فتون الذايدي تتحدث مع ياسمينة عن فنها ومبادرتها والشباب السعودي

الفنانة الشابة فتون الذايدي

الفنانة الشابة فتون الذايدي

فنانة سعودية شابة، تعشق الابتكار والتجارب في الفن. بعيدة عن التقليد أما التقاليد فحاضرة دوماً في فكرها وابداعاتها الفنية. في حوار دار بيننا في إحدى كافيهات الرياض الجديدة، الصديقة للبيئة، أخبرتنا فتون في دردشة أن موضوع البيئة بدأ ينال حيزا من اهتمام السعوديين ولو بنسبة متواضعة، فهكذا تكون البدايات.

ias
إحدى رسومات فتون الذايدي

اهتمامات الشباب السعودي الجديدة

بالنسبة الى المقاهي، في السنوات الثلاث الأخيرة زاد عددها أضعافا وأضعاف، نظراً لاهتمام الشباب في هذا المجال وحبهم للسفر وانتقاء أفضل حبوب البن حول العالم. كذلك الأمر بالنسبة للمصممين وأصحاب الأعمال الصغيرة فقد ظهروا بشكل كبير عبر المتاجر الالكترونية وصفحات الانستغرام وحصلوا على فرص أكبر ليشاركوا ابتكاراتهم مع العالم، ولم يعد الامر يقتصر على مصممات العبايات فقط كما في السابق بل على ماركات أزياء يعرضونها أونلاين أو في متاجر موقتة.

عن مدى تعلق الشباب بتراث البلد تقول فتون أن الامر يعتمد على الشخص نفسه ولكن شخصيا تتكىء على تراث بلادها وتظهره من خلال فنها ومهما حاول الشباب أن يتحدوا التقاليد ويحاولوا اكتشاف كل جديد ففي نهاية المطاف هم يشعرون بالانتماء، وهذا أمر أساسي لكل إنسان.كانت بداية الحديث نبذة عن ملامح التغيير في المجتمع السعودي وتأثيره على الشباب والأعمال والهوية الخاصة بهم ومدى تعلقهم بالتراث.

عند حصول فتون على رخصة السوق

بداية المشوار

أما كيف بدأت مشوارها في عالم الفن فتخبرنا فتون أنها لم تلتفت يوماً الى الفنون ولم تمارسها أبدا كهواية. في عمر 16 سنة حاولت استكشاف العديد من الأمور لتتعرف على موهبتها وما إذا كانت تمتلك واحدة بالأصل. من بين الأمور التي تعرفت إليها كان صف تاريخ الفنون الذي عشقته، بالرغم من ذلك التحقت بكلية العلوم ولكن في هذا الصدد تعترف فتون " لم أكن سعيدة وشعرت أن شيئأ ما ينقصني" . في منتصف العام الثاني تركت العلوم والتحقت بكلية الفنون، لم يكن ذلك سهلا أبدا عليها ولا على من حولها فقد اعتبروا قرارها جنوناً عام 2014 إذ أن المشهد الفني في ذلك الوقت لم يكن مقبولا جدا أو معروفا في المجتمع السعودي كما اليوم. "بالرغم من ذلك فقد دعمتني عائلتي، ولوعلى مضض، لأنهم كانوا يدركون مدى تعاستي بسبب خياري الأول، لقد أحببت الرسم وقررت أنني سأنجح في امتهانه."

إحدى رسومات فتون الذايدي

أسلوب مميز وهوية فنية خاصة

أما عن أسلوبها في الرسم والمدرسة التي تتبعها فتخبرنا فتون أنها في حالة اختبار دائمة في مجال الفن. "تعلمت في الجامعة العديد من التقنيات والتجارب وهذا ما جعلني أكثر فضولاً ورغبة في التعمق واستكشاف الاحتمالات الجديدة في الفن. أعتمد العديد من التقنيات والمواد ، أمزج وأبتكر وأكرر المحاولة بطريقة أخرى. عالم الفنون واسع جدا وقد طورت فني الى التجهيز والأداء حيث يمكن إيصال الفكرة والاحساس إلى الحضور بشكل مباشر وهذا الأمر يحررني من مشاعري ويسمح لي بنقلها الى الآخرين. أولاً أستعملت في لوحاتي المواد الكلاسيكية ثم أعتمدت على الرسم الرقمي.

لاحظنا اخيراً في أعمال الفنانة الشابة نسق جديد، لوحات رقمية لوجوه ترافقها عبارة ما، وعن هذا الامر تقول: "عندما تراودني فكرة أدونها ثم أرسمها إنه أمر طبيعي جدا لكن أحدا من الرسامين لم يدون فكرته انما اكتفي برسمها". الرسم هو ترجمة لمشاعر الفنان الدفينة ولتجاربه يحولها الى شيء ملموس وهذا يتطلب حساسية مفرطة وهي ميزة يتمتع بها كل فنان. وعن أهمية المرأة السعودية ودعمها لها من خلال فنها فقد أجابت فتون أنها لطالما سعت الى التعريف بالمرأة السعودية ومدى قوتها ونجاحها وعكس صورتها الحقيقية للغرب من خلال احتكاكها بجنسيات عديدة في أسفارها واشتراكها في برامج أجنبية، تقول فتون "أريد أن أكون عنصراً فعالا في المجتمع".

إحدى لوحات فتون

مبادرة SAI لدعم الفنانين الشباب

في السؤال عن دعم الفنانين الشباب اليوم من قبل الدولة والمجتمع فقد أكدت فتون أن نسبة الدعم أصبحت أكثر من ذي قبل وهذا الامر هو مسؤولية الجميع لذلك أسست مبادرة SAI للفنانين الشباب الذين يحتاجون الى مكان يحضنهم ويحضن أعمالهم كما أنهم بحاجة الى التمويل لذلك أطلقت SAI لدعمهم ولزيادة الوعي بالفن. تقول فتون:"جمعت عددا من الفنانين الشباب وحاولت مساعدتهم ومشاركتهم ما تعلمت وأقمنا سويا معرضا كان ناجحا جدا وكانت فرحتهم عامرة مما زاد من ثقتهم بنفسهم وأعطاهم أملا في نجاحهم، والان نحضر للمعرض الثاني ونعتمد على الرعاية للتمويل ونأمل أن يكون نجاحه أكبر من المعرض الأول. كما نعمل على تطوير اعمال المبادرة من خلال توسيع الفنون المنضوية تحتها."

تعمل فتون اليوم على مشروعها الضخم الذي يعتمد على التركيب ويرتكز في فكرته على عناصر من التراث السعودي. بالإضافة الى ذلك فإن فتون متحمسة جداً للمشاركة كواحدة من 20 فناناً في معرض أثر السنوي الذي يقام في جدة ويفتتح أبوابه في 30 نوفمبر. واختتمنا الحديث بالسؤال عن أحدث التغييرات في المجتمع وهي فتح أبواب السعودية للعالم وعن اقبال السياح الى السعودية واذا ما بدأت تلحظ وجودهم، أكدت فتون أن السواح بدأوا يتوافدون الى السعودية وقد التقت مسؤولين في إحدى الشركات اليابانية وهي بانتظار أصدقائها الاجانب للمجيء والتعرف عن قرب على الثقافة السعودية والمجتمع السعودي.

تسجّلي في نشرة ياسمينة

واكبي كل جديد في عالم الموضة والأزياء وتابعي أجدد ابتكارات العناية بالجمال والمكياج في نشرتنا الأسبوعية