سرّ ياسمينة بمناسبة يوم المرأة العالمي الاحتفال بحكاية إبداع المصممة السعودية أروى العماري في هذا الحوار الحصري الذي يروي أبرز إنجازاتها ونجاحاتها.
لإنك امرأة تسعين وراء النجاح والتميّز اختارت لك ياسمينة اليوم واحدة من الشخصيات السعودية البارزة في مجال تصميم الأزياء، ألا وهي المصممة أروى العماري مؤسسة علامة ARAA المستشارة في قطاع تطوير الأزياء، وصاحبة لقب أكثر العقول إبداعًا من قِبل BBC العالمية، والتي كان لها بصمة في حدث كأس السعودية للخيول بنسخته الثالثة الذي كان تتويج حقيقي لهوية المملكة، فتابعي هذا الحوار معها…
أسم لامع في مجال التصميم ومستشارة في قطاع تطوير الأزياء حاصلة على عدة جوائز محلية ودولية، إنجازات قوية بفترة ليست طويلة ما هو سر وراء هذا النجاح؟
هذا النجاح ليس وليد اللحظة، بل يخفي خلفه مسيرة من الإصرار والعمل الجاد والمجهود الكبير، بالإضافة لعوامل أُخرى أولها وضوح الرؤية المستقبلية لعلامة ARAM المستوحاة من أحرف أسمي، والتي تم إطلاقها لتكون علامة عالمية ذات بصمة بكل المقاييس والمعايير، ولهذا يتوقع لها الخبراء العالمين مستقبل باهر بتصنيفها ضمن أهم العلامات التجارية المتصدرة في المملكة، وبلا شك تُعد الأصالة والابتكار والبُعد عن التقليد من العوامل التي أدت إلى نجاحي، وحصولي على لقب أكثر العقول إبداعًا من قِبل BBC العالمية، كما تمت دعوتي للمشاركة في أسبوع الموضة في باريس الذين اهتموا بالروح الحقيقية الغير تقليدية التي قدمتها من خلال علامتي التجارية.
> وجدت جزء من شغفي في الاستلهام من التراث
ما العناصر التي ترتكزين عليها كمصممة تبحث عن الإلهام بين كنوز التراث؟
يُعتبر عنصر الفنون بكل أنواعه مصدر إلهام أساسي في تصاميمي، إلى جانب التزامي برواية قصة أو حكاية في أزيائي، وهذا ما جعل لوني مميز وجذاب وذو تأثير على المتلقين بكافة فئاتهم.
سطع نجم ARAM من خلال مجموعة “فخر” المستوحاة من التراث المحلي، فحدثينا عن هذه المجموعة تحديدًا؟
يجهل الكثيرون أن مجموعة “فخر” تم تصميمها قبل ثلاث سنوات لبرنامج BBC الذي يغطي مجموعة إبداعية، وقد وجدت إلهامي في التراث السعودي بغاية التعريف به وبحرفه المتنوعة، لمتابعين البرنامج الذين يصل عددهم إلى أكثر من 50 مليون شخص، وقتها لم يكن هناك مصممين كُثر يستلهمون من التراث بتصميم قطع حديثة وعصرية كما الان، وبفضل هذه المجموعة وجدت جزء من شغفي في خوض هذا التحدي والاستلهام من التراث التاريخي، الذي انبهرت به وبعمقه الثقافي وتنوع مناطقه، ومن هنا تم إنتاج قطع أُخرى ذات نفس الطابع لاحقًا، ولكن هذا لا يعني اقتصار ARAM على مصدر التراث وحده للاستلهام.
> تصميماتي النسائية ليوم التأسيس قد شكلّت صدمة لبعض الناس
يتردد أسمك بشكل مستمر في أهم مناسبات المملكة المهمة، كاليوم الوطني السعودي، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي، وكذلك مشاركتك في إكسبو دبي، وأخيرًا كأس السعودية للخيول، هل تشعرين بمسؤولية كبيرة لكونك جزء من هذه الأحداث؟
بالتأكيد، أشعر دائمًا بالمسؤولية وخاصة في الوقت الحاضر، مع تضافر جهود المملكة لعكس هويتنا وثقافتنا وفننا في مجالات السياحة والثقافة والترفيه والرياضة والعمارة وفنون الطهي والأزياء والادب والموسيقى، ومحاولة دمجها وتوحيدها لإظهار موروثنا الثقافي للعالم، وحكاية قصتنا بأنفسنا، لذلك أتحمل أنا كمصممة جزء من هذه المسؤولية في رواية هذه القصة.
