تخصّنا هيفاء محمود ناجي سيّدة الأعمال السعوديّة والناشطة الإجتماعيّة في مجال تطوير المرأة السعودية وعضو في الغرفة التجاريّة في لجنة الفاعليات وعضو في عدّة أنشطة في الهيئة العامة للسياحة والآثار، والمديرة العامّة لـ "ملتقى الحرفيين"، بمقابلة خاصّة وحصرية، لتطلعنا على سرّ نجاح الملتقى وأهم التحضيرات بالإضافة الى نبذة عنه منذ تاريخ تأسيسه، أهدافه والصعوبات والدّعم التي تلقته لإنجاحه.
– كيف بدأت فكرة تأسيس ملتقى الحرفيين في المملكة وأي شريحة من المجتمع السعودي تستهدف؟
منذ 16 سنة كنت أعمل في التّجارة وكنت صاحبة صالونات وبوتيكات ومشاغل، رأيت أنّ الموضوع الذي يخصّ الحرفيات ودور المرأة السّعوديّة غير ناشط، فبحثت عن الطريقة التي بها يمكن تنشيط السّيدات المعنيات في هذا المجال، فمنها بدأت فكرة تجميع الإنتاج السعودي وإنطلقت منذ 6 سنوات. لم أستهدف الشركات أو المصانع، أنا فقط أستهدف الأسر صاحبة الإنتاج المحلّي، أي ميدان التراث القديم، من كل مناطق المملكة كالجنادريّة، الطّائف، الإحساء، مكّة المكرّمة وغيرها.
– كيف كانت البداية وما الداّفع الأساسي لاختيارك لهذا الميدان؟
في السنة الأولى كنا 40 سيدة سعودية، وازداد عددنا إلى 90 في السنة الثانية أما اليوم وللسنة السادسة أصبحنا حوالى 300 إمرأة ناشطة وسيّدة أعمال سعوديّة. أما بالنسبة للداّفع فهو فكرة أن دول العالم المتقدمة وصلت إلى ما هي عليه بسبب تشجيعها ودعمها للمهن أي الصنعة وذلك لأنهم طوّروها وأتقنوها مما أدى الى إنشاء مصانع تصدّر إنتاج هذه الصناعات إلى العالم، نحن نفتقر إلى هذا التحليل وطريقة التفكير، لدينا إنتاج يجهله العالم، إذا حللنا وعملنا جاهدين على هذا القطاع سنصل مثل غيرنا الى العالميّة.
– حدثينا عن خطوات المعرض الأولى ولماذا يشير العنوان الى أنّه الملتقى الثاني وأنتم قد بدأتم منذ 6 سنوات؟
منذ 6 سنوات بدأنا بإسم " عراقة الماضي وإشراقة الحاضر" بعد 4 سنوات تلقّينا توجّهاً من قبل سمو الأمير سلطان بن سلمان لتأسيس ملتقى يجمع الحرفيين فتمّ إختبار معرضنا إذ أثبت جدارته وبإقتراح من المدير التنفيذي للهيئة العامّة للسياحة والآثار الأستاذ محمد العمري وإلحاح سمو الأمير سلطان على تنظيمه تحت فكر إجتماعي، قمنا بتبديل الإسم الى ملتقى الحرفيين، وبما أنّ هذه التسمية وليدة العام الماضي فهذه السّنة يقام الملتقى الثاني . أضافت السّيدة هيفاء مجيبةً وبحرارة: " لكني ما أزال أضيف وأرفق وبكل فخر على إسم الملتقى عنوان " عراقة الماضي وإشراقة الحاضر" أي الذي بدأت به.
معرض المرأة السعودية ينشغل بجمالك!
