الفنانة سارة العبدلي تحكي قصصاً حجازية بلوحاتها العصرية

الفنانة السعودية سارة العبدلي

الفنانة السعودية سارة العبدلي

في حقبة من الزمن الجميل حيث تأصل جمال العمارة مختلطا ًبملامح تلك المرأة الحجازية، غُمرت خيالات الفنانة السعودية سارة العبدلي @sarahalabdaliarبالإلهام الذي نسجته ألوان الإبداع، لتبرز أعمالها في كثير من المعارض الدولية والمحلية وتشكل بصمة واضحة تخلط بين الفن المعاصر وعبق التاريخ الحجازي، فتعرفي عليها من خلال هذا الحوار الشيق…

ias

سارة العبدلي: الشارع كان منفسي ومرحلة من مراحل تطوري

تأخذنا لوحات سارة العبدلي لعوالم الثقافة الإسلامية والحجازية بنقوش وصور تنبش التاريخ بريشة المستقبل، عرفينا عن عرابة هذه الموهبة وكيف بدأت ومتى برزت؟

بدأت موهبتي من جدة حيث نشأت وترعرعت، ولطالما كان الفن في داخلي لغة دفينة لم أدرك قوتها إلا بعد أن أنتهيت من مرحلة البكالوريوس في الجامعة، لأشعر وقتها بأهمية تطوير موهبتي ولذلك إنضممت إلى مدرسة الأمير تشارلز بلندن للفنون، وفي لندن التي أقمت فيها بضع سنين طورت نفسي شخصياُ وفنياً.

تم تصنيفك من أوائل الفنانات السعوديات في مجال فن الجرافيتي ماذا يعني لك هذا التصنيف ؟

في الواقع هو تصنيف لا أحبه اطلاقاً، فقبل انتقالي إلى لندن خطرت ببالي فكرة عرض بعض أعمالي في الشارع، وذلك أنه لم أكن أملك وقتها أي صلة أو علاقة بمعارض فنية، فكان الشارع حينها هو متنفسي الوحيد، وتعتبر هذه المرحلة مرحلة من مراحل تطوري كفنانة ، ولذلك حالياً لا أرى نفسي كفنانة جرافيتي كون أغلب أعمالي تتناول الفنون الجميلة من منظوري كرسامة أكثر من أي شيء آخر.

شاركت في عدد من المعارض المحلية والدولية ما هي أبرزها وأيها كان الأقرب إلى قلبك؟

بفضل من الله أُتيحت أمامي الكثير من الفرص المحلية التي أقدرها جداً، والتي منها معرض شارة الذي يُقام تحت مظلة مجلس الفن السعودي، وكذلك معرض العنقاء دائما تسمو المقام في متحف بيت الشربتلي والذي يُعد أول معرض شخصي لي، ودولياً تعد مشاركتي في بينالي القاهرة الذي أُقيم في بداية العام من أقرب التجارب إلى قلبي، فأنا أسعد جداً بتفاعل الجمهور العربي مع أعمالي.

وحديثاً عن بروز المبدعات السعوديات في محافل مهمة بالقاهرة تعرفي على عازفة الكمان جهاد الخالدي.

لوحة ليلى النائمة إحدى أعمال الفنانة سارة العبدلي
لوحة ليلى النائمة إحدى أعمال الفنانة سارة العبدلي

في عمق لوحاتك يشدنا التراث الحجازي الأصيل فمن أين تستلهمين الأفكار والصور لتجسيد هذه الأعمال؟

إلهامي يأتي من هويتي كامرأة حجازية تعشق تفاصيل موروثها الشعبي والثقافي، الذي أنتقل لي من خلال أشخاص أعرفهم أو من قصص سمعتها أو كتب ودراسات تمعنت بها، باختصار يعد مصدر إلهامي مزيج من كل ما ذكرته في مخيلة واحدة.

تبرز في لوحاتك صورة المرأة الحجازية ذات الشعر الداكن التي ترتدي الزي التراثي الغني بالألوان، فماذا تحبين في هذه المرأة؟

أحب أصالتها وقوتها وشجاعتها، فالمرأة الحجازية كما أعرفها امرأة جسور لا تخاف من أن تكون على سجيتها، وأجد اليوم أن هناك تلاشي لكثير من القيم والمعايير مما جعل الصورة تختلف وتتماهى تلك المرأة مع التيار، ولذلك أحب أن أرى نفسي كإمتداد لجيل من النسوة اللواتي ساهمن في إدارة بيوتهن وتعليم أبنائهن والمشاركة ببناء مجتمعهن عن طريق الأوقاف والمنشآت الخيرية والتعليمية، ومما لا شك فيه أنني أحاول في لوحاتي أبراز ملامح تلك المرأة العربية الجميلة التي يضيع اليوم في معايير لا تشبه العرب اطلاقاً.

