ياسمينة تحاور السعودية أسرار دمدم التي تكشف محطات نجاحاتها وأبرز بحوثها العلمية

ياسمينة تحاور السعودية أسرار دمدم وتكشف لك محطات نجاحاتها وأبرز بحوثها العلمية

ياسمينة تحاور السعودية أسرار دمدم وتكشف لك محطات نجاحاتها وأبرز بحوثها العلمية

حاورت ياسمينة طالبة الدكتورة السعودية أسرار دمدم لتكشف لك محطات نجاحها وأبرز بحوثها العلمية التي نالت على إثرها جوائز عالمية، كان أخرها جائزة برنامج الشرق الأوسط الإقليمي للباحثات الصاعدات لوريال- يونسكو من أجل المرأة في العلم، والتي كرمت هذا العام أيضاً الدكتورة لما العبدي.

ias

كانت أسرار دمدم طالبة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية واحدة من 6 فائزات في فئتي الباحثات العلميات في برنامج لوريال- يونسكو، وذلك تبعاً لإنجازاتها المبتكرة في البحوث العلمية وريادة الأعمال، فتعرفي عليها عن قرب واكتشفي أسرار نجاحها…

حدثينا في البداية عن سبب شغفك في مجال الهندسة الكهربائية وكيف وقع اختيارك عليه؟

نمت اهتماماتي بالعلوم خلال مشاركتي ببرنامج الموهبة الصيفية التابع لمؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والابداع، وخلال دراستي بالمرحلة الثانوية التحقت ببرنامج الموهبة للمرة الأولى في صيف 2009، وقتها كان تركيز البرنامج على مهنة التمريض، وفي السنة التي تليها التحقت أيضاً مرة أخرى بالبرنامج الصيفي الذي كان تحت عنوان "العقل البشري كنز عجيب" والذي كان تركيزه على العلوم والهندسة بمختلف تخصصاتها، وشدني الفضول للتعرف أكثر عن الخلايا الشمسية، ومن هنا جاء قراري بدراسة الهندسة الكهربائية حتى أستطيع فهم آلية عمل الخلايا الشمسية بشكل خاص والالكترونيات الدقيقة بشكل عام.

حينها وقع اختياري على جامعة عفت بجدة لكونها الجامعة الوحيدة بالمملكة التي يوجد بها تخصص الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسبات للبنات آنذاك، وتخرجت منها عام 2016 بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى.

> بقي لدي الكثير من التساؤلات العلمية العميقة عن آلية تفاعل المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع الالكترونيات ودورها في زيادة كفاءة وفعالية التقنيات الحديثة، لذلك قررت اكمال الدراسات العليا في ذات التخصص بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية.

ماذا أضافت لك تجربة التحاقك كطالبة زائرة في مختبر تقنية النانو مع البروفيسور محمد مصطفى حسين بكاوست؟

هي تجربة علمتني الكثير، حيث كان مشروعي في تلك الفترة يهدف إلى تصنيع حساسات الكترونية باستخدام مواد غير مكلفة وقابلة لإعادة التدوير، وتمكنت بعد مدة التدريب التي امتدت لثلاثة أشهر صنع حساس للحرارة وحساس للرطوبة بطرق بسيطة وعملية جداً، وباستخدام مواد غير مكلفة وقابلة لإعادة التدوير، أضافة إلى أن هذه التجربة ساعدتني على معرفة الإمكانيات البحثية المهولة في كاوست، واتخاذ قرار دراسة الماجستير فيها بدلاً من جامعات عالمية أخرى تم قبولي فيها.

> أسرار دمدم: فضلت كاوست وتجاهلت كل النصائح للذهاب إلى لندن

حققت المرتبة الأولى من بين 116 فكرة، حدثينا عن ابتكارك لتقنية الاشعة الفوق البنفسجية لإطالة صلاحية الأغذية؟

بدأت الخوض في مجال ريادة الأعمال في الولايات المتحدة الأمريكية في 2019 من خلال انشاء شركة "يوفيرا" للتقنية الحيوية، التي تُقدم حلاً تكنولوجياً مبتكراً مبني على أبحاث علمية لإطالة العمر الافتراضي للأطعمة الطازجة باستخدام الأشعة الفوق البنفسجية، إضافة إلى تقنيات حفظ الطعام الحديثة والخالية تماماً من الموالد الكيمائية، حيث خطرت ببالي هذه الفكرة من وقت دراستي لمرحلة الدكتوراة في كاوست، وبدأت التخطيط بعد الاطلاع على أحد الأبحاث العلمية لبناء نموذج أوليّ تقدمت به في مسابقة لطرح أفكار المشاريع والشركات الناشئة، وحققت المرتبة الأولى من بين 116 فكرة قدمها مشاركون من 18 دولة مختلفة، وتم تصنيف فكرتي على أنها أكثر الأفكار التجارية الجاذبة للاستثمار، من قبل أكثر من 30 شخصاً من أصحاب رأس المال والمستثمرين.

