الفائزة في جائزة لوريال عذراء المعولي: المرأة قادرة ان تفرض وجودها في أي مجتمع بكفاءتها

الفائزة في جائزة لوريال عذراء المعولي

تميّزت بقوتها وثباتها وشغفها في عالم الطب والصحة ما سمح لها بالنجاح وإثبات نفسها في المجتمع، إنها مديرة مركز الدراسات والبحوث في وزارة الصحة في سلطنة عمان عذراء المعولي، التي نالت أخيراً، جائزة لوريال في برنامج "من أجل المرأة في العلم".

ias

وقد خصّت المعولي ياسمينة بحديث خاص حيال فوزها في الجائزة فضلاً عن أبحاثها في مجال التدفّق الخلوي الحديث والمتعدّد العوامل للكشف عن الأنماط الشكلية المرتبطة بسرطان الدم الحاد ورصد الحد الأدنى من بقايا المرض.

فائزة في جائزة لوريال مها الصبّاغ: على المرأة تحديد هدفها والسعي لتحقيقه

إليكم فيما يلي تفاصيل المقابلة:

إلى أي درجة كان صعباً عليك تولي القيادة في مجتمع يطغى عليه الطابع الذكوري؟ وبالتالي كيف تمكّنت من كسب احترام زملائك وثقتهم؟

أؤمن تماماً أن القيادة لا تتوقف على جنس بذاته، ذكر أو أنثى، بل على القدرات الذاتية للشخص وفي أحياناً كثيرة هي ملكات ومواهب تخَلق مع الشخص وقد يضيف لها الشخص وينمّيها ببعض الدورات وتنمية المهارات الذاتية.

إذاً قد تجد قائداً حقيقياً بلا منصب سواء كان ذكراً أو أنثى، فالقائد الحق هو من يخلق رواداً للنجاح ويدفعهم للأمام، القائد الحق هو من يحمل فكراً ويدفع الجميع لتبنيه على أنه فكرهم.

بالنسبة لي، لم يكن الامر صعباً إطلاقاً في مجتمع تقلّدت فيه المرأة العمانية مناصب قيادية عدة؛ وزيرة وسفيرة ووكيلة وغيرها الكثير واحترامي وثقتي بنفسي وقدراتي فرضت على الجميع ذكراً كان أم أنثى احترامي وتقديري ومساندتي ودفعي للأمام.

كيف تتمكّنين من تحقيق التوازن بين حياتك المهنية والاجتماعية والشخصية؟ وهل برأيك على المرأة أن تضطر للاختيار بين طموحها ومستقبلها وعائلتها؟

برأيي دائماً الشخص الناجح هو الشخص الناجح في كل نواحي حياته سواء  في عمله، مع أصدقائه، في مجتمعه وأهمها مع أسرته وعائلته ونجاحه مع أولاده وعائلته هو منبع ودافع قوي لنجاحه في عمله نتيجة لاستقراره النفسي.

ومثل ما يقال وراء كل رجل عظيم امرأة فأنا واثقة أن وراء كل امرأة ناجحة رجل، فكلانا مكمّل للاخر .

ولا ارى أن هناك عائقاً بين أن أكون ناجحة كزوجة وكأم وأن أحقّق التوازن لأكون ناجحة أيضاً كعاملة وباحثة فلكل وقته، وأنا أؤمن تماماً بأهمية الوقت وكيفية استغلال الساعات القليلة مع العائلة بجودة عالية.

ولا اعتقد تماماً أن المرأة الذكية يجب أن تضطر لتضحّي بعائلتها من أجل طموحاتها، بل وأن تحقق النجاح في كلاهما وأن تجعل الزوج والاولاد هم مصدر وانطلاقة وشمعة متّقدة لطموحاتها، وبالعكس فإن أطفالي فخورون جداً كلّما رأوا نجاحاتي وأني أمثل لهم قدوة.

لماذا خضت هذا المجال الصحي الصعب؟ وهل على الباحث او الطبيب ان يتأثر مع الحالات الإنسانية والمرضية التي يختبرها يومياً؟

المجال الصحي والطبي هو عشقي منذ نعومة أظافري، إذ إني ما زلت أذكر أيام الطفولة عندما كنت دائماً أمثل دور الدكتورة التي تعالج الأطفال الصغار. وبالنسبة لي فأنا مؤمنة تماماً أن من يخوض مجالاً يحبه بل ويعشقه سيبدع فيه وأي  ابداع.

وعالم الأبحاث على رغم صعوبته إلاّ أنني أجد فيه ضالتي.

وبالتأكيد لا بدّ من أن تؤثر معاناة الأفراد والمرضى بِنَا، فما بالك إذا كان من يعاني هو أخ من الدم واللحم تعيش معاناته وألمه. بالتأكيد كان مرض أخي الأصغر دافعاً بل دافعاً قوياً لان أتحدى نفسي وأبحث في مجال السرطان.

إلى أين تتجه أبحاثك؟ ومن هو مشجعك الأساسي وداعمك في هذه الأبحاث والأعمال؟

بالنسبة لأبحاثي الحالية هي بالطبع استكمال مشوار الأبحاث في مجال الخلايا الجذعية السرطانية لمرض اللوكيميا الحاد من حيث تحديدها، تقييم دورها، وقياس كميتها للتنبوء بعودة سرطانات الدم السريعة بعد الانتهاء من العلاج الكيماوي ولمحاربتها بأجسام مضادّة بهدف القضاء عليها وبالتالي الشفاء التام لمرض سرطان الدم.

