سأتحدث اليوم عن قصص سمعتها على استراحة الغداء كلّها إهانات للمرأة، تؤكد أن مجتمعنا يرى المرأة بنظرة دونية حتى من دون أن يقصد ونحن الجيل الجديد، يجاري هذا التوجه من دون اعتراض. هل تعرفين لماذا يجب التوقف عن اخبار الفتيات أنّ العنوسة هي نهاية العالم؟!
والأسوأ من ذلك، أن من يهين المرأة في أكثر الأحيان هنّ نساء، وهذا ما سمعته وما لاحظته خلال استراحة الغداء وأنا استمع الى أحاديث جانبية تجري خلفي على الطاولات المجاورة.
تنمّر على الشكل من دون معرفة شخصية…
من الأحاديث التي لفتت نظري يومها واستفزتني صراحةً هي تنمّر على شكل احدى الزميلات العاملات في المبنى نفسه، من دون معرفتها شخصيًا، وكانت "تهمتها" بحسب الصبية التي كانت تغلبها الحماسة في الحديث أنها نحيفة بشكل مفرط، وأنها شكلها "مقرف" وغير ملفت أبدًا! أولسنا نحترم الخيارات الشخصية أولًا وبشكل أساسي؟ وهل تعدّت على الحريات العامة بنحافتها؟! ماذا ولو كانت مريضة وهم لا يعرفون؟! فحولنا نساء كثيرات يخضن معارك يومية صامتة لا يعرف بها أحد!
ظلمها غيابيًا، وزميلته في العمل حمّسته وجارته!
حديث آخر سمعته، وفاجأني جدًا، واستفزني أيضًا، خلال تحدّث أحد الزملاء عن سبب فسخه خطوبته، رغم اعترافه بأنه لا يمكنه أن يقول أن خطيبته السابقة فتاة سيئة، ولكن انفصاله عنها كان امتناعها عن اخباره لماذا اتصلت بها صديقتها وهي تبكي، وعن امتناعها عن الافصاح عن السبب كونها لا تملك حقّ افشاء سر صديقتها حتى لخطيبها ولكن هو، كان مصرّ أنه لا يستطيع الارتباط بفتاة تخفي عنه أسرارها. والذي يثير الغضب في القصّة أن زميلته شجّعته على فعلته و متناسية أنها قد تكون مكان الصديقة التي تفشي سرًا لصديقتها، فهل تقبل أن تصبح أخبارها على كلّ شفة ولسان؟! وبالنسبة للخطيبة السابقة، تمنيت لو كنت أعرفها كي أهنئها شخصيًا على ما فعلته، لأنها محترمة ونبيلة الخلق.
تحرّض أخيها على منع زوجته من العمل
في زاوية محايدة، استمعت المكالمة هاتفية، بطلتها احدى الفتيات العاملات معنا في المبنى، والتي تحرّض أخيها على منع زوجته من العمل طالبة منه اجبارها على الاهتمام بالمنزل والأطفال فقط، متناسيةً كليًا أنها تحدّثه من مكان عملها، وتطلب منه أن يساعد أمّها على الاهتمام بأطفالها! هل من مشهد ساخر أكثر من ذلك؟!
