ريما جبارة روائية تعرفُك عن قرب!

الروائية ريما جبارة

الروائية ريما جبارة

واقعية إلى درجة آسرة، مثقّفة بكلّ كلمة تنبس بها، ومتلوّنة كالورود التي تعشق وترتدي وتختار لديكور منزلها. متأرجحة هي، على وتر الرومانسية المؤرشفة في كتبها والتي تعود باكورتها الى سن الرابعة عشرة.

ias

في صوتها عبق الياسمين الشامي موطن والدتها، وفي قامتها ترتفع فلسطين وطن جذورها وفي أفكارها طليعية دبي مكان سكنها واستقرارها.
هي ريما جبارة، الكاتبة الشغوف التي تمنيت لو طال معها الجلوس لأرتشف منها كلاماً أكثر، وأخترق ولو طبقة أخرى في تواضعها ، فأستطيع أن أنقل لكنّ سحر الروائية التي تعرف المرأة كما يعرف عشاقها صفحات منشوراتها!

 

– خلال قراءتي عنك اكتشفت أنك شخصية مثيرة للجدل ، هل أنت فعلاً كذلك؟

تعود هذه الصفة إلى شخصيتي ما قبل العام 2006، فكنت أختار لشعري ألواناً غريبة منها الأخضر أو حتى البمبي، وكنت أرتدي ملابس ملفتة للنظر وأعتمد انتعال فردتي حذاء مختلفتين مثلاً، فيلاحظ من يراني بين آلاف الأخريات ميولي للفنون. ولكنني غيّرت هذا الأسلوب واعتمدت الكلاسيكية الهادئة بعدما اكتشفت أن ذاك الأسلوب الذي اتخذته لشكلي، نزع عني صفة الجدية وخفف من وهج كتاباتي وسلبني قدرتي على الاقناع ككاتبة في جعبتها مواد تستحقّ النشر.

 

– يعود أوّل كتاب نشرته إلى سنّ الـ14، ماذا تبدّل فيك اليوم؟
كنت رومانسية أكثر بشخصيتي وكتاباتي، ولكنني تغيّرت مع السنوات وانتقلت الى ضفّة الواقعية ، بفعل عيشي تجارب الحياة وتقدّمي في السن ومعرفتي عن حقّ أن الرومانسية التي نقرؤها على صفحات الكتب غير موجودة، رغم احتفاظي بالقليل منها حتّى الآن.
وهذا ما جعل كتبي تزخر بقصص تمسّ كل من قرأها، وحكايات حقيقية تخبؤها الحياة لكلّ مراهقة قد تقع على رواية من رواياتي، لأنني لم أرد أن يخذلها ما تقرأه عندي وتحكم على منشوراتي بأنها غير واقعية.

 

– كيف انعكست حياتك ككاتبة عليك خلال فترة المراهقة؟

لو تقارنين 5 أول كتب نشرتها وكانت رومانسية صرف بكتبي التي تلتها، تكتشفين كم نضجت بسرعة قياسية وهذا ما يحزنني قليلاً. كبرت بسرعة، تمنيت لو عشت مراهقتي بروية أكثر كما عاشتها فتيات سنّي. فكنت لو خرجت برفقة صديقاتي، اكتشفت كم أن الفارق الفكري كان شاسعاً بيننا وكم اختلفت تطلعاتنا. لأنني كنت منهمكة خلال هذه الفترة بالكتابة والمطالعة، المقابلات والجلسات التصويرية، فكنت أقول في سرّي "ريما، هذه فرصتك لتكوني أكثر سطحية"!

 

– كما ستكونين الآن مصدر إلهام لقارئات ياسمينة، من هي المرأة التي ألهمتك؟

في حقل الكتابة، كثيرات يسترعين انتباهي وخصوصاً الكاتبة غادة السمان لأنها تملك ما يكفي من الجرأة كي تكسر القواعد وتسير في الطريق التي تختار، غير آبهة بآراء الآخرين ونظرتهم اليها.

 

-إذا طلب إليك إيجاد المرأة المثالية بالاعتماد على صفات في نساء معروفات في المجالات المختلفة، ما هي الصفات التي تختارينها ومِن من؟

في المجال السياسي أختار سيدة الأرجنتين الأولى السابقة الراحلة إيفيتا بيرون للإصرار الذي كانت تتحلّى به ومثابرتها على تحقيق أهدافها. من مجال الفنون أختار السحر الذي استطاعت مارلين مونرو أن تعلّمنا إياه، والايجابية التي تستطيع المغنية تاليا أن تمدّنا بها عبر ابتسامة منها. ويبقى الصبر والالتزام، أبرز ما تحلّت به الطاهية والشخصية التلفزيونية الأميركية الراحلة جوليا شايلد، لأنها كانت تملك القدرة على احتراف أي فنّ وضعت في ذهنها هدف اتقانه.

من صفات المرأة العربية الكلاسيكية، على ماذا أبقيت وعمّا تخليت؟
أبقيت على الالتزام بالدين، رغم أن روحانيتي تطغى على التزامي الحرفي.
ولكنني رفضت أن يتمّ اختيار شريك حياتي، فأصريت أن اختاره بنفسي، لأنني سأمضي معه حياتي وأنا من سيتحمّل مسؤولية هذا القرار.
من جهة أخرى، أرفض المجاملات، أسمّي الأشياء بأسمائها ؛ هذا أبيض وذاك أسود من دون مواربة.

 

– هل تؤمنين بالتمرد الاجتماعي سبيلاً للإنجازات؟
نعم، أفعل وذلك استناداً إلى تجربتي الشخصية. فحين كنت في سنوات المراهقة الأولى وكتبت عن الحبّ، في " The powerful love" ، تمردت على المعايير الاجتماعية السائدة آنذاك وخالفتها!

 

 

(اطّلعي على تفاصيل مقابلة ياسمينة مع سيدة المجتمع اللبنانية التي حاربت سرطان الثدي: ليلى عجم)

تسجّلي في نشرة ياسمينة

واكبي كل جديد في عالم الموضة والأزياء وتابعي أجدد ابتكارات العناية بالجمال والمكياج في نشرتنا الأسبوعية