كيف كان وقع الفوز عليك وقتها؟

كانت مفاجأة، خصوصاً لقلة خبرتي بمجال ريادة الأعمال وخلفيتي العلمية البحتة البعيدة كل البعد عن مجال الأعمال. لكن ساعدني حضوري لذلك البرنامج على الإلمام بقدر لا بأس به من المعلومات عن مجال ريادة الأعمال، مما جعلني من أقوى المنافسين في البرنامج لتميزي عن بقية المشاركين بخلفية علمية وخبرات بحثية.

فضلت البقاء في جامعة كاوست بدلاً من الذهاب للندن بجامعة إمبريال كوليدج، فما السبب؟

صحيح بأن تنصيف جامعات لندن العالمي لا يُقارن بجامعة كاوست نظراً لحداثة عمرها، ولكني أؤمن كثيراً بأن النجاح والتميز يعتمد على رغبة الشخص واصراره بشكل أساسي وأن المؤسسة التعليمية بجميع مواردها وامكانياتها لا يمكن أن تصنع نجاحاً أو تميزاً لوحدها، وكنت على يقين بأن معدل تطوري العلمي في كاوست سيكون أسرع بسبب توفر جميع البُنى التحتية والموارد التقنية للبحث العلمي، إضافة إلى قلة عدد الطلاب حيث أن ذلك عامل أساسي في تسريع نتائج الأبحاث العلمية بسبب قلة الضغط على الأجهزة المخبرية واختصار الوقت، وإمكانية استخدام الأجهزة بشكل طويل ومتكرر، ولهذا وبعد دراسة متعمقة توصلت إلى أن كاوست هي الخيار الأنفع لي وتجاهلت جميع النصائح للذهاب إلى لندن.

> نحن أول فريق بحثي يقوم بتصميم وتصنيع منصة إلكترونية قابلة لإعادة التشكيل على شكل خلية نحل بأضلاع متموجة

حالياً تعملين على ابتكار جديد لنواة سيلكون مساعدة لأجهزة القلب، حدثينا عن استعمالات هذا الابتكار وضرورته؟

رقائق السيليكون هي المادة الأساسية الأكثر استخداماً في أكثر من 90% من الأجهزة الإلكترونية اليوم، وذلك بسبب خصائصها الكهربية المميزة ووفرة مادة السيليكون في الطبيعة. من أهم خصائص رقائق السيليكون هو قابليتها للكسر بحكم طبيعتها الزجاجية، مما يحد من تطوير العديد من التقنيات الحيوية والتكنولوجية التي تتطلب ثني هذه الرقائق، تمديدها أو إعادة تشكيلها لتتماشى مع طبيعة الأعضاء البشرية المرنة والقابلة للتمدد.

يتناول بحثي مفهوماً حديثاً للإلكترونيات المستقبلية، وهو قدرة المنصات الإلكترونية القائمة على السيليكون على التمدد واتخاذ أشكال هندسية مختلفة. تسمح ميزة إعادة تشكيل رقائق السيليكون هذه بإمكانية تكيّف وامتثال الأجهزة الإلكترونية مع انحناءات وحركات جسم الإنسان المعقّدة دون حدوث أي خلل في خصائصها الكهربائية، وهي خاصية ضرورية للتقدم العلمي في مجال الإلكترونيات القابلة للارتداء والأجهزة الطبية الحيوية القابلة للزرع.



> تم استلهام بحثي من الأجهزة المساعدة للقلب، حيث أن هدف البحث هو تطوير منصة إلكترونية قائمة على السيليكون تتوافق مع شكل قلب الإنسان من أجل استخدامها في الأجهزة المساعدة للقلب داخل الجسم

وتكمل بالقول: نحن أول فريق بحثي يقوم بتصميم وتصنيع منصة إلكترونية قابلة لإعادة التشكيل على شكل خلية نحل بأضلاع متموجة ليتم استخدامها كركيزة للأجهزة المساعدة للقلب، حيث أن شكل خلية النحل هو من أقرب التصاميم الهندسية الموجودة في الطبيعة لشكل قلب الانسان مما يساهم في تماثل منصات السيليكون مع تقنيات القلب ويقلل من احتمالية كسر هذه المنصات نتيجة لتمدد عضلة القلب خلال عملية النبض.

حدثينا عن مخططاتك الجديدة واجندة أعمالك للعام القادم؟

لاحظت من خلال دراستي للدكتوراه أن هناك عدد كبير من الاكتشافات العلمية الابتكارات التي من الممكن أن تساهم في حل الكثير من المشكلات القائمة حالياً، ولكنها لم تر النور بسبب الفجوة والاختلاف الكبير بين عالمي البحث العلمي وريادة الأعمال، ولهذا أطمح للاستفادة من فهمي للأبحاث وخبرتي في مجال ريادة الأعمال لنقل النتائج البحثية من صفحات المجلات العلمية إلى أرض الواقع.

واخيراً وبالحديث عن الباحثات السعوديات اقرأي المزيد عنبدور الصبان أول باحثة سعودية في قسم المحفزات الكيميائية.

تسجّلي في نشرة ياسمينة

واكبي كل جديد في عالم الموضة والأزياء وتابعي أجدد ابتكارات العناية بالجمال والمكياج في نشرتنا الأسبوعية