فرح نوش : قلب يسبق عدسة الكاميرا

بكلّ ما أوتيت من قوّة، بكلّ ما في داخلها من مشاعر وبكلّ ما في عينيها من بريق تنتصر لانسانيتها! هي عاطفية وتعترف، قلبها يسبق إصبعها وصورها تستجيب له، اختارت حكايات الناس مهنتها وشغفها ووقت فراغها!
فرح نوش مصوّرة عراقية ترعرعت في كندا، ولكن روحها سافرت الى بلدها الأمّ وكلماتها العربية المتفلّتة من انكليزيتها المتقنة تشهد على ذلك. في حضنها ابنها ليث، وفي أحشائها طفل يزيدها عاطفة وحسّاً مرهفاً.
عايشت حرب العراق فاحتلّت صورها وسائل الإعلام العالمية، ولكن مسؤوليتها تجاه طفلها وعائلتها التي تعشق دفعتها لتفتّش في دبي عن نساء يشاركنها الشغف الانساني ليحتلّلن إطار صورها ومساحات بالها وقلبها!

ias

 

– بين الصور التي تملأ صفحات الأرشيف الخاص بك على الانترنت والتي تروي تغطيتك لحرب العراق مثلاً ومآسٍ بشرية أخرى، وبين عملك الحالي في مجال الجلسات التصويرية، أي مجال يمسّك أكثر؟
لا شكّ أن المجالين يختلفان فعلاً، فالأوّل يتعلّق أكثر بالتصوير الصحفي حيث ليس لك تأثير على المشهد، بل أنت فقط العين المشاهدة، واليد التي تضغط على زر الكاميرا، فيما المجال الثاني وهو نشاطي حالياً يتطلب منك تفاعلاً مع الشخص الذي يقف أمام عدستك فتوجهينه وتساعدينه على ابتكار المشهد.
وكوني لا أعمل في مجال تصوير العارضات والجلسات الجمالية، فأنا أجد في المجالين قصّة ما يرويها أبطال صوري، لأنّ لدى كلّ منهم الكثير ليحكيه ويعبّر عنه.
لا أنكر أن قلبي يميل الى التصوير الصحفي لأنني كنت صوت الذين لا صوت لهم وكان عملي، ولكن نظراً للخطر الذي يلفّ هذا المجال عرفت منذ أن وُلد ابني "ليث" ذو السنتين والنصف أن بعض التعديلات يجب أن تطرأ على حياتي.

 

– هل تؤمنين بالتمرّد الاجتماعي سبيلاً للإنجازات العظيمة؟
على الصعيد العام كانت إجابتي لتكون سلبية لو عقدنا هذه المقابلة قبل الربيع العربي لأننا لم نرَ قبل هاتين السنتين براهين حيّة لارتباط التمرّد بالانجازات.
أمّا على الصعيد الخاص وهنا أتحدّث عن المرأة، فأظنّ أن على المرأة أن تستجيب للنداء الذي يشتعل داخلها لتشعر بشخصيتها وانسانيتها. ولا أنسى في هذا الإطار يوم حملت أغراضي وتوجّهت الى العراق في خضمّ الحرب لألتقط صور بغداد الحيّة لأناس يحكون آلاف القصص بدموعهم وبأجسادهم الشاهدة على الحرب، لم أستطع إخماد نيران داخلي فذهبت رغم توسّلات ودموع والديّ.

 

–  هل لا زلت تستمتعين باللوحات الزيتية المخطط لها والمصممة، في حين أنّك تلتقطين صوراً ولوحات قائمة في ذاتها تطاردين الحقيقة من خلالها؟
أعشق الفنّ بطبيعتي ولا أجد بين التصوير والرسم مجالاً للمقارنة بل اللوحات الزيتية تملأ منزلي. لا بل أعتبر أن التصوير محدود فيما الرسم يُلهمنا لنستوحي صورنا. وتحديداً، زرت اليوم متجراً لبيع اللوحات ووقع نظري على رسم وجه أسد، وكلّ ضربة ريشة فيها بلون مختلف. أُعجبت بها للغاية، وقررت ابتياعها لجمالها ولأن ابني يحمل اسم "ليث"!

 

– بين النساء العربيات اللواتي حققن إنجازات يُشهد لها، حدّثينا عن واحدة منهنّ تُلهمك.

حديثاً في دبي، تعرّفت الى عفراء البسطي(المدير التنفيذي لـمؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال)، حيث أمضينا بعض الوقت معاً وتعاونّا في جلسة تصويرية. وسريعاً ما احتلّت هذه السيدة مساحة كبيرة في قلبي، كونها تحدّت تقاليد المجتمع واعتنت بالنساء والأطفال ضحايا الاستغلال الجنسي!

تعلّمت منها الكثير وحين أراها، أشعر بقشعريرة وبفرح يغمرني وكأني التقيت إحدى أجمل نجمات السينما. 

 

تسجّلي في نشرة ياسمينة

واكبي كل جديد في عالم الموضة والأزياء وتابعي أجدد ابتكارات العناية بالجمال والمكياج في نشرتنا الأسبوعية