ياسمينة تقابل جهاد الخالدي أول عازفة كمان سعودية

عازفة الكمان السعودية جهاد عبد الإله الخالدي

عازفة الكمان السعودية جهاد عبد الإله الخالدي

عرفت جهاد الخالدي كأول عازفة كمان سعودية مؤهلة أكاديميا، ولم يشتهر إسمها إلا بعد أن مثلت المملكة في معرض الكتاب بالقاهرة، وذلك بعد مسيرة طويلة مع آلة الشجن التي عزفت عليها ضمن اوركسترا حول العالم. لا تبحث عن شهرة اسمها بقدر بحثها عن سبيل للنهوض بالثقافة الموسيقية في المملكة. في هذا الحوار مع جهاد الخالدي @gehadalkhaldi ستسمعك ياسمينة ألحان إنجازاتها وطموحاتها …

ias

كيف بدأت رحلتك مع آلة الكمان؟

بدأ مشواري مع الموسيقى في عمر الثماني سنوات، حيث قادني إلحاح والدتي الى الالتحاق بمعهد الموسيقى "الكونسيرفتوار" في القاهرة، ووفقا لاختبارات السمع التي خضعت لها وُجهت لتعلم آلة الكمان لأنها تحتاج إلى أذن موسيقية، وهناك بدأت مسيرة التعلم لمدة 18 عاماً، تعلمت خلالها قراءة النوتات والاندماج مع كورال الأطفال والاوركسترا، من ثم عزفت مقطوعات شهيرة كاملة لبيتهوفن وموزار وغيرهم إلى أن حصلت على البكالوريوس.

كيف كان وقع الموسيقى على حياتك وهل أثر اندماجك بها بمسارك التعليمي والمهني؟

 تعلمي في سن مبكرة على الآلات الموسيقية خلق في داخلي حب الالتزام وموازنة الأمور وترتيب الأولويات، وله الفضل في صقل شخصيتي ونجاحي على كافة الصعد الدراسية والمهنية والاجتماعية. لذلك وعلى الرغم من عشقي للموسيقى، إلا أنني تخصصت في مجال المحاسبة وإدارة الاعمال في الجامعة بالتزامن مع دراستي لقسم التربية الموسيقية في معهد "الكونسيرفتوار". وبالرغم من صعوبة الجمع بين المجالين نجحت في اجتياز تلك المرحلة، وحصلت بعدها على البكالوريوس في قسم المحاسبة ومن ثم الماجستير في قسم إدارة الأعمال، وبعدها بدأت حياتي المهنية في بلدي كمحاسبة ومن ثم تقلدت مناصب إدارية مهمة في حياتي المهنية، فعملت كمديرة مالية في مستشفى العسكري لأكثر من عشر سنوات، ومن ثم رئيس مالي تنفيذي لمجموعة مستشفيات المغربي في الوطن العربي، وأعمل حاليا على أنشاء مكتب استشارات إدارية وإستراتيجية.

جمعت في داخلك إحساس الفنان المرهف وقدرات الإداري الصارم، لما لم يشتهر اسمك إلا حديثا؟

اللحن الموسيقي الأخاذ، ليخرج في معزوفة متقنه، لابد أن ينبع من شخص يملك تركيزاً عالياً ويكون وملماً بتقنيات العزف التي تحتاج إلى مجهود ودراسة ومثابرة، وأنا أجمع بين الإحساس المرهف والقدرة على الادارة والموازنة، وعلى الرغم من ذلك لم أرغب بالبروز إعلاميا كعازفة سعودية لعدم توافر المكان والمناخ المناسبين، وكان اهتمامي ينصب في تقديم ثقافة موسيقية بطريقة أكاديمية صحيحة.