تم تكليفك بتصميم أوشحة الخيول في عدة سباقات، إلى جانب تصميم أزياء رجالية ونسائية خاصة بيوم تأسيس المملكة، والتي تم استعراضها أيضًا في كأس السعودية للخيول، كيف هي أصداء هذه المجموعات وكيف تم العمل عليها؟
صحيح، تم تكليفي لعمل تصاميم خاصة بأوشحة الخيول في كأس خادم الحرمين الشريفين، وكؤوس الملوك الخمسة، وكؤوس الأمراء، وكأس الأمير خالد بن عبد الله، وجاء سبب تكليفي تبعًا لرغبة نادي سباقات الخيول برئاسة الأمير بندر، إظهار الفنون والتراث من خلال هذه الأوشحة، أما بخصوص المجموعة الرجالية التي تم تصميمها خصيصًا ليوم تأسيس المملكة، فقد تم الاستلهام فيها من تاريخ الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة، وهذا ما احتاج مني بحث مكثف في التاريخ وأرشيفات الصور التاريخية للملوك، بداية من مؤسس الدولة السعودية الأولى الإمام محمد بن سعود، وآخر حكامها الأمام عبد الله بن سعود، مرورًا بأزياء الإمام تركي بن عبد الله “صاحب السيف الأجرب” من الدولة السعودية الثانية، وصولًا لمؤسس الدولة السعودية الثالثة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود.
وفي الجانب الآخر صممّت مجموعة نسائية خاصة بيوم تأسيس المملكة عرضتها صانعة المحتوى نجود الرميح في جلسة تصوير، قمنا بها بدمج جديد من خلال إضافة ملامح من الأزياء الرجالية الشعبية لإنتاج أزياء في قمة الأنوثة، وهذا من الأساليب الغير مسبوقة محليًا، والذي من الممكن أن يسبب صدمة لبعض الناس، ولكن يُعتبر هذا الأسلوب من الأساليب العالمية في التصميم تعتمدها الكثير من دور الأزياء في العالم.
بخصوص الحديث عن أزياء يوم تأسيس المملكة اطلعي على نجمات السوشال ميديا يستعرضن إطلالات تراثية خلابة بمناسبة تأسيس المملكة.
> كأس السعودية عبارة عن عُرس ثقافي بكل ما تعنيه الكلمة
بالحديث عن حدث كأس السعودية بنسخته الثالثة ما التطور الملحوظ الذي شهدته في هذا العام بشكل خاص في قطاع الأزياء، ودعم المصممين المحليين من قبل هيئة الأزياء؟
في النسخة الأولى من كأس السعودية للخيول كُنت أنا ضمن اللجنة الاستشارية للأزياء، حيث كانت وقتها انطلاقة ربط الحدث بالأزياء، وتم وضع توجه لهوية أزياء الحضور في الحدث بالتعاون مع الأمير بندر بن خالد الفيصل، وبشراكة استراتيجية مع جامعة الأميرة نورة، وكانت الأزياء من الفعاليات المصاحبة للحدث، حيث تم عمل مسابقة لتصميم القبعات النسائية المستوحاة من التراث، وبدأ التطور يزداد في النسخة الثانية من هذا الحدث، أما النسخة الثالثة هذا العام فأجد أن هناك فرق ملحوظ من ناحية التنظيم والتحفيز من قبل هيئة الأزياء ووزارة الثقافة، التي دمجت برنامج مصممين 100 براند سعودي بالحدث هذا العام، وخُصص مكان لعرض أعمال المصممين السعوديين الذين كنت أنا واحدة منهم، فلامست خلال مشاركتي عُمق بالأفكار المُقدمة وتنوع كبير في مصادر الإلهام، ببساطة الحدث كان عبارة عن عُرس ثقافي بكل ما تعنيه الكلمة، تم من خلاله عكس ثقافتنا وهويتنا لمتابعين الحدث من حول العالم، ومن هنا أوجه شكري العميق لجميع القائمين على حدث كأس السعودية.
تحت شعار “نحتفل بك” الذي يحتفل بك وبكل امرأة ناجحة في يوم المرأة العالمي ما الكلمة التي توجهينها لكل سيدة طموحة تسعى للنجاح؟
في هذا اليوم أقول للمرأة أبني نفسك بنفسك لنفسك، والان الطريق ممهد أمامك، والدعم موجود، فقط أخطي خطوتك الأولى وتحركي نحو طموحك وأحلامك، فلا تنتظري وأطلقي العنان واندفعي للأمام.
أخيرًا، من الشخصية التي تحلمين بأن ترتدي من تصاميمك؟
يوجد الكثير من الشخصيات التي أتمنى أن ترتدي من تصاميمي، ولكنني أضع في بالي عربيًا الملكة رانيا العبد الله التي تعتبر أيقونة للأناقة كملكة عربية، أما عاليًا فيقع اختياري على الدوقة كيت ميدلتون.
في الختام، اطلعي على زفاف الإعلامية السعودية دونا الحسين الأسطوري حديث السوشل ميديا.
