المهندسة والفنانة الإماراتية مريم البلوشي في حوار خاص مع ياسمينة

المهندسة والخطاطة الاماراتية مريم البلوشي

المهندسة مريم البلوشي، مديرة قسم الدراسات البيئية في الهيئة لعامة للطيران المدني في الامارات، تحمل شــهادة ماجســتير فــي علــوم البيئــة، كاتبة وتتقن فن الخط العربي. شاركت في العديد من المعارض الى جانب اهتماماتها الانسانية والتطوعية ونالت العديد من الجوائز في مجال عملها وفنها.

ias

  تعيش مريم أسلوب حياة متعدد الأوجه ومليء بالانشغالات، وكان لياسمينة فرصة مقابلتها كي نتعرف سوياً أكثر على الأديبة والفنانة خاصة بعد تعاونها الأخير مع دار المجوهرات العريقة فان كليف أند أربلز في عمل خاص برمضان حيث توحّدت فيه مريم الكاتبة التي تنهل من ثقافتها وخبراتها كلمات تتفنن برصفها في كتبها ومقالاتها فتشرّع الابواب على عوالم واحتمالات جديدة مع الخطاطة التي لا تقبل أن تدوّن الكلمات وتزينها دون أن تخبر قصة من خلالها.

مشروع مريم البلوشي وفان كليف اند اربلز لرمضان 2020

اهتماماتك عديدة ومتنوعة وواضح أنك تعيشين أسلوب حياة زاخر بالأعمال والهندسة والبيئة والمسؤولية المجتمعية، إلا أن ما يلفتنا هنا هو عشقك للغة العربية في زمن نشهد فيه نوعاً من ذوبان هذه اللغة في ظل السيطرة الثقافية الغربية. أخبرينا عن هذه العلاقة؟

لطالما أحببت النحو والبلاغة بالتوازي مع عشقي للرياضيات. كان اهتمامي في المدرسة متساو بين المواد العلمية والادبية وبدأ شغفي باللغة منذ ذلك الحين. مدرّستي رأت فيّ مشروع كاتبة في الوقت الذي لم أكن لأفكر بذلك أبداً. أصرّت على تحليّ بالموهبة بينما كنت أوجه نفسي الى العلوم. شاركت على الصعيد المحلي في مسابقة لكتابة القصة وفزت، عندها أيقنت أنني أملك المقومات اللازمة للكتابة، وحملت الأمر على محمل الجدّ وتابعت مسيرتي في الكتابة الى جانب تخصصي في العلوم. اليوم ورغم تعاملي مع جهات عالمية أحرص أن أقدم من حين الى آخر تصريحاتي بلغتي الأم. كان شغفي متكاملا باللغة العربية، فالى جانب الكتابة بدأ اهتمامي بتعلم فن الخط العربي الذي أغرمت بأناقته وأتقنته وتفننت بأشكاله.

> لن تندثر اللغة العربية أبداً

كي لا نفقد جمالية اللغة العربية وخطها، برأيك كيف يمكن أن نحافظ عليها ونشجع الجيل الجديد على اتقانها؟

أعاني من تعاملي مع الجيل الجديد حيث بهتت معهم اللغة العربية وفقدت ألقها، التشجيع يبدأ من البيت، على الأهل التحدث باللغة العربية مع ابنائهم، وفي المدرسة على الاساتذة تعزيز حب اللغة في الجيل الجديد. يعتقدون أنهم ليسوا بحاجتها ولكن مهما علا شأنهم في وظائف عالمية لاحقاً سيحتاجون اللغة العربية فهي تشكل هويتهم، إنها الشريان الذي يربطنا بجذورنا. ناهيك عن الاخطاء المرتكبة بحق اللغة العربية في عصرنا، وبرأيي أن نخطئ في اللغة الانكليزية أو أي لغة اخرى فهذا أمر مقبول، أما أن نخطأ في اللغة العربية فغير جائز إطلاقاً. برأيي لن تندثر اللغة العربية أبداً، من المهم أن نقوي علاقتنا بها، وهذا ليس سهلاً بل هو تحد وعلينا مواجهته.

مشروع مريم البلوشي وفان كليف اند اربلز لرمضان 2020

> المتعة تكمن في التفاصيل مهما احتاج اتمام اللوحة من الوقت

هلا تشاركينا مسيرتك مع الخط العربي، وكيف تعرّفين أسلوبك الفني، هل من هوية خاصة بك؟

تعلمت قواعد مختلف أنواع الخط العربي في بداياتي، وتمرست فيها بالتكرار ، ثم توقفت لفترة 6 سنوات بسبب انشغالاتي المهنية ودراساتي العليا واعمالي التطوعية وإلا أنني كنت أحرص على حضور المعارض دوماً. أدركت بعد هذه المدة أنني أقترفت خطأ وأن هذا الفن متجذر في أعماقي، فعدت اليه من جديد وتدربت وتعلمت الصبر وأتقنته من جديد، عندها خيريني معلمي في أن أكون محاكية للخط أو مصممة له، فاخترت أن أكون مصممة.

وهذا الخيار يعني أن يكون لدي هوية خاصة. قلة هم من يتقنون هذا الفن في الامارات، وأنا اخترت التخطيط بالألوان الذي يحتاج الى تحد ووقت ومجهود أكثر، فاللوحة التي يتم إنجازها في شهر مثلاً بالاسود قد تحتاج الى شهور عدة لإنجازها باللون الأخضر وهذا ما أقوم به. تداخل الألوان وتشكيلها يعبران عن هويتي الفنية والتدريب البصري مهم جدا للوصول الى الاختلاف والابتكار.

