مقابلة ياسمينة مع الدكتورة ياسمينن مرزبان الفائزة بجائزة لوريال-أونيسكو

الدكتورة ياسمين مرزبان

الدكتورة ياسمين مرزبان

في التفاتة منها نحو المرأة المنجزة والطموحة واستناداً إلى المبدأ القائل إنّ "العالم بحاجة إلى العلم والعلم بحاجة إلى المرأة"  كافأت لوريال بمشاركة منظّمة الأونيسكو 4 عالمات عربيات من ضمن برنامج " من أجل المرأة في العلم" لمساهماتهنّ في التقدّم العلمي. 

ias

أُقيم حفل توزيع الجوائز في 17 نوفمبر في مركز المؤتمرات في جامعة زايد في دبي، تحت رعاية رئيسة الجامعة معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي التي ساهمت في توقيع شراكة حديثة بين جامعة زايد ولوريال الشرق الأوسط. ولا بدّ من الإشارة هنا إلى أنّ طلبات هذا العام طرحت العديد من التحدّيات العلمية العالمية.

وكان لياسمينة وقفة مميزة أمام هذا الحدث، ولقاءً مع الدكتورة ياسمين مرزبان التي تشغل حاليًا منصب أستاذة مساعدة في قسم العلوم والهندسة البيولوجية والبيئية (BESE)، في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، إحدى الفائزات بجائزة لوريال الاونيسكو البالغة 20 ألف يورو.

 

الفائزات لحظة  تسليم الجوائز

 

 

ماذا تعني لك هذه الجائزة؟ وكيف لأي نوع من المكافآت أن يسهم في تطوّر مهنتك كعالمة؟

بالتركيز على تعقّب تطوّر المرأة في مجال العلوم ومكافأتها، إنّ الجائزة تساعدنا في التوسّع والظهور أمام أكبر شريحة ممكنة من الجماهير. القسم الأكبر من عملنا يكون في الظلّ متطلباً سنوات من البحث المخبري، فهذه الجائزة بمثابة الضوء الذي يسلّط على ما أنجزناه، كما تساعد على إلهام النساء الشابات للاندماج في مجال العلوم. لهذه الأسباب وسواها، ليس بوسعي إلاّ توجيه كلّ الشكر للوريال وأونيسكو على هذه اللفتة المميزة.

 

                       اختبري نفسك: أين تختبئ مواهبك؟

 

ما هي النقطة الصفر في حياتك التي جعلتك تسيرين نجو تبنّي مهنة ضمن مجال العلوم؟
لطالما أحببت العلوم منذ سنّ مبكّرة. وواحدة من أساتذتي الثانويين ساعدتني على اكتشاف شغفي بعلوم الحياة، وهذه الواقعة بالذات جعلتني أختار مهنتي الحلم قبل التخرّج حتّى. كما شعرت بالالهام لخوض مجال العلوم بفضل والدي الراحل، إذ كان مهندساً كهربائياً ناجحاً ولطالما شجّعني على التفكير النقدي وتحقيق شغفي وهدفي في الحياة.

لو أردت تحديد نقاط التحوّل في حياتك التي أوصلتك الى هنا ماذا تحدّدين؟
لطالما شعرت بالمباركة لكلّ الفرص التي حظيت بها خلال مسيرتي وأؤمن بشكل عميق أن مطاردة هذه الفرص والتمسّك بها أوصلني الى هنا. خلال فترة دراستي، عملت في مختبر خلال إجازة الصيف، وهذه الخبرة عرّفتني على أهمية هذا المختبر الذي أنجزت فيه أبحاث الدكتوراه. وخلال عرضي لرسالتي، تعرّفت الى الأستاذ المشرف الذي رافقني في رحلة الدراسة في بوستن حيث كانت والدتي المشجّعة الأولى لي للذهاب. في بوستن تحوّلت عائلتي كلياً مهنياً وشخصياً، فتطوّرت ونضجت كعالمة وتعرّفت الى شريك حياتي الذي تزوّجت وأنشأت الى جانبه عائلة. وبعد هذه الخطوة بفترة وجيزة، حظيت بإحدى أهمّ فرص حياتي وهي الانتقال الى المملكة العربية السعودية للعمل في مركز دراسات حديث الانشاء، لم نفوّت الفرصة زوجي وأنا والتحقنا في العام 2009 بجامعة الملك عبدالله للعلوم التكنولوجية. اليوم نعيش السعادة والاستقرار، المستقبل زاهي أمامنا لمواصلة البحوث ومشاركة خبراتنا مع الأجيال الصاعدة.

