رسامة سعودية تدعم مرضى الاكتئاب من خلال مواقع التواصل الاجتماعي

إحدى لوحات هند الزهراني

إحدى لوحات هند الزهراني

حيث لا يوجد مكان سوى للأمل خطت السعودية هند الزهراني@Alzahrani_Hind بريشتها خيوط قصة إلهام، تشعبت الوانها من حضيض ذكريات الماضي المؤلم على صفحات المستقبل البيضاء، لترسم لنفسها ولمثيلاتها طريقاً للخروج من قعر معاناة الاكتئاب للنجاة بالنفس وتصحيح المسار بكل ما تملك يداها وأفكارها للتنفيس عن هذا البركان الذي يخمد في طيات صدرها. تروي لك ياسمينة قصة هذه الفتاة التي وجدت في فن الرسم علاجاُ لها للخروج من مرض الإكتئاب…

ias

بداية الاكتئاب

هند الزهراني فتاة سعودية تبلغ من العمر 29 ربيعاً، درست مجال علوم الحاسب، وعملت كمدربة معتمدة من المركز التقني المهني، كانت هند شعلة من النشاط والحيوية، حيث كانت تستطيع إدارة العديد من المشاريع المهنية والشخصية، ذلك بالإضافة لحياتها العائلية والإجتماعية الرائعة، وسواء على أرض الحياة الواقعية أو حتى في العالم الإفتراضي على مواقع التواصل الإجتماعي كانت ولازالت لها أصدقاء كثر، وتقوم بعملها الذي تحبه وتبدع فيه وتمارس هواياتها بسعادة، إلى أن جاء اليوم الذي بدأت فيه هند بالشعور بالفتور والإرهاق الجسدي والنفسي، وبدأ الحزن الغير مبرر ينساب إلى نفسها ويتزايد مع الأيام، لتصبح هذه الأحاسيس عائقاً كبيراً أمام إتمام مهامها اليومية، وشيئا فشيئا بدأت صحتها النفسية تتدهور دون أن تلحظ ذلك، ليسيطر الإكتئاب عليها بشكل جعلها تنسى هويتها وتتجرد من سماتها رويداً رويداً، وعن هذا الشعور يمكنك الإطلاع على أعراض الإكتئاب الجسدية

تجاهلت هند هذا الألم مدة عام ونصف إلى أن آل بها الحال لأن تصبح عاجزة عن النهوض من سريرها وأداء مهامها اليومية البسيطة كالصلاة والأكل والشرب، لتقرر في شهر مارس 2018 طلب المساعدة، بعد أن وصلت لأقصى حد من فقدان الأمل والرغبة في الحياة، ليرجح الأطباء فكرة إصابتها بمرض الاكتئاب المزمن منذ طفولتها، والذي تزايد وتفاقم مع الإهمال ليصل لحد الاكتئاب الحاد تدريجياً، وأكدت هند أن الكثير من الناس لايعرفون الفرق بين الاكتئاب وبين مشاعر الحزن المؤقتة، حيث أن الحزن الطبيعي يزول مع الأيام، بينما حزن الإكتئاب يزيد في حدته مع الأيام، وترى هند أن الفرق الجوهري يكمن في أعراض أُخرى متزامنة مع ذلك وتؤثر بشكل كبير على النوم والتركيز والشهية والمزاج، إلى أن تصل لحد الإهمال بالنظافة الشخصية والإنعزال والتقصير الشديد في الدراسة أو العمل ، وحول ذلك إليك تعرفي على أهم الأسباب التي قد تصيبك بالاكتئاب 

إحدى لوحات هند الزهراني
إحدى لوحات هند الزهراني

الوجوه المشوهة فضحت حالة هند النفسية أمام متابعيها

حبها لهواية الرسم كان ملازماً لها منذ أن كانت صغيرة، حيث أن والدتها وجدت أهتمامها بتلك الهواية منذ سن الثلاث سنوات، وتطورت مهاراتها مع سنين الممارسة والإستفادة من محترفين في هذا المجال، وتجد هند في الرسم المتعة إضافة لاعتباره وسيلة ممتازة لتهذيب روحها والبوح بمكنوناتها، ليتسلل الاكتئاب الذي تشعر به لعمق ريشتها واسطح لوحاتها، التي بدأ متابعينها يلحظونها على مواقع التواصل الإجتماعي، ولم يكن وقتها يخطر ببال هند أن تلك السوداوية التي حلت بلوحاتها كانت مؤشر لإصابتها بالإكتئاب، ومع تقدم المرض تحول الرسم بالنسبة لها من أداة لتنفيس لأداة تحتاجها للتنفس، ووسط الأرق الشديد والحزن المستمر كانت لوحاتها تحاكي ألمها من خلال أشكال وجوه مشوهة يملؤها الحزن المفرط، وإليك متابعة ياسمينة هذه الحيل للتخلص من الإكتئاب.

إحدى لوحات هند الزهراني
إحدى لوحات هند الزهراني

عائلة لمن لا عائلة له

أكدت هند لياسمينة من خلال تجربتها، أن لا أحد يستحق العيش بألم ومعاناة وأنه في حال بدأت الحالة النفسية تشكل حائلاً أمام التقدم، لابد وقتها من المبادرة وطلب المساعدة من طبيب أو أخصائي نفسي، ومهما استخف الشخص بقدرة العلاج النفسي بحل مشاكله فلا بد له أن يجرب وأن يملك الشجاعة والقوة والرغبة للإنتصار على هذا الحزن الذي يصبح روتيناً يخاف المرضى النفسيين الخروج منه، فالمرض النفسي حقيقة لها وجود لا بد لكل من يصاب بها المحاولة والتجربة وعدم الإستسلام لمجرد فشل طبيب في حل المشكلة، فكلما تأخر الشخص في طلب المساعدة كلما زادت حالته سوءاً. تقوم هند بأقصى جهدها لزيادة وعي الناس حول الأمراض النفسية التي قد تكون أشبه بطرف مشلول يعيق حركة صاحبه، وتشكر ربها أن لها عائلة مساندة ساعدتها على تخطي الكثير من الصعوبات التي واجهتها، ولذلك هي قررت أن تقدم المساعدة والدعم للآخرين من خلال حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي لتكون بذلك عائلة لمن لا عائلة له بإعتبار أن واجبها الديني والإجتماعي يحتم عليها ذلك.

هند تعرض مساعدتها للآخرين من خلال تغيردة على تويتر
هند تعرض مساعدتها للآخرين من خلال تغيردة على تويتر

وبعد أشهر من العلاج والمكوث في المستشفى خرجت هند مرة أٌخرى إلى الحياة، مقررة ترك عملها الذي كان يشكل ضغطا نفسيا عليها وذلك لتتفرغ لاستعادة صحتها النفسية والبدنية، حيث اصبحت الأن أكثر عناية بإختيار ما يستحق وقتها وجهدها، وتخطط لمستقبلها المهني بشكل أفضل موسعة مجال مساعدتها بالتوعية بالأمراض النفسية وبمرض الإكتئاب تحديداُ لكي لايخطف المزيد من الأرواح، وحول ذلك تعرفي على الأطعمة التي تحميك من الشعور بالاكتئاب. 

تسجّلي في نشرة ياسمينة

واكبي كل جديد في عالم الموضة والأزياء وتابعي أجدد ابتكارات العناية بالجمال والمكياج في نشرتنا الأسبوعية