ياسمينة تزور الأردن وتعايش تاريخ المملكة وحداثتها

ياسمينة تزور الأردن وتعايش تاريخ المملكة وحداثتها

هي المملكة الأردنية الهاشمية، هي ذلك التاريخ المشرق والتراث العريق والأهل الطيبون، هي البتراء وجرش والعقبة والمدرج الروماني والبحر الميت وغيرها من المحطات التي تخطف الأنفاس فور الوصول إليها، تماماً كما شعرنا حين زرنا بعض تلك الأماكن، وأمضينا فيها أربعة أيّام من العمر.

ias

من بيروت إلى عمّان، توجّهت ياسمينة تلبية لدعوة من شركة Ruth Bradley التي منحتنا فرصة استثنائيّة في اكتشافنا لأحد أفخم فنادق العقبة وهو المنارة من سلسلة The Luxury Collection وفي التمتّع بزيارة الأماكن السياحية في العقبة ومحيط البحر الميّت.

ساعات أربع للوصول من العاصمة الأردنية إلى العقبة، حيث تجاورك الصحراء، وتأخذك بهدوئها الغريب! اللقاء الأوّل مع فريق عمل فندق المنارة في الأردن كان رائعا، وقد تحدثنا عنه تفصيلياً في وقت سابق، وبعد ساعات من الراحة بعد عناء السفر الجوي والبري كنا على موعد مع عشاء على شاطئ البحر، تذوقنا فيها أشهى المأكولات على أنغام الموسيقى العربية وتحت ضوء النجوم، ومع طبق الأرز الذي طهي في الرمال، والكنافة وغيرها من المذاقات الشهية أسدل الليل ستاره.

قبل البداية…طيبة أهل الأردن هي المحطات كلّها!

أحب أن أستهل الكلام عن رحلة ياسمينة إلى الأردن بالحديث عن طبيعة أهلها الطيّبة الذين رافقونا في هذه الرحلة، وحرصوا على راحتنا ومساعدتنا، هي تلك الطيبة الانسانية النادرة، والكرم العربي المعروف، في كل موقف مررنا به، في كل مكان زرناه، كان المواطن الأردني مثالاً حقيقياً للضيافة والجود والانسانية.

البتراء: صخور تروي حكاية آلاف السنين

قد يكون من القليل تصنيف ذلك المعلم السياحي كإحدى العجائب الدنيا السبعة، فالتنوع الثقافي والحضاري والتاريخي الذي يلاقيك فور السير في ذلك المكان يشعرك أنّك أمام عظمة لا مثيل لها، حوالي ثلاث ساعات ذهاباً وإياباً في قلعة البتراء، أحجارها وعواميدها وطبيعتها تروي لك حكاية عمرها آلاف السنين، حكاية تنبض بالثراء الثقافي الذي يأسرك عند كل خطوة تمشيها.

بعد زيارة البتراء، توجّهنا لزيارة إحدى العائلات الأردنية، لتذوق الطعام التقليدي، ولعلّ التجربة أبعد بكثير من ذلك، هي أبعد من طبق " المقلوبة" الذي تذوقناه، وأصناف الحلويات، والقهوة العربية، وراحة الحلقوم، والتمر، هي تلك الأصالة في العائلة الأردنية، ذلك الاحترام الاستثنائي لكبيرهم، ذلك الكرم المذهل، والدفء الرائع، فجدران تلك الغرفة التي جلسنا فيها على الأرض متمتعين بضيافة أهلها الطيبين، تبعث فيك سكينة تشعرك وكأنّها في منزلك، وفي مكان تنتمي إليه رغم أنّك تزوره للمرّة الأولى.

النهار لم ينتهي بعد، وحقول الزيتون بانتظارنا، فكانت فرصة لنمتّع أنظارنا ونتنشّق رحيق الطبيعة الأردنية الجميلة، ونعرف أنّ هذه الأرض الخلابة أمامها الكثير من المشاريع الاستثمارية الجديدة، التي ستعزز مكانتها، من دون أن يفقد ترابها سحره.

وادي رم وليلة أقرب إلى الخيال تحت سماء مرصّعة بالنجوم

لم نعد في تلك الليلة إلى فندق المنارة، بل كان وجهتنا ليلاً إلى وادي رم، لاختبار تجربة لا تشبه غيرها من التجارب، هي ليلة تحت سماء مضاءة في النجوم، في قلب الصحراء، لتلك الليلة سحرها الغريب الذي يحاكي الروح ويصل إلى أعماقها، عشاء فاخر، وموسيقى هادئة، وليلُ يناجيك بروعته، مع خيم صممت بأفخر التفاصيل لتجعل السائح ينسى أنه فيها، ويشعر أنّه في فندق، مسك ختام النهار الأوّل كان جميلاً …جميلاً وأكثر!

> خيم وادي رم هي فنادق خمس نجوم وجهة ننصح بتجربتها كل عاشق للطبيعة وسحرها!

بعد ليلة راقبنا فيها النجوم، وحدّقنا فيه عن قرب مع معدات حديثة جعلت من تجربة Star Gazing في وادي رم لا تقدّر بثمن، بدأنا بجولة يوم جديد وسط الصحراء الأردنية، حيث كان لنا وقفات عدة في أماكن تعكس تاريخ يحكي الكثير، كتابات على الصخور، تخبر عن شعوب توالت على تلك الأرض، وتشهد على عراقة تراثها، فتنسى الحداثة لوهلة، وتعود آلاف السنوات إلى الخلف لتقارب إحساس أقدام وطأت تلك الأرض وتركت أثراً نراه اليوم.

شعب البدو : تقاليد وعادات فريدة

لا يمكن أن نمر على الصحراء الأردنيّة من دون أن نزور أهلها، فشعوب البدو التي تعيش في ذلك المكان لها أيضاً تقاليدها وعاداتها. هناك في تلك الخيمة، استقبلونا الأهل بالترحاب، افترشنا ألأرض وتذوقنا أطباق الأرز واللحوم، واحتشينا أحد أشهى الشاي في العالم، في ذلك المكان، عدنا أكثر إلى الجذور، وغصنا أكثر في تاريخ لا تغيّبه السنوات، بل تغرسه أكثر في أهله.

الليلة الأخيرة قبل العودة إلى بيروت كانت بمثابة العودة إلى الحداثة مع عشاء فاخر في فندق المنارة في العقبة، حيث كنا على موعد مع أطباق مذهلة بمذاقها وطريقة تزيننها، والتي لم تعكس خبرة في الطهو فحسب، بل أيضاً فناً دقيقاً واستثنائياَ.

أيّام ستبقى دوماً في الذاكرة، وسنحاول إحيائها كلما سنحت لنا الفرصة!

إقرئي المزيد: الملكة رانيا بإطلالة موقّعة من مصمّم لبنانيّ عالميّ!

تسجّلي في نشرة ياسمينة

واكبي كل جديد في عالم الموضة والأزياء وتابعي أجدد ابتكارات العناية بالجمال والمكياج في نشرتنا الأسبوعية