شيرين جوخدار لياسمينة: "التصوير شغفي وفخورة بطاقة النساء السعوديّات"

شيرين جوخدار لياسمينة: "التصوير شغفي وفخورة بطاقة النساء السعوديّات"

لا تحتاجين وقتاً طويلاً لتشعري بذلك الحضور المحبب لشيرين خوخدار، فما هي إلا لحظات قليلة لتتأكدي من أنّك أمام إنسانة مفعمة بالحب والتواضع والثقافة والشخصية الجميلة. شيرين التي ولدت من أب سعودي وأم سوريّة في لبنان ونشأت بين المملكة العربية السعودية وفرنسا، عشقت التصوير منذ الصغر، وعاد شغف الأمس ليلامس روحها من جديد ويولد لديها رغبة في الاحتراف. 

ias

درست شيرين تاريخ الفنون، ولكن ظلت لعدسة الكاميرا مكانتها الخاصة في قلبها، وكانت كلّما زارها شقيقها الذي يحترف التصوير في باريس، تأخذ هذه الآلة الصغيرة وتجوب بها لتلتقط عيناها أجمل المشاهد. أم "ثريا" و"هند" ظلّت وفيّة لشغفها القديم، لهواية الصغر، وبتشجيع كبير وملّح من أصدقائها، وكاميرا ديجيتال كهدية من زوجها، أيقنت شيرين انّ هذا العالم يناديها وعليها تلبية النداء.

خوف البداية: سر كل ناجح

تصف شيرين العودة بالقول:" لم أكن أشعر بالثقة في البداية، تردّدت كثيراً، ولكنني قرّرت المثابرة على هواية لطالما سرقتني من ذاتي. تعلّمت كيفية استعمال الكاميرات الحديثة، وصرت أشارك في ورش عمل من كل أنحاء العالم وتلقيت دروسًا في دار المصور مع اثنين من المصورين هما ابراهيم وطوني إيلينا اللذين علماني كثيراً، وبعد ذلك بدأت العمل مع الأصدقاء والصديقات، من هنا كانت البداية.

عن أكثر الصور التي يجذبها تصويرها تشير شيرين إلى أنّ كل مشهد جميل يناديها، الوجوه والطبيعة والطعام والديكورات والسفر كلّها مناظر تأسر قلبها قبل عينها، فتلتقط اللحظة، هي عاشقة للوجوه، التي تعتبر أنها تقول بتعابيرها الكثير من الكلام، لا بل خير من كل مليون كلمة.

> عيناي هي الكاميرا، وكل مصّور في هذا العالم يرى الجمال بمنظوره، من هنا يحضر الاختلاف والتباين!

عند سؤالنا عن المثالية الحاضرة على الدوام في الصور في أيّامنا هذه، تتفهم شيرين أنّ السوشل ميديا والأهداف التسويقية والإعلانية تفرض وجود هذه المثالية، ولكن في تعاملها مع الصورة الأمر مختلف تماماً، فالحقيقة هي المرادف الصحيح عندها، التي عليها أن تعكس الواقع كما هو، بكل تفاصيله، والنظر إلى تلك التفاصيل على أنّها مزايا وجمال، وليست عيوباً يجب إخفاؤها.

مزيج حضارات في إنسانة واحدة

سعودية الأب، سورية الأم، عاشت والدتها بين لبنان ومصر والسعودية ، تعلّم والدها في مصر والولايات المتحدة، درست في باريس، تزوّجت لبنانيا، واليوم تنشئ ابنتيها على حب البلدين، فتأخذهما إلى الحجاز، هما المتعلقتان بأرض الحجاز كما لبنان بلدهما الثاني، عن هذا الخليط وتأثيره على شخصيّتها سألنا شيرين التي أجابتنا أنّها تجد في هذا المزيج غنىً حقيقي، ويؤدي دوراً إيجابياً جداً في الانفتاح وتشكيل شخصيتها وتقبّل الآخر.

المرأة السعودية: سنوات كفاح ونجاح

تعبّر المصوّرة شيرين جوخدار عن سعادتها وفخرها الكبيرين بالمرأة السعودية التي تعيش عصرها الذهبي في ظل الانفتاح، متمنية لو حصل ذلك حين عادت من باريس إلى السعودية منذ سنوات كثيرة، حينها لم تكن الأمور سهلة، حيث لم تستطع مع شقيقتها تسجيل شركة بإسمهما، وكانت كلّما سافرت بحاجة إلى إذن من والدها، وهو أمر تغيّر العام الماضي، حيث لم يعد للمرأة حق الولاية عند السفر، ولكن رغم هذه الصعوبات هي فخورة اليوم بالانجازات التي تم تحقيقها في السنوات الأخيرة.   تعتبر شيرين في نهاية اللقاء أنّه لطالما كان في داخل المرأة السعودية طموح كبير، وانفتاح أكبر، حتّى ولو كانت محجّبة أو حتّى منقّبة، وهي منبهرة اليوم بطاقات الفتيات الشابات اللواتي يعدن بغد أكثر جمالاً.

تسجّلي في نشرة ياسمينة

واكبي كل جديد في عالم الموضة والأزياء وتابعي أجدد ابتكارات العناية بالجمال والمكياج في نشرتنا الأسبوعية