من الطبيعي أن تمر المرأة بحالة من القلق في مرحلة معينة من حياتها، لا سيما بعد التعرض للمواقف الصعبة والظروف الشديدة. فما القلق؟ وكيف يمكن التعامل معه؟ ومتى يحتاج علاجًا دوائيًا؟
هل شعرت يومًا بأن قلبك ينبض بسرعة أو أن أفكارك تتسابق دون توقف؟ قد يكون ذلك علامة على القلق، وهو حالة نفسية شائعة تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم. تابعي معنا المقال لمعرفة التفاصيل. وإليكِ عوارض اضطراب القلق المعمم وكيفية علاجه.
ما القلق؟
القلق هو استجابة الجسم الطبيعية للتوتر والشعور بالخوف بشأن ما سيحدث. على سبيل المثال، قد يؤدي الذهاب لمقابلة عمل إلى شعور بعض الناس بالخوف والتوتر.
وفقًا للمكتبة الوطنية للطب في الولايات المتحدة الأميركية، فإن القلق هو شعور بالخوف والرهبة وعدم الارتياح، قد يسبب التعرق والتوتر وسرعة ضربات القلب، ويمكن أن يكون رد فعل طبيعيا للتوتر.

ما الفرق بين القلق واضطرابات القلق؟
إذا كانت مشاعر القلق لديك شديدة، واستمرت لمدة 6 أشهر على الأقل، وأثرت على سير حياتك، فقد تكون مصابًا باضطراب القلق، وذلك وفقًا لموقع (Health Line).
فاضطرابات القلق هي حالة يعاني المصابون بها من قلق وخوف شديد ومفرط ومستمر بشأن المواقف اليومية، غالبا ما تتضمن نوبات متكررة من المشاعر المفاجئة للقلق الشديد والخوف أو الرعب التي تصل إلى ذروتها في غضون دقائق (نوبات الهلع)، وذلك وفقًا ل (Mayo Clinic).
ومن المحتمل أن تتداخل مشاعر القلق والذعر مع الأنشطة اليومية وتمتد لفترات طويلة تصعب السيطرة عليها. قد تبدأ أعراض اضطرابات القلق في الطفولة أو في سنوات المراهقة، وتستمر حتى مرحلة البلوغ. وإليكِ اعراض التعب النفسي: تعرفي عليها وحاولي تخطيها!
من الأمثلة على اضطرابات القلق:
- اضطراب القلق العام generalized anxiety disorder
- اضطراب القلق الاجتماعي social anxiety disorder (الرهاب الاجتماعي)
- الرهاب المحدد specific phobias (مثلا رهاب العناكب)
اضطراب القلق العام
عادة ما ينطوي اضطراب القلق العام على الشعور المستمر بالقلق أو الرهبة، مما قد يعيق سير الحياة اليومية. ويعاني المصابون باضطراب القلق العام من قلق متكرر لأشهر، إن لم يكن لسنوات.
أعراض اضطراب القلق العام
- الشعور بالضيق أو القلق
- التعب بسهولة
- صعوبة في التركيز
- الانفعال
- الإصابة بالصداع وآلام العضلات وآلام المعدة أو الآلام غير المبررة
- صعوبة السيطرة على مشاعر القلق
- وجود مشاكل في النوم، مثل صعوبة النوم أو الاستمرار في النوم
العلاجات غير الدوائية لاضطراب القلق العام
إذا تم تشخيص إصابتك باضطراب القلق العام، فعادة ما ينصح بتجربة العلاج النفسي قبل وصف الدواء، وذلك وفقا لخدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة.

العلاج النفسي لاضطراب القلق العام
1- العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
العلاج السلوكي المعرفي هو نوع من العلاج الذي يساعد المريض على إدارة مشاكله عن طريق تغيير نمط تفكيره وتصرفاته، وهو أحد العلاجات الأكثر فعالية لاضطراب القلق العام.
قد يشمل العلاج السلوكي المعرفي:
- مراجعة معالج نفسي
- دورة جماعية تجمع المريض بأشخاص آخرين يعانون من مشاكل مماثلة مع معالج كل أسبوع لتعلم طرق للتعامل مع القلق
إذا لم تساعد هذه العلاجات الأولية، فعادة ما يلجأ المختصون إلى العلاج المعرفي السلوكي المكثف، الذي يتضمن جلسات أسبوعية مع معالج لمدة 3 إلى 4 أشهر، أو نوع آخر من العلاج يسمى الاسترخاء التطبيقي أو الدواء.
2- الاسترخاء التطبيقي
يركز الاسترخاء التطبيقي على إرخاء عضلاتك بطريقة معينة خلال المواقف التي تسبب القلق عادة.
يجب أن يتم تدريس هذه التقنية من قبل معالج مدرب وتتضمن بشكل عام ما يلي:
- تعلم كيفية إرخاء عضلاتك
- التدرب على إرخاء عضلاتك في المواقف التي تجعلك قلقا
- مقابلة معالج لمدة ساعة واحدة كل أسبوع لمدة 3 إلى 4 أشهر
كيف تتم معالجة اضطرابات القلق؟
يعتمد معالجة اضطرابات القلق على استراتيجيات متنوعة تهدف إلى السيطرة على الأعراض وتحسين جودة الحياة، وتشمل طرق العلاج:
- التعرف على طبيعة القلق وأسباب حدوثه.
- تطبيق تقنيات الاسترخاء والتنفس الصحيح.
- ممارسة التأمل الذهني للحد من التفكير المفرط.
- العلاج المعرفي السلوكي؛ لتعديل الأفكار والسلوكيات السلبية.
- تعديل النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- بناء مهارات التواصل وزيادة تقدير الذات.
- اللجوء إلى الأدوية عند الحاجة كخيار قصير الأمد.
مضاعفات القلق
يمكن أن يؤدي القلق المزمن إلى مضاعفات خطيرة تؤثر في الصحة النفسية والجسدية، ولا سيما إذا تُرك دون علاج، وتشمل أهم المضاعفات ما يلي:
- الاكتئاب.
- اضطرابات النوم، مثل: الأرق أو النوم المفرط.
- ضعف الأداء التنفيذي في العمل أو الدراسة.
- العزلة الاجتماعية.
- الألم المزمن المرتبط بحالات، مثل: الصداع النصفي والألم العضلي.
- سوء استخدام المواد المخدرة.
- زيادة خطر الانتحار.

متى يحتاج القلق إلى علاج دوائي؟
إذا لم تساعد العلاجات النفسية المذكورة أعلاه أو كنت تفضل عدم تجربتها، فعادة ما يعرض عليك الدواء. يمكن لطبيبك العام أن يصف مجموعة متنوعة من الأدوية المختلفة لعلاج اضطراب القلق العام.
تم تركيب بعض الأدوية بحيث يتم تناولها على أساس قصير الأجل، بينما يتم وصف البعض الآخر لفترات أطول.
اعتمادًا على الأعراض، قد يحتاج المريض إلى دواء لعلاج الأعراض الجسدية، وكذلك الأعراض النفسية. وإليكِ عوارض الاضطرابات النفسية: قد تكونين تعانين منها!