عزيزتي، ليس من الضروري ابداً الشعور بالذنب حيال تملكك للخجل، في بعض الاحيان أو المواقف، فالشعور بالحرج قد يكون مفيداً لك بطرق غير متوقعة، كزيادة جاذبيتك وتعزيز مكانتك الاجتماعية، وأكثر من ذلك.
فقد كشف علماء النفس التطوري أن مشاعر الحرج الشديد قد تكون مهمة جداً لصحتك على المدى الطويل.
اختبري نفسك: أين شخصيتك من الخجل؟
وفي سياق متصل، كشفت إحدى النظريات أن الخجل هو رد فعل طبيعي للخوف من أن "تكتشف".
وقد أجرى العالم النفسي ري كروزير، من جامعة كارديف، مقابلات مع العديد من الأشخاص عن الحالات التي تسبب لهم احمرار الوجه، ووجد أنها تنطوي على الأغلب على الكشف المحتمل عن شيء خاص، كما المرأة الحامل التي يصيبها احمرار قرمزي داكن عندما يأتي ذكر الأطفال أثناء محادثة ما، وليس عند ذكرهم صدفة أو كزلة لسان.
هنا، قد يكون احمرار الوجه ردّ فعل جسدي على الصدمة من أن يصبح سرك علنياً، حتى لو كان أمراً يجب الاحتفاء به.
وأشار مارك ليري، من جامعة ديوك، إلى أن البشر ربما تقدموا في السلوك أكثر، فتكون الحمرة في منزلة "اعتذار غير لفظي" آخر لنزع فتيل وضع محرج. وقد تفسر السبب في أن مجرد التفكير في إساءة التصرف يجعل خديك يحمران.
ويشرح ليري قائلا: "حتى لو كنت بريئا، فلن يضيرك أن تظهر الانزعاج حيال اتهامك، لتقول "آسف لإعطائكم سبباً عن غير قصد للشك بي".
ويعتقد ليري أن منطقاً مماثلاً قد يفسر سبب احمرارنا عندما ندرك أن الغير ينظر إلينا، كما يحدث عندما نتحدث بصوت عال في اجتماع، أو حتى عندما يشاد بنا؛ فاحمرار الوجه هو طريقة لإظهار أننا نريد تجنّب أي انتباه غير مرغوب فيه. (اكتشفي مع ياسمينةخطوات مهمة لمحاربة الخجل)
كما أن ذلك يجعلنا نبدو أقل غروراً، بحيث تبدو أنك لا تتحدى سلطة الآخرين. وإذا وجدت نفسك تحمر لسوء تصرف شخص آخر، فإن ذلك إشارة غير محكية إلى أنك ميزت خطأه، وأنك أنت نفسك غير مرتاح لكسر القواعد.
وفي هذا الاطار، شرحت كلوديا هاموند أن احمرار الوجه لا يمكن تزييفه، بمعنى أنه واحدة من الإشارات القليلة على الصدق الذي يمكننا الوثوق به من دون أدنى شك. والنتيجة هي أن الناس الذين يحمرّون خجلاً يميلون لأن ينظر إليهم بدفء أكثر من الناس الذين لا تصيبهم حمرة الخجل.
ويمكن للحرج حتى أن يؤخذ على أنه علامة أنك شخص غير أناني. والأمر المثير للدهشة، هو أن الإحراج الذي يرافقه احمرار الوجه قد يزيد من جاذبيتك عندما تواجه شخصاً تحبه.
ويقول فينبرغ، وهو الآن في جامعة تورنتو، "إذا كانوا يبحثون عن شريك على المدى الطويل، فإن ذلك قد يظهر أنك اجتماعي ومتعاون، أي شخص لن يخدع. لذا فإن الناس قد يجدون الإحراج جذاباً على ذلك النحو".
اقرئي المزيد:الخجل، نقصٌ أم ميزة؟
