يُسرع البعض لشراء كل شيء ممهور بماركة عالمية، حتى صار الأمر نوعًا من أنواع الهوَس النفسي بالرغم من ارتفاع الكلفة المادية بشكل مبالغ فيه.
هل الأمر حقًا يستحق نظرًا لجودة المنتج الذي يحمل ماركة شهيرة حتى وإن كان هناك بديل محلي بنفس الجودة ويؤدي نفس الغرض؟ أم أن الأمر مرتبط بمقاييس اجتماعية تعتمد على المظهر الخارجي كدلالة على فخامة الشخص ومستواه الاجتماعي؟! وإليكِ أشهر ماركات ملابس رياضية عالمية.
ساعات ليست لمعرفة الوقت
إذا كانت الساعة قد اخترعت من أجل معرفة الوقت فإنها لدى البعض أكثر من ذلك. كما أن الساعات من أكثر المجالات التي توضح التناقض العجيب بين الماركات الأصلية والمقلدة.
ـللساعات الأصلية عشاق لا يرغبون في سواها، حيث أن اقتناء هذه الساعات لدى هؤلاء العشاق هواية مكلفة الثمن لكنها تسعدهم، اذ يشعر هؤلاء بأن ارتداء ساعة غالية من ماركة عالمية مثل «كارتييه» أو «بولغري» أو «أوميغا» أو «رولكس» يصل سعرها إلى عدة آلاف يمنحهم السعادة والفخر.
بينما الماركات المقلدة مثل «فلامنجو»، وهي تصميم مقلد عن الماركة الأصلية «رولكس»، تباع بسعر زهيد حيث ترصع بالكريستال بدلا من الألماس. وهناك أيضا ساعات تأتي من الصين وهونغ كونغ وتحمل أسماء الماركات العالمية نفسها وهذه تسمى ماركات مقلدة وليست من تصميم مقلد عن الأصل.
ولهذه الماركات المقلدة أيضا عشاق كثيرون وهؤلاء عادة من الذين يحبون التغيير بين فترة وأخرى حيث يعشقون وضع ساعة جديدة في أيديهم كل فترة. ومن واقع خبرتي أكاد أقول ان عشاق الساعات الأصلية والمقلدة يتشابهون.

عطور فايف ستارز
تتمتع العطور بشعبية جارفة بين الناس في الكويت، حيث توجد عشرات الماركات الأصلية والمقلدة التي تباع على رفوف أرقى المحلات وعلى الرصيف.
للعطور جمهور كبير حول العالم التي يوجد على أرضها عشرات الجنسيات المختلفة الأذواق. هناك من يعشق الماركات الأصلية الغالية الثمن، التي قد يصل سعر الزجاجة منها إلى سعر مبالغ فيه وعشاقها من طبقة «الفايف ستارز» من أصحاب الدخل المرتفع الذين لديهم ثقافة واسعة بعالم العطور ويتابعون أخبارها من خلال إعلانات التلفزيون والصحف والمجلات، حتى أن البعض بمجرد أن يشاهد إعلانا عن عطر من ماركة عالمية ينزل مباشرة إلى السوق لشرائه ولا يهتم بالسعر كثيرا.
والغالبية من هذه الفئة من النساء اللواتي يفضلن الماركات الأصلية خوفا على بشرتهن من الماركات المقلدة الرخيصة.
لكن هناك أيضا الماركات المقلدة التي تحمل الأسماء العالمية نفسها أو تغير بعض الحروف في أسمائها يكون سعرها رخيص حيث لها جمهور كبير سواء من النساء أو الرجال. هؤلاء لا يبحثون عن ماركة وإنما يفضلون الدخول إلى المحلات وتجربة العطر بأنفسهم وشراء ما يعجبهم.
كما أن هذه الماركات المقلدة لها رواج أيضا لأن الكويت تضم عددا كبيرا من الوافدين، والهدية المفضلة لدى الكثيرين زجاجة عطر رغم أن هناك من يشتري أيضا الماركات العالمية كهدايا. وإليكِ أفضل عطر نسائي جذاب وثابت لنفحات جذابة.