وايضاً حالياً مهتمة كثيراً بأبحاث الأمراض غير المعدية (القلب والسكر والسرطان والامراض التنفسية المزمنة) من حيث تشخيصها وعلاجها والحدّ من انتشارها.

عندما نتكلّم عن الدعم المعنوي فهناك الكثيرون، من هم الان تحت التراب وندعو لهم بالرحمة والمغفرة والدي العزيز الغالي الذي علّمني الطموح وعدم الاستسلام وأن لا شي مستحيلاً ،، امي ودعواتها الدائمة لي بالتوفيق والنجاح.

وزوجي الرائع الذي كان ولا يزال مشجعاً وصديقاً روحياً ودافعاً لي دوما للأمام والنجاح، أسرتي الغالية وأخواتي الحبيبات وكل الأصدقاء المقربين الذين يفرحون لفرحي ونجاحي. أشكرهم من صميم القلب.

هل تعتبرين أن الكوتا أمر يساعد المرأة؟ أم باتت قادرة على فرض نفسها وكسب احترام محيطها الذكوري؟

في رأيي بالتأكيد المرأة قادرة أن تفرض وتثبت وجودها في أي مجتمع بكفاءتها وجدارتها وثقتها بنفسها، وأثبتت قدرتها على النجاح في كل الميادين وبأعلى المستويات وأثبتت الكفاءة العالية ودقّتها في عملها.

هل هي بحاجة الى كوتا، رأيي الشخصي أن الأفضل والأكفأ يثبت نفسه في أي مكان سواء كان رجلاً أو امرأة وسيبرز ويلمع بجدارته وإخلاصه وعلمه وعمله، ولكني في المقابل أؤمن تماماً أن في مجتمعاتنا الشرقية لا بدّ للمرأة من أن تبذل جهداً مضاعفاً مقابل نظيرها الرجل لتصل لنفس الهدف.

ماذا يعني لك اليوم استلامك لجائزة "لوريال-أونيسكو"؟ والى أي مدى يجب تكريم النساء اللامعات في مجتمعنا العربي؟

في البدء أشكر المجلس الوطني للبحوث العلمية ولوريال يونيسكو على اختياري من ضمن كوكبة أفضل 4 باحثات في الشرق المتوسط، ومن المؤكد أن الجائزة تعد حافزاً معنوياً لكنها ليست الغاية، فهي دافع إضافي نحو تحمّل مسؤولية التفكير بعمق في قضايانا وتحدياتنا الصحّية المعاصرة والنظر فيها بعمق وعمل مزيد من الأبحاث عليها بهدف إيجاد الحلول المناسبة لرفع كفاءة النظام الصحي، وبذل المزيد من الجهد لترميم الفجوة بين ما نحمله من تطلعات ورؤى والواقع الذي نعيشه بكل مفرداته وتفاصيله المعقدة. واعتقد أن الاختبار يكمن فيما يمكن أن نقدّمه في المرحلة القادمة من أبحاث مهمة تعالج القضايا الصحية المعاصرة كارتفاع نسبة الأمراض غير المعدية وما لها من عواقب على المدى البعيد.

دائما وأبداً تقدير الجهد والعمل الدؤوب يدفع المرء أياً كان، ذكراً أو أنثى، لمزيد من العطاء وأن يساعد هذا التكريم دعماً وخطوة لمزيد من العطاء.

وبالتأكيد هكذا تكريم للنساء اللامعات يعتبر دعماً معنوياً قوياً تؤكل ثماره لاحقاً بمزيد من الانتاج والدافعية لأبحاث علمية ذات جودة عالية .

أين ترين نفسك بعد 10 سنوات من الان؟

بالتأكيد لكل منّا حلم والحلم يتحقّق بالجهد والتخطيط السليم والمثابرة. أتمنى في المستقبل أن أركز على أبحاث تعالج القضايا الصحية المعاصرة وأن أعمل على استحداث تقنيات من شأنها أن تحدّ من انتشار الأمراض غير المعدية كالسرطان وأمراض القلب والسكري والامراض التنفسية المزمنة.

أتمنى أن أساهم في عالم الأبحاث العلمية وأن يكون لي شأن أكاديمي في أفضل الجامعات في عمان الحبيبة وأن أخدم وأخلص لوطني الحبيب وأُقدِّم له ولو جزء يسير ممّا قدّمه لي.

على الصعيد الشخصي، أتمنى أن أزرع في أطفالي حب العلم والبحث وأهميته وأن يكونوا قادة في فكرهم.

وأتمنى أن أكون ناجحة على كل الصعد بدءاً من البيت والاسرة مروراً بالحياة المهنية وصولاً الى الحياة العامة.

الفائزة في جائزة لوريال نازك الأتب: وحدتنا ستغيّر نظرة العالم إلى المرأة

تسجّلي في نشرة ياسمينة

واكبي كل جديد في عالم الموضة والأزياء وتابعي أجدد ابتكارات العناية بالجمال والمكياج في نشرتنا الأسبوعية