تخلّى عنها لأنّها لم تنجب...فهذا ما حصل له!

تخلّى عنها لأنّها لم تنجب...فهذا ما حصل له!

صحيح أنّ علاقتهما كانت مثالية في كثير من النواحي، وصحيح أنّ حفل زواجهما الناجح ظلّ حديث الناس لفترة طويلة من الزمن، ولكن المشاكل بدأت بعد حوالي عام على زواجهما. حماستها الكبيرة لإنجاب الأطفال صارت شيئاً فشيئاً تضمحل، وشعلة عينيها صارت تخف. فيبدو أنّ الأمر صعب…وصعبٌ جداً!

ias

صارت زيارة عيادة الطبيب النسائي مشوارهما الوحيد خارج المنزل، فهما داخل جدرانه زوجاً وزوجة يريدان طفلاً، هو الذي يعشق الأطفال، وهي التي تدفع عمرها لتحمل هذا المخلوق الصغير في أحشائها وبين يديها. كثيرة هي الأمور التي تغيّرت بينهما، فنظرات زوجها المشعّة بالحب تبدّلت حالها، وصارت عيناه يحكيان لها الكثير، تارةً ترى الانزعاج، وطوراً الملامة، وكل ما في هذا العالم من مشاعر تقتل المرأة. تغيّرت معاملة أهله لها، فبعدما كانت الكنّة المثالية، صارت اليوم مكروهة، ووالدته لم تترك مناسبة إلاّ وتذكّرها بمصيبتها الكبيرة.

لم تكن تتوقّع أن يفاتحها بأمر الطلاق بعد انقضاء عام واحد فقط على زيارتها للطبيب، ظنّت أنّ الحب بينهما سيطيل المدّة، لم تكن جاهزة لهذا الخبر الصاعق، فالأمر بيد الله، وليس بيدها! هو الذي لم يقبل مرّة أن يذهب معها، لأنّ مجرّد الطلب منه اعتبرها إهانة لرجولته. حين قال لها أنّ لا حلّ أمامهما سوى الانفصال، لأنّه يريد أن يكون أباً، وهي عاجزة عن جعله كذلك، لم تكن قادرة على المجادلة، فدموع الحزن والخذلان خنقتها.

عادت إلى مجتمع يكثر من الأسئلة، ويلقي الأحكام جزافاً، أكملت المشوار، رجعت إلى عملها، وواجهت كل أنواع النظرات من المحيطين بها، بين الشفقة والشماتة والأسف ألخ…. تعرّفت إلى رجل آخر، قبل بها كما هي، فهو مطلّق وله ولدان، أحبّها لشخصها، ولم تكن قصّتها القديمة عائقاً أمامهما. تزوّجا، وبعد أقل من عام واحد، حملت منه، لتنجب بعد تسعة أشهر توأماً، فتاة وولد.

مرّت الأيام، وعرفت أنّ الله جازاها خيراً حين أرسل لها زوجاً يتمتّع بكل هذه المزايا، لتؤسس معه عائلة مثالية. لم تذكر زوجها الأوّل في يوم، فاستطاعت مع الثاني نسيان معاناتها. لم تكن جاهزة في حفل تخرّج ولديها أن تعرف أنه كان أحد الأساتذة الجامعيين، فلم يذكرا يوماً اسمه.

رآها، عرف أنها والدة طالبين لامعين لطالما كان معجباً بهما، بأخلاقهما، بتميّزهما، لم يكن يتوقّع أنّ تكون هي المرأة التي تخلّى عنها منذ سنوات، وأخرجها من منزلها بكل ذل، فيما هو لم ينعمه الله هذا الشعور، فمن بعدها تزوّج لأكثر من خمس سنوات، ولم ينجب…هو اليوم ذلك الأستاذ الجامعي الذي يعيش بمفرده، من دون عائلة، يمضي وقته بين المطالعة والحلقات الثقافية ودخان السجائر… وهي أمٌ ترى سعادة الكون في عيني ولديها…

نظر إليها…وفكّر…كم ظلمته الحياة….وكم أنصفتها!

إقرئي المزيد: خانها مرّة وسامحته….فهذه كانت النتيجة!

تسجّلي في نشرة ياسمينة

واكبي كل جديد في عالم الموضة والأزياء وتابعي أجدد ابتكارات العناية بالجمال والمكياج في نشرتنا الأسبوعية