نظارات للأناقة
وربما كانت النظارات من أوسع الماركات انتشارا خاصة بين الشباب وخصوصا الشمسية منها.
النظارات أصبحت مظهرا من مظاهر الأناقة والوجاهة هذه الأيام خاصة بين الشباب الذين يحرصون على اقتناء نظارة أنيقة ذات ماركة معروفة. لكن هناك مستويات من الماركات أسعارها مرتفعة وقطع غيارها غالية جدا، فإصلاح أقل شيء فيها قد يصل إلى مبلغ كبير، وهذه الماركات العالمية تقتنيها فئة محدودة من الشباب والفتيات الذين يستطيعون دفع هذا المبلغ المرتفع في نظارة لن تعمر طويلا. وهذه الماركات العالمية لا تباع إلا في عدد محدود من المحلات.
أما الماركات الشعبية الرخيصة فرائجة بين الشباب والكبار من الجنسين خاصة من أصحاب المستوى المادي المتوسط لأن أسعارها معقولة وفي متناول الجميع.
أما كبار السن الذين يرتدون نظارات طبية فلا تهمهم الماركة وإنما يهمهم الراحة والسعر المعقول لأنهم يستعملون النظارات كثيرا لذا تناسبهم الماركات الرخيصة. وتألقي بأجمل خمس ستايلات للنظارات في صيف 2025 من وحي النجمات العالميات.

رأي علم النفس في هذه الحالة
حالتك المادية والنفسية تحدد ماركاتك: يؤكد الاستشاريين النفسيين أن اقتناء الماركات سواء الأصلية أو المقلدة سمة لعصر الاقتصاد الحر والعولمة والفضائيات المفتوحة ويقولون: وراء هذه الماركات شركات متعددة الجنسية عابرة للقارات بميزانية ضخمة ولا توجد مشكلة عندما يقوم الشخص بشراء ماركة موثوق بها تتميز بشروط الجودة التي تمنحها قيمة. لكن المشكلة أن اقتناء الماركات في المجتمعات العربية تحول في السنوات الأخيرة إلى نوع من الهوس.
وقد يرى البعض أن هذا الهوس شيء عادي في ظل طغيان الصناعة الغربية على الماركات الوطنية، كما أننا مازلنا في عالمنا العربي نستورد كل شيء من الغرب لكن ما يهمنا هنا من وجهة نظر علم النفس أن وراء هذا الهوس باقتناء الماركات الكثير من الأشياء السلبية.
فنحن في العالم العربي لدينا اعتقاد راسخ بأن الأشخاص الذين يقتنون الماركات العالمية باهظة الثمن هم من الأثرياء الذين يتمتعون بمكانة مرموقة ولذا أصبحت الماركة هي التي تحدد مكانة الشخص، وبالتالي أصبحت الرغبة في الحصول على الماركة العالمية التي يبرز أسمها أمام الجميع من أجل إضفاء مكانة مصطنعة ولا يسعى الأثرياء فقط لذلك بينما قد ندهش عندما نعلم أن أصحاب المكانة المتواضعة قد يكونون أكثر حرصا على ذلك أيضا.
كما أن بعض الأشخاص الذين لديهم هوس باقتناء الماركات مهما كانت درجة أصالتها يعانون عدم الاستقرار النفسي وعدم الثقة بالنفس ويقول: انهم يلجأون إلى نوع من خداع الذات والتعويض عن ذلك باقتناء السيارة والساعة والنظارة التي تحمل الماركات العالمية ومثل هؤلاء يختبئون وراء الماركة.
ومن السلبيات أيضا أن هذه الماركات أصبحت بين الشباب نوعا من التقليد الأعمى لثقافات غريبة عنا وتقليدا لنجوم ومشاهير يرتدون هذه الماركات في الأفلام والمسلسلات والفيديو كليب. إذن الهوس بالماركات يحدده المستوى المادي والحالة النفسية للشخص وتلعب وسائل الإعلام والإعلانات والأفلام والأغاني دورا في ترويجه حيث أصبح الشخص المثقف الواسع الإطلاع هو الذي يعرف ويقتني أكبر عدد ممكن من أسماء الماركات العالمية.