي تقوم على موضوع مغامراتي عبر حديقة سحريّة مستوحاة من حدائق بلدي الأم سنغافورة النباتيّة Botanic Gardens وحديقة Hyde Park الغامضة التّي كنت أعيش في مكان أمامها في لندن.

حقائب جان توسان من كارتييه تتربع على عرش الكلاسيكية بابتكارها الراقي

أين ترى نفسك بعد خمس سنوات من الآن؟

أرى نفسي أفتتح الفرع الرئيسي والأوّل لـ Ethan K. أريده أن يكون صالونًا ذا طابع حميميّ وأودّ أيضًا إفتتاح صالون للشاي في أمريكا، آسيا أو أوروبا، حيث يمكن لزبائني أن يكتشفوا ويحصلوا على أحدث تصميم من مجموعاتي، ويستمتعوا بالمأكولات المستوحاة من التوابل الآسيويّة و الحياة البريّة.

تسجّلي في نشرة ياسمينة

واكبي كل جديد في عالم الموضة والأزياء وتابعي أجدد ابتكارات العناية بالجمال والمكياج في نشرتنا الأسبوعية