في خبر لافت للغاية، واصلت فرقة “مياس” اللبنانية تألقها ونجاحها، من خلال مشاركتها الجديدة في جولة بيونسيه العالمية “COWBOY CARTER TOUR”، لتضع هذه الرفة رحالها هذه المرة في الجولات العالمية.
من الجدير ذكره أنه في العام 2019، خطت الفرقة المؤلفة من 31 صبية راقصة، تتراوح أعمارهن بين 13 و25 عاماً، خطوة جبارة لدى حصولها على لقب “آراب غوت تالنت”، لتأخذ اسمها من غزال عربي بقدّ ممشوق (ميّاس)، وهي كلمة مشتقة من كلمة “الماس”، وأريد لها خلال تسميتها أن تعبّر عن غموض المرأة العربية، حسب ما قال مؤسسها نديم شرفان في تصريحات صحافية سابقة.
الوصول إلى العالمية
من قلب الأزمات اللبنانية إلى أضواء المسرح العالمي، تواصل فرقة “مياس” اللبنانية خطف الأنظار عالميًا، وهذه المرة من خلال مشاركتها الجديدة في جولة بيونسيه العالمية “COWBOY CARTER TOUR”.
ويبدو أن لبنان هو مصدر الإلهام وراء العرض الجديد لفرقة الرقص الشهيرة “ميّاس”، فبعد أن أبهرت الفرقة الجمهور في العالم أجمع بفوزها بالموسم السابع عشر من برنامج المواهب الأمريكية “أمريكا غوت تالنت” ومشاركتها المسرح مع نجمة البوب بيونسيه في حفل افتتاح فندق رويال أتلانتس دبي العام الماضي، استعرضت الفرقة البيروتية موهبتها وتقنياتها في عرض جديد مع النجمة العالمية بيونسيه وصف بالأسطوري.
نديم شرفان يعبّر عن فخره بكلمات مؤثرة
كما شارك مؤسس ومدرب فرقة مياس، نديم شرفان متابعيه، عبر حسابه الشخصي على انستغرام، عن فخره بما وصلت له الفرقة بقوله: “في أصعب أيام الحرب في لبنان، حين بدا كل شيء من حولنا كأنه ينهار، لجأنا إلى الإبداع.. كرّستُ نفسي لهذه الرقصات – لم أكن أعلم أنها ستتألق يومًا ما على أكبر مسرح في العالم”.
شرفان، الذي لطالما رأى في الرقص وسيلة مقاومة فنية، وجّه تحية خاصة إلى راقصات فرقته قائلاً: “إلى الراقصات الرائعات اللواتي وقفن إلى جانبي وسط الفوضى، إنّ تفانيكنّ وقوّتكنّ محفوران في كل خطوة. هذا هو انتصارنا.”
واعتُبر عرض بيونسيه احتفالاً بـ”حرية التعبير”، وشاركتها خلاله المسرح ابنتيها بلو آيفي ورومي كارتر، وستكون شيكاغو؛ المحطّة التالية من جولة بيونسيه الموسيقية، منتصف مايو/ أيّار الجاري.
فرقة تبحث عن المجد
برزت فرقة مياس عام 2019 عندما أصبحت أول فرقة لبنانية تفوز ببرنامج “أراب غوت تالنت”. في ظل التدهور الاقتصادي الذي يجتاح لبنان، والذي وصفه البنك الدولي بأنه من أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم، حافظت الفرقة على استوديو الرقص الخاص بها، وسرعان ما دُعيت للمشاركة في برنامج “أمريكا غوت تالنت”، حيث فازت بجائزة المليون دولار. وفضلًا عن الدعم المالي الحيوي، أثار هذا الفوز احتفالات جماهيرية واسعة في لبنان، حيث تابع الملايين النهائيات وسط انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي. يقول شرفان: “كان الفوز ذا معنى كبير لنا جميعًا، بالنظر إلى الوضع في لبنان. وبينما نشعر بالامتنان لكل الحب والدعم، إلا أنني ما زلت أشعر، على الأقل بالنسبة لي، بأن الوقت لم يحن بعد للاحتفال الكامل”. “لطالما كنت أفكر: حسنًا، ماذا بعد؟’. إذا تسلقت جبلًا، أشعر أنني مضطر للاستعداد للجبل التالي”.
ومع ذلك، رأى شرفان أن تعاون مياس السابق في دبي مع بيونسيه هو قمة إنجازاته المهنية، حيث قدمت المجموعة أداءً واثقًا مصاحبًا لمجموعة بيونسيه التي استمرت لمدة ساعة للكشف الكبير عن أتلانتس ذا رويال.
في ذلك الحفل التاريخي، صعد أعضاء الفرقة على المسرح عدة مرات خلال العرض، وقدّموا رقصات استعراضية ساحرة لبيونسيه، إشارة إلى أن هذا العرض هو أول استعراض فني لبيونسيه في دبي منذ عام 2018، حيث شاركتها فرقة مياس اللبنانية العرض وسط مزيج بين الموسيقى العربية والأجنبية، ودمجت الفنانة العالمية بين أغنية “بتونس بيك” للنجمة القديرة الراحلة وردة الجزائرية مع أغنيتها الشهيرة beautiful liar، كما قدمت استعراضاً مبهراً على مزيج من اغانيها مع أغاني للسيدة فيروز.كما شهد الحفل ألعاباً نارية ضخمة فوق جزيرة النخلة جميرا الشهيرة.
وهو ما اكده شرفان بقوله : “كانت تلك التجربة برمتها حلمًا بالنسبة لي، فقد كانت بيونسيه ملهمتي منذ أن كنت في الحادية عشرة من عمري” ويضيف: “عندما تعمل معها، يكون الأمر مُلهمًا للغاية، فالأمر لا يتعلق بمدى اهتمامها براقصيها وتشجيعهم، بل بالطريقة التي تُعبّر بها عن نفسها. إنها محترفة للغاية وقائدة حقيقية. لم أكن بحاجة إلى أي نصيحة خاصة منها حول كيفية نجاح ميّاس. مجرد رؤية عملها هو أعظم درس تعلمناه”.
وفي الختام، استطاعت فرقة “مياس”، من خلال أدائها الساحر أن تبعث رسالة لهذه المدينة، التي يتمتع أبناؤها بمواهب عظيمة، لتذكر العالم بأن الفن هو مصدر للقوة والأمل، وليس جديدًا هذا الإنجاز عليها، حيث حققت سابقاً فرقة “مياس” اللبنانية على الباز الذهبي في America’s Got Talent. لحظات من الفرح والتفاؤل عاشها الحضور على مدار الساعة والنصف من الوقت، لتتربع هذه الفرقة على عرش الفن الاستعراضيّ وتثبت من جديد إبداعها المسرحي، وتعيد إلى هذه المدينة رونقها الحضاري والثقافي. ولا تنسي في السياق ذاته، الإطلاع على فرقة “مياس” تنير ظلمة بيروت.