تخطط كل منا بحلول رمضان أن تمنح نفسها الفرصة للتخلص من سموم العام النفسية والجسدية على حد سواء، وترسم الكثيرات صورة لبرامجهن اليومية التي يودون من خلالها خلق التوازن بين العبادة والرياضة والافطار الصحي والسحور الخفيف، وتنجح بعضهن وتفشل أخريات، ويتفاجئن أنهنّ قد أكتسبن كيلوغرامات عدة خلال الشهر الفضيل.
عن أسباب فشل المخططات الصحية لشهر رمضان تُرجح خبيرة التغذية الدكتورة رويدة نهاد ادريس المديرة التنفيذية لمركز "نيوتريلايف" للوجبات الصحية أنّ المجاملات الأسرية و"البوفيهات المفتوحة" هي أساس فشل الالتزام بعادات صحية خلال شهر رمضان المبارك، وأن حجر الأساس يكمن في التخطيط الغذائي المنطقي والذي يكمن في تلاثة أشياء:
- تقسيم أيام الأسبوع بحيث يجعل خمسة أيام متوازنة وبسعرات محسوبة ويومين مفتوحة السعرات.
- تقسيم الوجبات بشكل معتدل خلال فترة الإفطار وتناول المياه بمقدار مناسب على مراحل.
- الحرص على أن يكون الطعام مطهي بشكل صحي ومحاولة التقليل وتجنب كل من الزيوت والبهارات والمخللات والحلويات عالية السعرات.
وتوضح الدكتورة رويدا أن مسالة تقسيم وجبة الإفطار ضرورية لتجنب مشاكل عسر الهضم والحموضة والنفخة، فلا بد من البدء بالماء والتمر ومن ثم الراحة قليلا، بعدها يتم تناول الحساء والسلطة التي يفضل أن تكون غنية بالخضروات الورقية، ولا مانع من تناول مقدار حبتين من "السمبوسة" على أن تكون مطهوة بدون زيوت وأن تكون بالدقيق الكامل. في الطبق الرئيسي يجب أن نحرص على أن يكون هناك توازن وتجانس ما بين الخضروات المطهوة ومصدر البروتين من "لحم أو دجاج أو سمك" وربع المقدار من النشويات كالأرز أو الخبز. أما الحلويات فيسمح بتناول قطعة صغيرة قبل ممارسة الرياضة ليتمكن الجسم من حرقها. وأخيراً في السحور يفضل الحرص على تناول وجبة معتدلة مقسمة إلى شقين: الأول يعتمد على الأجبان والألبان والبروتينات من البيض أو الفول، والشق الثاني من الفواكه والخضار، كما يفضل إضافة مقدار ملعقة من المكسرات النيئة لمنح الجسم الطاقة والنشاط.
ترهل الجسم وزيادة الوزن هو نتيجة التكاسل عن الرياضة
عدم الالتزام بالتمارين الرياضية خلال شهر رمضان من أكثر الأخطاء الشائعة التي تؤدي إلى تباطؤ في نمو العضل وترهل الجسم، حيث تؤكد الكابتن "رؤى طلعت زارع" المدربة الشخصية وإحدى مؤسسات ستوديو "ون مور" الرياضي، أنه لا بد من رسم هدف أو خطة خلال شهر رمضان، والالتزام بممارسة الرياضة بنحو ثلاثة إلى أربعة أيام في الأسبوع، والتنويع ما بين الجهد المتوسط والعالي في التمرين، حيث أنه من الممكن ممارسة رياضة المشي والهرولة قبل الفطور بساعة أو نصف ساعة لتفادي الاجهاد، وممارسة التمارين الرياضية بعد الإفطار بساعتين، مع ضرورة المحافظة على ترطيب الجسم وشرب الكثير من السوائل قبل وبعد وأثناء التمارين، ولا يمكن لأي إمرأة الوصول لهدفها بخسارة الدهون وزيادة الكتلة العضلية إلا من خلال الالتزام بنمط غذائي صحي، وتشدد رؤى على أنّ الإكثار من تناول المقالي والمعجنات هو سبب رئيسي للخمول، فلا بد من رسم صورة متوازنة ما بين النشاط الجسدي ومعدل السعرات الحرارية، فكلما زادت السعرات الحرارية كلما أحتاج الجسم لمجهود عالٍ لحرقها.
سعوديات يشاركن تجاربهنّ في خسارة الوزن خلال رمضان
"الضعف أمام الولائم و"السفر العامرة"
كان رمضان الماضي بنسبة لرانيا فهد 32 عاما، نقطة تحول اكسبتها خمسة كيلوغرامات من الوزن، ولم تستطع حتى الأن من أنقاصها، ويعود السبب في ذلك لكثرة الولائم والتجمعات العائلية التي يتجمع فيها الأحباب والأطباق الدسمة والحلويات الشهية على حد سواء.
"خسرت 3 كيلو غرام بسبب المشي قبل الإفطار"
وفي تجربة استطاعت صاحبتها كبح جماح شغفها بالطعام، تمكنت أسماء صالح 27 عاما من أنقاص وزنها خلال شهر رمضان الماضي، وتنوي إتباع النظام ذاته هذا العام، حيث اعتادت على المشي نصف ساعة قبل الإفطار، وتناول الماء والتمر والحساء في البداية، واكمال باقي وجبتها في وقت السحور، وبغض النظر عن الثلاثة كيلوغرامات التي خسرتها خلال الشهر، تؤكد أسماء أنها شعرت براحة وخفة لا توصف.
جدول رمضان مزدحم لا وقت فيه للرياضة
ياسمين سعد 30 عاما تجد أنه لا بد من وجود منبه داخل كل شخص خلال شهر رمضان، فلا بد من مجاهدة النفس والتمنع عن الإسراف، وهذا يقتضي من وجهة نظرها أن تأكل ما تشاء ولكن بقدر يسير وبسيط، وهذا ما تطبقه هي في كل عام، إلا أنه يزيد وزنها بشكل ضئيل لعدم ممارستها للرياضة خلال هذا الشهر المزدحم بالعبادة والولائم والمسلسلات والبرامج الرمضانية.
إقرئي المزيد: أبرز قصّات عباءات وقفاطين لشهر رمضان المبارك