 

ما هو أكثر ما تعشقينه في مهنتك؟
إنّ الجزء المفضّل لدي في مهنتي كأستاذة وباحثة، هو تدريب طلّاب الدكتوراه ومواكبتهم ورؤيتهم يتطوّرون وينمّون المهارات الأساسية للنجاح في مجال العلوم.

 

ما هي الصعوبات التي واجهتها خلال مسيرتك العلمية الطويلة وخلال خبراتك المهنية؟
بطبيعة الحال، البحث بشكل عام هو عمل يلفّه التحدّي، يتطلّب ساعات لا متناهية من العمل والتركيز الكامل، من دون الحصول بالضرورة على الاجابة المتوخّاة أو المطلوبة. فنحن بالتالي  نطوّر فرضيات، ونعمل عليها بكدّ، كي يتّضح وبعد الكثير من الجهد أنّها خاطئة. وبدلاً من الانهيار، علينا البحث عن طرق جديدة لمقاربة موضوع بحثنا. وهذا كلّه يتطلّب روحاً ايجابية دائمة إضافةً الى حسّ الابتكار العالي.

 

هل تتمّ معاملة النساء العالمات بشكل مختلف في العالم العربي؟ هل شعرت بأي نوع من التباين مقارنةً مع الغرب؟
إنّ العلوم بشكل عام، مادة تقوم على جمع نتاج العقول العظيمة بمعزل عن الجنس، بالتالي في هذا السياق، هذا مجال حيادي من ناحية التمييز الجنسي. انطلاقاً من خبرتي الشخصية، وخلال العمل مع مجموعة من الرجال والنساء الموهوبين على مدّ كلّ هذه السنوات، لطالما تم تقييمي على نوعية عملي فقط. قد تكون نساء أخريات قاسين في هذا المجال ولكنني لم ألتقي بهنّ.

خارج عالم العلوم المزدحم، ما هي هواياتك وتطلعاتك المفضّلة؟
أنا والدة، ابنة، شقيقة وزوجة، فغالبية وقتي مقسّم بين هذه الأدوار والروابط. لدي صبيين شقيين، يحرّكهم الفضول ولديهم النية والرغبة لاكتساب المهارات الجديدة، من اللغة العربية الى البيانو وكرة القدم والسباحة، وأنا أكثر من سعيدة لخوض هذه المغامرات معهما.

 

                     ما هي الأبحاث الحقيقية التي تعيق النجاح الباهر؟

 

بعد أبحاثك المعمّقة والطويلة في سياق البحث عن علاجات للسرطان، ماذا يمكنك أن تقولي لأي مصاب بهذا المرض الخبيث؟
خلال عملي وفريقي من العلماء الموهوبين، أسخّر كلّ قدراتي في سبيل البحث عن دواء وعلاج شافي لهذا المرض. وواحد من أبحاثي الأساسية يرتكز على فهم كيفية إبحار الخلايا السرطانية من المنطقة المصابة الى نواحي أخرى من الجسم. ونحن على أمل أن يساعدنا حلّ هذا اللغز على منع الخلايا السرطانية من تدمير أعضاء الجسم. وأودّ أن يعرف مصابو السرطان أن الباحثين يسخّرون كلّ ما أوتيوا من قوّة للقضاء كلياً على هذا المرض. 

ما هي أحلامك وأهدافك؟ وأين ترين نفسك بعد 10 سنوات من اليوم؟
بعد 10 سنوات أتمنّى مواصلة ما أقوم به اليوم، تدريب الطلاب، مواكبتهم على درب النجاح، التقدّم ضمن أبحاثي الخاصّة، والموازنة بين هذه الانشغالات وتقديم الدعم الكامل لعائلتي.

تسجّلي في نشرة ياسمينة

واكبي كل جديد في عالم الموضة والأزياء وتابعي أجدد ابتكارات العناية بالجمال والمكياج في نشرتنا الأسبوعية