أفضّل خط الجلي ديواني على غيره فهو أنيق ويمنحني الحرية في التصميم والابداع. أصعب ما يواجهني هو تنفيذ اللوحات الكبيرة، أما المتعة فتكمن في التفاصيل خلال التنفيذ مهما احتاج اتمام اللوحة من الوقت. هذا الفن يسحرني ويحملني الى عوالم أخرى فأصبح خارج الزمان والمكان أثناء ممارسته.

> أعشق الكلمات وما تحمله حروفها من قدرة على خلق عوالم جديدة

هل للكلمات ومعانيها تأثير في الجانب الفني من اللوحة؟

الكلمات ومعانيها تؤثر فيّ جداً، وفي أحيان تكون الكلمة بذاتها سبباً للتصميم، أعشق الكلمات وما تحمله حروفها من قدرة على خلق عوالم جديدة، هناك بعض الكلمات التي أبقيها أمامي لفترة ، أتأملها حتي تتخمر الفكرة في رأسي وأحولها الى لوحة والى قصة في آن.

نلاحظ اهتماماً من غير العرب بهذا الفن الراقي، ما السبب برأيك؟

شاركت في معارض عدة وصادفت أشخاصا من مختلف الثقافات يعشقون الخط العربي ويقدرونه الى أبعد حدود حتى أن بعضاً منهم يدرسه كفن ويمارسه، الاهتمام والنظرة الى العمل عند الأجانب مختلفة، نظرتهم للفن والفنانين فيها الكثير من التقدير.

ما أحب مشروع الى قلبك؟

عملت على مشاريع مختلفة ولكل منها مكان خاص في قلبي، كمشروع "العيش في سبع قارات" وهو عبارة عن لوحة تتخطى المترين تعبت في تنفيذها ولكنني عشقت الرسالة التي تحملها ومعاني التعايش فيها. لكن المشروع الأخير الذي تعاونت فيه مع دار المجوهرات الراقية فان كليف اند اربلز هو مصدر فخر لي وله مكانة خاصة في قلبي.

> كان تحدياً كبيراً جدا ولكنني اسمتعت به وبكل تفاصيله والنتيجة النهائية التي كانت عبارة عن لوحات تحت عنوان رمضان

مشروع مريم البلوشي وفان كليف اند اربلز لرمضان 2020

كيف تم التعاون مع دار فان كليف أند اربلز، ولما اختاروا الخطاطة الاماراتية مريم البلوشي؟

بدأ التعاون مع فان كليف في شهر أبريل من عام 2019 عن طريق مكتب الشيخة منال الثقافي من خلال حوار عن المجوهرات والخط العربي والعلاقة التي تجمع بين هذين الفنين. أعادت الدار التواصل معي في شهر أكتوبر وكان الهدف الاحتفال برمضان بطريقة مبتكرة ومختلفة عن المعتاد. وبدأنا العمل على الفكرة وأول ما خطر في بالي هي القيم التي يحملها رمضان، القيم الانسانية والرمضانية المرتبطة بثقافتنا.

كنت أعمل على مشروعين بالتوازي مشروع فان كليف ومعرض الشارقة للخط العربي (الذي تم تأجيله بسبب انتشار فيروس كورونا)، ورغم الضغط إلا أنني كنت سعيدة جداً. في مشروع فان كليف، لم يكن همي الرسم أو التخطيط إنما صببت كل تفكيري ووقتي في إيجاد الفكرة وسرد القصة المناسبة وهذا ما اسمتعت به حقاً.

حددنا القيم الخاصة بثقافتنا ومن ثم قيم الدار وبعد نقاشات عدة اخترنا 12 قيمة تجمع بين قيم رمضان وقيم دار فان كليف أند أربلز. كان تحدياً كبيراً جدا ولكنني اسمتعت بكل تفاصيله والنتيجة النهائية التي كانت عبارة عن لوحات تحت عنوان رمضان كريم وعيد مبارك وأزهار "فريفول" التي تزخر بالقيم وتلقي الضوء على الايجابية والالهام والتعاون والاتحاد والعطاء والنور وغيرها.

> حس المسؤولية هو الدافع الأول لتقديم الأفضل وتحقيق النجاح

طبعاً استمتعت بهذا المشروع ولكن أخبرينا عن التعب والمسؤولية التي حمّلك إياها؟

المسؤولية نابعة من شخصيتي، مهما كان العمل الذي أقوم به، سواء في وظيفتي أو فني أو اهتماماتي المجتمعية. أنا لا أمثل نفسي بل أعتبر أنني أمثل وطني، والدليل أن الكل يكتب عن تعاون دار المجوهرات فان كليف مع الخطاطة الامارتية. إذا أنا أمثل بلدي وثقافتي وهذا المشروع سيخلد في أرشيف الدار، كانت مسؤولية كبيرة وهذا الحس بالمسؤولية هو الذي دفعني الى أن أقدم الأفضل، هذا الحس هو المحرك والدافع الأساسي للنجاح.

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

مشروعي المستقبلي هو معرض شخصي أتمنى أن أنجزه وأن تحمل لوحاتي قصصاً أرويها من خلالها، كما أنني ما زلت بصدد العمل على كتابي الذي أتمنى أن يبصر النور قريباً.

أخيرا تعرفي من خلال هذا الفيديو على الدقة والدراية والحرفية لدى دار فان كليف اند أربلز في تصميم مجموعة فريفول.

تسجّلي في نشرة ياسمينة

واكبي كل جديد في عالم الموضة والأزياء وتابعي أجدد ابتكارات العناية بالجمال والمكياج في نشرتنا الأسبوعية