"تشكل الأزياء الراقية عالماً مليء بالمفاجآت الساحرة والخلابة وبالتصاميم التي يصعب جداً تقليدها. نركز دائماً على تقنيات الخياطة مع التركيز في الوقت عينه على لوك وهوية المرأة المعاصرة. الأمر الذي تساعدنا به التكنولوجيا عن طريق التقنيات الجديدة التي تجعل من الفساتين والتصاميم دقيقة وخفيفة." ريم عكرا
أعتقد أن شعوري بالإنتماء لعالم الهوت كوتور يعود للشغف والحماس اللذان أكنهما لهذا العالم، فكل من يراقب مسيرتي في عالم الموضة الأزياء يستطيع الإحساس بذلك مع كل زيارةٍ لي لورش العمل والوقت الذي أمضيه مع الحرفيين والخياطين. لا يقتصر الأمر إذاً على إكتساب مهارات خاصة بالحرفيين والخياطين لتحويل التصاميم الخلابة إلى حقيقة لنشعر أننا جزء من عالم الأزياء الراقية.
أما الإشكالية والصراع الحقيقي الذي نعيشه في يومنا الحاضر هو ما إن كانت التكنولوجيا تؤثر بشكل سلبي على عالم الموضة والأزياء عن طريق تقديمها لتقنيات كفيلة بتحويل فن التصميم إلى عملية روبوتية تنتج عدد كبير من التصاميم.
لا نستطيع أن ننسى فضل آلات الخياطة التي دخلت إلى عالم الموضة في القرن التاسع عشر والتي ساهمت بمنحنا أفضل النتائج في ذلك الوقت. ومصدر الوحي الأساسي في معرض Manus x Machina أي الإنسان ضد الآلة هو فستان عرس تم تصميمه من قبل المصمم المبدع كارل لاغرفلد لمجموعة الأزياء الراقية لخريف وشتاء 2014-2015. تميز هذا الفستان المستوحى من الأسلوب الباروكي بذيل تم رسمه باليد وتكبيره على شاشات الكمبيوتر. تم عرض مجموعة من القطع الكلاسيكية من تصميم دور عالمية مثل Dior و YvesSaint Laurent و Alexander McQueen و Prada و Valentino. إلا أن المصمم الذي يشكل مثالاً ممتازاً عن الدور المهم الذي يلعبه الإبتكار التقني مع الإبداع هو المصمم Iris Van Herpen.
بعد زيارتي لعدد كبير من أهم دور الأزياء العالمية، وبعد إكتشاف طابع هذا العرض، توقعت رؤية تصاميم Stephane Rolland الذي اشتهر باستخدامه للسيليكون في تصاميمه بالتعاون مع الفنان Tzuri Gueta الذي قدم منتجات خارجة عن الطبيعة من المواد الخام. إليكِ هذا الفيديو لتتعرفي على تفاصيل زيارتي لورشة عمل Stephane Rolland في باريس حيث عرفني على عالم من الإبتكار في الهوت كوتور.
إلاً أنني بالرغم من جميع رحلاتي إلى عواصم الموضة، تبقى دبي أكثر المدن التي أفتخر فيها ولا سيما أنها قد أصبحت من المدن العالمية الرائدة في مختلف التجارات ولا سيما في عالم الموضة والتي شهدت على ازدهار صناعة الغزل والنسيج منذ عام 1950. وأعتقد أن مبادرة دبي ديزاين ديستريكت تعتبر من أكثر المبادرات الواعدة لتشجيع المصممين و المصنعين والتي ساهمت بإضافة مدينة دبي إلى خريطة الموضة العالمية.
وأخيراً، إليكِ رأي رامي العلي، المصمم العربي الذي اتخذ من دبي مقراً له ومن أول المصممين الذين انضموا إلى مبادرة دبي ديزاين ديستريكت حول الإبتكار التقني:
"يلعب الإبتكار التقني دوراً أساسياً في تصميم مختلف المجموعات وخاصةً عندما يتعلق الأمر بالهوت كوتور. فأحاول دائماً أن أقيم توازناً بين الجانب الإبداعي والجانب التقني خلال تصميم مختلف القطع. أحاول دائماً أن أخلق تصاميم مطرزة بتقنيات معينة تعكس هوية الدار. فأعشق تقديم كل ما هو جديد وجميل ومميز. وغالباً ما تضم تصاميمي الأسلوبين الكلاسيكي والمعاصر لتشعر سيدة رامي العلي بالراحة والثقة التامة." رامي العلي
