نايا...نغمٌ عزف إيقاع أمومتي!

نايا...نغمٌ عزف إيقاع أمومتي!

غريبة هي الحياة، غريبٌ توقيتها، كيف تعطينا ومتى…ففي وقت يعيش العالم أجمع رهبة وباء قاتل، منحتني اللحظة الأجمل، وولدت نايا...

ias

حين حملتها بين ذراعي للمرة الأولى، لم يكن الشعور سهل الوصف، فلعلّ الكلمات هنا تعجز أن تعبّر عما تشعر به الأم في تلك اللحظة. مليون فكرة أتت إلى رأسي، هناك كائن صغير أتى إلى هذا العالم، من داخلي، جزء مني خرج إلى الدنيا، عينان بريئتان، وجسم صغير، وإحساس أكبر من كل الكلام.

في تلك اللحظة، أدركت أن الحياة ستكون أجمل، وأنّ الأيّام التي ستأتي ليست مطلقاً كالأيّام التي خلت. تبدّلت أولوياتي كلّها، ومن الآن فصاعداً، ستكون نايا هي الأولويّة، وفي كل قرار سأتخذه، سأفكر فيها قبل نفسي.

جميل هذا الإحساس، وغريب في الوقت عينه، حيث يستطيع هذا الكائن الصغير من قلب كل شيء رأسا على عقب، واحتلال عرش القلوب من دون أي استئذان.

ما سر نظرتها إليه؟

رأيت عيناي في عينيها، وأنف والدها في أنفها، تشبه كلانا، وكأنّ نايا لم ترد التمييز في ما بيننا ومنحتنا – حتّى الشبه- بالتساوي.

"مايك" زوجي وصديقي وحبيبي والآن والد طفلتي…هناك رابط عميق بينه وبينها يأسرني، ويشعرني لوهلة بصدمة يصعب تفسيرها! ما سر نظرتها إليه؟ وكأنّها مدركة تمامًا أنّه الإنسان الذي سيغدق عليها عاطفة الأبوّة، ويكون دوماً بجانبها، سنداُ لها، ومصدراً لحنانٍ وحبٍّ غير مشروطين.

> رأيت عيناي في عينيها، وأنف والدها في أنفها، تشبه كلانا، وكأنّ نايا لم ترد التمييز في ما بيننا ومنحتنا – حتّى الشبه- بالتساوي.

هي الأمل في زمن الخوف

في ظل الكورونا وكل ما يحيط بنا من ضغوطات وأخبار سيئة، أتت نايا لتضيء الأمل في نفوسنا، وتشعرنا بقيمة اللحظات التي نعيشها معها. بين جدران منزلنا الدافئ، حيث الحب والرعاية والاهتمام، في ظل الكورونا أشعر بامتنان من هذه الحياة، لأنّها جعلتني أرى ما هو جميل فيها، وزرعت في نفسي الأمل أنّ كل ما يحصل من سيئ سيزول، والغد المشرق سيكون بانتظار طفلتي الصغيرة.

كثيرة هي الصفات التي أتمنى أن تكون موجودة فيها، والتي سأحرص على زرعها في شخصها، فأنا أريدها إنسانة قوية ولطيفة وحنونة ووفيّة وكريمة مع كل من حولها. 

ولكن سأتوقّف للحظة وأعترف أنّ القلق لم يفارقني قبل الولادة، والخوف من كل ما يحصل حولنا، ولعلّ الضغط الذي عشته وأعيشه كل يوم يضنيني في بعض الأحيان، الليل الذي صار نهاراً والمسؤولية الكبيرة، كل الصعوبات قد تضعفني أحيانا ولكن أعود وأنظر إلى النصف الملآن من الكوب، وأشكر ربي على وجود زوج دوماً بجانبي، وعائلة تساندني، وأصدقاء صاروا كأهل لي.

> فأنا أريدها إنسانة قوية ولطيفة وحنونة ووفيّة وكريمة مع كل من حولها.

التقارب صنيع القلوب وليس المسافات!

صحيح أنّ المرحلة تعتمد على التباعد الاجتماعي، ولا وسيلة للتواصل إلا الفيديوات والرسائل، ولكن ما شعرت به من الناس المحيطين بي أكّد أنّ القرب يكون في القلوب، ولم يكن يوما صنيع المسافات.

شكراً، كلمة أقولها كل حين، شكراً لأمومة عرفتها منذ شهر وأكثر، ولشعور ماسي لا يقدّر لثمن، شكراً على كل لحظة أشعر فيها براحة نفسية من الداخل، وامتنان لما أنا فيه.

أفرح حين أفكّر أنّ نايا ستقرأ يوماً قصة أيامي الأولى معها، وسترسم على ثغرها ابتسامة، تدرك فيها أنّها أجمل نغم عزف على إيقاع أمومتي. 

تسجّلي في نشرة ياسمينة

واكبي كل جديد في عالم الموضة والأزياء وتابعي أجدد ابتكارات العناية بالجمال والمكياج في نشرتنا الأسبوعية