ظهر مصطلح الموضة المستدامة، داعيًا الإنسان لتغيير أسلوب اختياره للملابس الصديقة للبيئة؛ فهل هي فعّالة؟ أم هي مجرد ترند؟
أصبح العالم الآن أكثر وعيًا بالبيئة، خاصة فيما يتعلق بالملابس. ورغم أن صناعة الموضة المستدامة تطورت ببطء على مدى العقد الماضي، فإنها الآن تبدو أكثر نضجًا بعدما حققت تقدمًا كبيرًا في مجالات متعددة، من التعبئة والتغليف إلى الإنفاق الاستهلاكي. وإليكِ الموضة المستدامة في الشرق الأوسط: كيف تفكر العلامات التجارية بطريقة إبداعيّة؟
ما هي الملابس المستدامة؟
هي ملابس صديقة للبيئة، مصنوعة من ألياف نباتات طبيعية، وقابلة للتحلل أو مُعاد تدويرها. تتميز هذه النباتات المستخدمة في صنع الملابس في أنها تنمو بدون استخدام أسمدة أو مبيدات حشرية أو مواد كيميائية، ولا تستهلك كميات كبيرة من الطاقة أو المياه، وهذا يعني أنّ العلامة التجارية المُنتجة لهذه الملابس لديها بصمة كربونية أقل مقارنة بالعلامة التجارية الأخرى. بالإضافة إلى جودتها العالية، وكونها أكثر نعومة ومتانة.

أشكال الموضة المستدامة
هناك العديد من الأشكال للموضة المستدامة، من ضمنها:
إعادة التدوير
تتمثل إعادة التدوير في استخدام الملابس الموجودة بالفعل إلى شكل جديد، يمكن استخدامه. على سبيل المثال، لديك قميص، لم تعد تستخدمه أو قُطع، بدلًا من إلقائه في القمامة، يمكنك صنع حقيبة يد من القماش.
صفر النفايات
وهو مصطلح يُشير إلى تقليل تهدير النفايات طوال دورة الملابس، بداية من مرحلة إنتاج النباتات التي تُصنع من أليافها النسيج، وصولًا إلى نهاية استخدام المستهلك للملابس. وتشمل استراتيجيات صفر النفايات أو تقليل النفايات المهدرة عن طريق استخدام مواد قابلة للتحلل وتشجيع المستهلكين على إعادة تدوير ملابسهم.
تحقيق العدالة
تتضمن الموضة المستدامة، تحقيق الممارسات التجارية العادلة، والتي تضمن للعمال الذين يعملون في هذا القطاع ظروف العمل الآمنة والحصول على رواتب مجزية.
مواد طبيعية
تُصنع الملابس المستدامة من مواد طبيعية، مثل: الصوف والكتان والقطن، وهي قابلة للتحلل، ما يجعلها أكثر استدامة من غيرها.

التأكيد على أهمية الموضة المستدامة
تشكل الموضة المستدامة محوراً مركزياً في النقاشات المعاصرة حول الاستدامة البيئية والاجتماعية. تتمثل أهمية الموضة المستدامة في قدرتها على تقليل النفايات الناتجة عن صناعة الملابس التقليدية ورفع الوعي حول تأثيرات هذه الصناعات على البيئة. إذ تساهم الأزياء المستدامة في استغلال الموارد بشكل عقلاني، مما يعني تقليل استهلاك المياه والطاقة عند إنتاج الملابس. تُعد هذه الممارسات ضرورية للحفاظ على البيئة وضمان وجود مواد لأولئك الذين سيجمعهم المستقبل.
تمثل الموضة المستدامة جزءاً من الأهداف العالمية للتنمية المستدامة، حيث تعكس الالتزام بتحقيق ممارسات إنتاجية مسؤولة والتي تدعم الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية. من خلال استخدام المواد المعاد تدويرها أو القابلة للتجديد، يتم تخفيض البصمة الكربونية للعديد من العلامات التجارية، مما يسهم في حماية البيئة. وهذا بدوره ينعكس إيجاباً على المجتمعات التي تعتمد على هذه الصناعات، حيث يتم توفير فرص عمل مستدامة تدعم التحسينات الاجتماعية.
عند النظر إلى الموضة المستدامة، يُظهر العديد من مصممي الأزياء والشركات التزامهم بمباديء الاستدامة من خلال إيجاد حلول مبتكرة. تتمثل إحدى هذه الحلول في تطوير أزياء تعتمد على تقنيات الإنتاج الصديقة للبيئة، بالإضافة إلى تشجيع المستهلكين على اختيار الملابس ذات الجودة العالية التي تدوم لفترة أطول. وإليكِ تصاميم مستدامة وصديقة للبيئة تتحدى الصيحات التقليدية ضمن أسبوع الموضة في الرياض.