مع التطورات الأخيرة كيف تقيمين الساحة الفنية السعودية؟

الساحة الفنية في المملكة في نمو متزايد كل يوم، وذلك مع تزايد الفرص والمقبلين على الساحة أكثر من السابق، وأعتقد أن الوقت كفيل بغربلة المشاركات الموجودة وإبقاء ما هو جدير بالدعم والاهتمام.

وحديثا عن التراث الحجازي شاهدي صور متحف القصر الأحمر في جدة.

إحدى أعمال الفنانة سارة العبدلي
إحدى أعمال الفنانة سارة العبدلي

الفن والسوشال ميديا

هل وجود لوحاتك على الشبكة العنكبوتية ميزة أم فرصة لسرقة ابداعاتك؟

بالتأكيد هي ميزة بالنسبة لي، فلا فائدة من إبقاء أعمالي مختبئة.

ما هي أهمية وجود الفنان على ساحات مواقع التواصل الاجتماعي؟

تواجد الفنان في هذه المنصات كان له ايجابياته وسلبياته، ففي حين تمكن الكثيرين من الانتشار عن طريقها ومشاركة الأعمال مع شريحة كبيرة من المتلقيين، خلفت لنا تلك المنصات فنانين السوشال ميديا، الذين لا يخضعون لمعايير معينة بمشاركة الصور والتفاعل مع المتلقين، ليجسدوا بذلك صورة غير واقعية لانتاج الفنان وطريقة تفاعله بحيث تصور دائما شخصية الفنان النشيط والمتجاوب مع الناس، وفي الحقيقة أن أغلب الفنانين لهم طقوسهم الخاصة في العمل، التي تتجسد بكينونة الفنان التي بدأت بالتلاشي وإجبار الفنان على الخضوع لظروف تعرقل نموه.

هل يعد الانتشار والبروز الإعلامي مقياس لنجاح الفنان؟

أبداً، فكما ذكرت سابقاً أن الإنتشار أصبح سهلا جداً، وأعتقد أن النجاح الحقيقي يكمن في ايصال الحس الفني للمجتمع، فلوحة كالموناليزا لم تصبح معلماً لمدينة إلا لكونها كانت ضمن ثقافة ووعي المكان التي كانت فيه.

أي اللوحات والأعمال كانت أقرب إلى قلبك؟

في الحقيقة لا أميز عملاً على آخر، ولكن صدى عمل الطبريات أسعدني جداً، بحيث شعرت بأني سلطت الضوء على حقبة معينة من تاريخ مكة لا يعلم الكثير عنها، وبالذات في مسألة تصحيح إعتقاد الكثير من الناس أن المرأة الحجازية كانت بلا مكانة وبدون دور في تطوير المجتمع.

طبريات أحد أعمال الفنانة سارة العبدلي
طبريات أحد أعمال الفنانة سارة العبدلي

تشاركين حالياً في معرض العنقاء دائما تسمو، حدثينا عن هذه المشاركة وما يميزها؟

العنقاء دائما تسمو هو أول معرض شخصي لي، والقطع الموجودة به احتاجت مني ثلاث سنوات من العمل، حرصت بها على إبراز المفاهيم التي تتعلق بالهوية تحت مضمون الهجرة واللجوء، وبشكل خاص الهوية الحجازية المتمثلة بفن العمارة والمرأة.

هل هناك مخططات للمشاركة بمعارض آخرى قريباً؟

لدي مشاركة قريبة خلال موسم جدة للفن، والتي سأعلن عنها قريباً، ذلك بالإضافة لعملي على أنتاج معارض ثقافية مختلفة لمتحف بيت الشربتلي بجدة التاريخية، والذي افتتحنا فيه لتو معرض لفنان عصر النهضة ليناردو دا فينشي في تجربة لعرض أعماله لأول مرة بمدينة جدة.

أخيراً إلى أين تأخذك أحلامك وطموحاتك؟

تأخذني إلى الإرتقاء بالثقافة العامة والفنون والمساحات العامة في مدينة جدة، التي عُرفت بحبها للفن والثقافة.

وعن المعارض الفنية البارزة بالمملكة معرض نفثة الذي يعكس هوية المملكة.

تسجّلي في نشرة ياسمينة

واكبي كل جديد في عالم الموضة والأزياء وتابعي أجدد ابتكارات العناية بالجمال والمكياج في نشرتنا الأسبوعية