في خبر قد يبدو غير متوقع على الإطلاق، قرر الاتحاد الأوروبي مجتمعًا، حظر استخدام طلاء أظافر الجل الذي يحتوي على مادة TPO السامة، المصنفة رسميًا على أنها سامة للصحة الإنجابية، وذلك ابتداءًا من 1 سبتمبر. ومن هنا، إليكِ تجربتي الشخصية مع أظافر الجيل التي لن أكررها في حياتي!
هذا الإجراء الجديد يهدف إلى إزالة مادة TPO (أكسيد ثلاثي ميثيل بنزويل ثنائي فينيل الفوسفين) من طلاء الأظافر الجل ومنتجات التجميل الأخرى، كما يستند هذا القرار إلى اللائحة الأوروبية التي صنّفت رسميًا مادة TPO كمادة سامة للصحة الإنجابية، ووفقًا لقواعد الاتحاد الأوروبي، يجب عدم استخدام هذه المكونات في مستحضرات التجميل التي تلامس الجلد أو الشعر أو الأظافر.
هل تعرضنا لخطر كبير؟
نظراً لكثرة صالونات التجميل التي تعنى بالأظافر في في كافة أنحاء العالم، وكثرة مستخدميها، يُطرح السؤال: هل عرضنا أنفسنا للخطر إذا استخدمنا طلاء الأظافر الجل منذ سنوات؟ ما هي هذه المادة، ولماذا تُضاف إلى مستحضرات التجميل، وهل توجد في مستحضرات أخرى؟ ومن هنا، قررنا الاستناد على ما أوضحه كونستانتين إيلييفيتش، الأستاذ المساعد في كلية الكيمياء.
كونستانتين أكد أن أكسيد ثلاثي ميثيل بنزويل ثنائي فينيل الفوسفين (TPO) مركب كيميائي ينتمي إلى مجموعة المحفزات الضوئية. وهي مواد تُستخدم لبدء تفاعل كيميائي في المواد يؤدي إلى تصلبها. عندما تتعرض مركبات مثل TPO للأشعة فوق البنفسجية أو ألوان معينة من الضوء المرئي، فإنها تتفاعل وتبدأ تفاعلًا متسلسلًا يمتد إلى المكونات الأخرى للهلام. عندما تتفاعل جميع الجزيئات، نحصل على بوليمر يتحول إلى مادة صلبة بفضل كتلته الكبيرة. بفضل المحفزات الضوئية، يمكننا التحكم في بداية التفاعل الذي يؤدي إلى التصلب، بحيث يبدأ بالضبط عند الحاجة، أي عند استخدام مصباح الأشعة فوق البنفسجية أو مصباح LED، كما يوضح إيلييفيتش.
أثبتت مادة TPO فعاليتها العالية في تحفيز الضوء، مما يُمكّن من تصلب الجل بشكل أسرع وأكثر اكتمالاً حتى عند استخدام أشعة فوق بنفسجية/LED منخفضة الشدة. لذلك، في العقد الماضي، زاد استخدام المُصنّعين لها في تركيبات طلاء الجل، كما تُستخدم في مجالات أخرى، مثل طب الأسنان. وفي هذا السياق، قد يهمكِ الإطلاع على أشكال أظافر جل وكيفية تطبيقها.
هل هناك اسباب محقة للقلق؟
يُقال إن التعرض المتكرر لهذه المادة قد يُسبب آثارًا ضارة على الصحة، وخاصةً على الجهاز التناسلي. وقد أوضح لنا الدكتور كونستانتين إيلييفيتش ما إذا كان ينبغي على النساء اللواتي يستخدمن طلاء الأظافر بانتظام منذ سنوات القلق. “أظهرت التقييمات السمية أن TPO قد يكون له آثار ضارة على الصحة الإنجابية. وقد صنفته الوكالة الأوروبية للمواد الكيميائية (ECHA) كمادة “سامة للإنجاب” من الفئة 2 (“يُشتبه في أنها تُلحق الضرر بالخصوبة”). هذا يعني أن هناك مؤشرات قوية تستند إلى دراسات على الحيوانات على أن التعرض طويل الأمد أو المكثف يمكن أن يؤثر على الجهاز التناسلي، على الرغم من أنه لا يوجد حتى الآن دليل قاطع على نفس التأثير لدى البشر”. ووفقًا لكونستانتين، من المهم الإشارة إلى أن درجة التأثير الضار تعتمد على كمية TPO التي نتعرض لها، وأن الآثار السلبية قد تحدث على أعضاء أخرى إلى جانب الأعضاء التناسلية.
من هو الأكثر عرضة للخطر؟
يشير إيلييفيتش إلى أن “الأشخاص الذين يتعاملون باستمرار مع المواد الخام ويستخدمون طلاء الجل عدة مرات يوميًا هم الأكثر عرضة للخطر، وبالتالي قد يتلامسون مع الجل غير المُبلمر. لذلك، يُنصح بارتداء القفازات، وتحسين تهوية المكان، واستخدام المنتجات المعتمدة”.
لكن ما هي المنتجات التجميلية الأخرى التي تحتوي على TPO؟ يقول البروفيسور إن TPO يُستخدم بشكل رئيسي في منتجات الأظافر التي تُعالج تحت مصباح الأشعة فوق البنفسجية/LED. ويضيف: “لا يُستخدم في الورنيش العادي، أو مستحضرات التجميل، أو منتجات العناية بالبشرة. ومع ذلك، توجد المادة نفسها أيضًا في مواد طب الأسنان (مثل الحشوات المركبة)، وكذلك في بعض الراتنجات الصناعية والمواد اللاصقة. لذلك، يقتصر نطاق استخدامه في مستحضرات التجميل عمليًا على طلاء الجل ومنتجات طلاء الأظافر بالأشعة فوق البنفسجية ذات الصلة”.
في الختام، وفي سياق الحديث عن الأظافر، لا بد من التفريق بين الجل والجيليش وكيفية تطبيقها على الأظافر.