– مِن أين تتلقين الدعم وما دور سمو الأميرة نوف بنت مقرن وما هي الصّعوبات التى واجهتها كامرأة؟
تلقيت الدّعم الكبير من الهيئة العامة للسياحة والآثار، أمانة منطقة مكّة المكرّمة، ومحافطة جدّة ومن سمو الأمير خالد الفيصل وسمو الأمير سلطان بن سلمان أما سمو الأميرة نوف كما يقولون " فقد ضربت معنا بيد من حديد لأنّها تؤمن بعمل وطاقة وعطاء وإبداع المرأة السعودية ولذلك أردت أن أقدّم لها عربون تقدير وشكر فما لقيت أغلى وأشرف من مجسّم لباب الكعبة الشريفة مطليّ بالذهب. أمّا بالنسبة للصعوبات فقد كان لها مكان كبير في عملنا خاصّة في البداية لأنّ الإهتمام كان ينصب على المعارض والملتقيات التجاريّة وبما أنّ معرضنا وملتقانا ذو هدف إجتماعي ويهدف الى مصلحة المشارك تعثّرت الأمور في البداية على جميع الأصعدة. لكن اليوم ما عدنا نواجه الكثير من الصعوبات لأنّنا أثبتنا جدارتنا وفاعليتنا في مجتمعنا وتوسّعنا الى العالم العربي والخليج.
– ما الذي يميّز ملتقى الحرفيين عن المعارض المماثلة الأخرى كـ معرض الأسر المنتجة؟
نحن نتمنّى النجاح للجميع، أوّلاً هذا الملتقى لا يقوم على رعاية أي شركة خاصّة ، ثانياً من الممكن أنّ المعارض الأخرى مختلطة وملتقانا يجمع الرجل والمرأة ولكن لكلٍ مكانه بشكل منفصل مما يزيد من حرّية التفاعل ضمن العمل. خبرتي تجعلني أستنتج أنّ معظم السّيدات يحسسن بالراحة في التفاعل عندما تتواجدن في مكان خاص لهنّ وإيماني قوي بأنّ المعارض المماثلة عندما تكون عوائل تصل الى مشاركة أكبر ونجاح أوسع وذلك يترجمه الحضور الذي يزيد سنويّاً عن 15000.
– ماذا عن البلدان المشاركة وماذا تعرضون في الملتقى الحرفيّ؟
كل بلد يعرض إنتاجه اليدوي الحرفي الخاص، المهم الا يكون الانتاج المعروض مستورداً، وأن تكون الصناعة محلية تعبّر عن هوية البلد المشارك. في البداية لم يكن هناك مشاركة من بلدان أخرى أماّ اليوم فهناك أكثر من 10 بالمئة من المشاركات من بلدان الخليج العربي والعالم العربي أجمع كلبنان والبحرين والكويت وغيرهم. (معرض العروس من السّعوديّة)
– كيف تتم عملية التواصل والتعامل والتوافق مع سيّدات البلدان العربية الأخرى؟
عن طريق التسويق الإلكتروني والـ Social Media، ونحن لا نعتمد أبداً على المعارف.
معرض يظهر الإبداع الأنثوي السّعودي
– ما هي البصمة التي تركها ملتقى الحرفيين على السيدات السعوديات وما هي الرّسالة التي توجّهينها لكل إمرأة عاملة وغير عاملة سعوديّة؟
أشعر بالفخر عندما أراقب إزدهار وتقّدم عمل كل سيدة سعودية شاركت معي منذ 6 سنوات حتى الآن، الكثير منهنّ أصبحن سيّدات أعمال محترفات ولكنهنّ ما زلن يحافظن على الهدف الإجتماعي في قسم كبير من عملهنّ. أشكر الجميع وأتمنّى لكل سيّدة عاملة المثابرة في العمل والعطاء والإنتاج في مجتمع بحاجة لتواجدها ليطبع إستمراريته، أما للمرأة غير العاملة أقول لها نحن موجودات لدعم العطاء الذي لم يظهر ويترجم في محيطها وأنا أكيدة أنّ كل مرأة سعوديّة قادرة على أن تكون خلاّقة ومبدعة في مجتمعها.