فوائد الملابس الصديقة للبيئة
التقليل من التأثير البيئي: يعمل القطاع المستدام في صناعة الأزياء على تقليل التأثير البيئي عبر استخدام المواد الطبيعية والعضوية، والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، وتنفيذ عمليات إنتاج مسؤولة تقلل من النفايات وتلوث المياه وانبعاثات الغازات الدفيئة.
التأثير الاجتماعي الإيجابي: يُحقق القطاع المستدام في صناعة الأزياء تأثيرًا إيجابيًا اجتماعيًا من خلال تحسين ظروف العمل للعمال وضمان السلامة والعدالة في العمل.
أسلوب فريد من نوعه: تتميز الموضة المستدامة بتصاميمها الفريدة التي تدعم الإبداع والابتكار، وتتمثل في عمليات إنتاج محدودة تعكس التميز والتفرد.
توفير في التكاليف: بالرغم من أن تكاليف الموضة المستدامة قد تكون أعلى في البداية، إلا أنها توفر في المدى البعيد من خلال متانتها وطول عمرها، مما يقلل من التكاليف النهائية للمستهلك.
الحفاظ على الموارد الطبيعية للأرض: من خلال تشجيع استخدام المواد المتجددة والقابلة للتحلل والخالية من المواد الكيميائية، تساعد الأزياء المستدامة على حماية الموارد الطبيعية للأرض، مما يعزز الحفاظ على الموارد مثل الطاقة والمياه والأرض.
دعم الممارسات الأخلاقية: تعمل الأزياء المستدامة على تعزيز الممارسات الأخلاقية في صناعة الأزياء، مثل ممارسات العمل العادلة وظروف العمل الآمنة لعمال صناعة الملابس، ويمكن للمستهلكين المساهمة في صناعة أزياء أكثر إنصافًا وعدالة من خلال دعم العلامات التجارية للأزياء المستدامة.
تحسين الجودة والمتانة: على نقيض الموضة السريعة، تشجع الموضة المستدامة على إنتاج ملابس متينة وعالية الجودة، مما يقلل من الحاجة إلى استبدال الملابس بشكل متكرر ويقلل من إنتاج النفايات.
تشجيع الاستهلاك الواعي: يستلهم المستهلكون الموضة المستدامة لاتخاذ قرارات أكثر أخلاقية بشأن الموضة واختيار الملابس التي تعكس قيمهم. ونتيجة لذلك، يتراجع الاستهلاك الطائش، ويتم تشجيع اتباع نهج أكثر تعمدًا وصديقًا للبيئة في التعامل مع الموضة.
دعم المجتمعات المحلية: بالاعتماد على الموارد المحلية وتقنيات الإنتاج المحلية، تعود الأزياء المستدامة بالفائدة على المجتمعات المحلية من خلال تقليل البصمة الكربونية ودعم الاقتصادات المحلية وخلق فرص العمل.
تعزيز الإبداع والابتكار: يشجع القطاع المستدام في صناعة الأزياء على الإبداع والابتكار من خلال ابتكار تصاميم جديدة تجمع بين الجمالية والاستدامة البيئية، مما يؤدي إلى تطوير اتجاهات جديدة ومبتكرة في عالم الموضة.
وفي الختام، قد يهمكِ الإطلاع على تعاون بين هيئة الأزياء ومجموعة Kering لتعزيز الاستدامة والإبتكار في قطاع الأزياء.