وبالحديث عن تذوق الموسيقى الراقية لابد من الالتفات لحدث مهم على الصعيد الفني الموسيقي في المملكة من خلال حفل اوركسترا لاسكالا الإيطالية في الرياض 

العازفة جهاد الخالدي تمثل المملكة بوصلة موسيقية في معرض الكتاب بالقاهرة
العازفة جهاد الخالدي تمثل المملكة بوصلة موسيقية في معرض الكتاب بالقاهرة

> الخالدي:" نمر بمرحلة خطرة ولابد من التوعيه الموسيقية"

تركزين دوماً من خلال أحاديثك الصحفية على أهمية تعلم الأطفال للموسيقى لماذا؟ وما هي مخططاتك للنهوض بجيل موسيقي جديد؟ 

اهتمامي بتعليم الموسيقى للأطفال لا ينبع من مجرد التفكير بتأهيل عازفين محترفين في الجيل القادم فحسب ، إنما رغبة في نشر ثقافة الموسيقى الصحيحة في المجتمع ككل، حيث أثبتت دراسات يابانية حديثة أن الكثير من أصحاب المهن المعقدة كالطب والمحاماة استطاعوا أن يكونوا أكثر كفاءة في عملهم من خلال تعلمهم العزف في الصغر، ولذلك لا بد من الحرص على تطبيق ثلاث استراتيجيات، أولها من خلال إنشاء أكاديمية لتعليم الموسيقى للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 إلى 13 عاما، ثانيا تطبيق تعليم الموسيقى في الجامعات لتخريج معلمين ومعلمات لتدريس الموسيقى في المدارس باعتبارها مادة رئيسية في المناهج ليتعلم الأطفال الموسيقى حتى دون الاحتراف بالعزف ، وأخيرا دعم المحتوى الإعلامي الموسيقي الهادف الذي يعنى بتقديم موسيقى راقية لدعم الثقافة الموسيقية أكثر من مجرد الترفيه.

خلال الثلاث سنوات الأخيرة نشطت المظاهر الفنية في المملكة وسط تعطش جماهيري، ما رأيك بهذه التغيرات وكيف ستخدم منهجية نشر الثقافة الموسيقية؟

كما ذكرت هناك تعطش واقبال كبيرين، لذلك هذا هو أفضل وقت لإرساء بنية تحتية للموسيقى علمياً وسمعياً وذلك من خلال الإستراتيجيات التي ذكرتها سابقا، ليستطيع العامة التفريق بين هواه ومحترفي الموسيقى.

في الآونة الأخيرة أهتمت شرائح من المجتمع في المملكة بتعلم الموسيقى والعزف على الآلات، وشهدنا ظهور معاهد ومعلمين وحتى تطبيقات على الهواتف المحمولة تهتم بتعليم العزف، هل ذلك يخدم قضية الثقافة الموسيقية؟

من وجهة نظري تعد هذه المرحلة خطيرة نوعا ما ، لأنني أحبذ فكرة إنشاء معاهد معتمدة من الدولة ذات مؤهلات أكاديمية، فرغم أهمية الموسيقى الحرة إلا أن مخرجاتها ستكون للهواه فقط، لأن هناك فرقاً بين المنهج العلمي لتدريس الموسيقى وبين غيره، لذلك لا بد من التوعية بمختلف الطرق الاعلامية.

ما الذي يقف في طريقك لتحقيق حلم إنشاء أكاديمية لتعليم الموسيقى؟

في الحقيقة، فكرتي بإنشاء هذا المشروع مكتملة من كل النواحي، فدراسة المشروع بالتفصيل صُمّمت بشكل يضمن نجاحه محلياً، لتكون أكاديمية ذات فروع في كافة مناطق المملكة، تقدم مستوى عالٍ وفق منهج عالمي على أيدي محترفين مؤهلين في العزف على جميع الآلات الموسيقية ،يُمنح من خلالها شهادات دبلوم معتمدة، وذلك لتخريج عازفين يمثلون المملكة في المحافل الدولية والمحلية، لذلك قدمت طلباً لوزارة الثقافة لجعل حلمي حقيقة ومتفائلة بالوصول لجهة متخصصة لمنحي الترخيص بدعم الدولة لإنشاء هذا المشروع.

العازفة جهاد الخالدي برفقة طالبات جامعة دار الحكمة في فصل التذوق الموسيقي
العازفة جهاد الخالدي برفقة طالبات جامعة دار الحكمة في فصل التذوق الموسيقي

ماهي آخر نشاطاتك على الصعيد الموسيقي، هل سنجدك في حفلات موسيقية قريباً، وما هي آخر تطورات شغفك بتعليم الموسيقى؟

كنت قد قدمت اقتراح للعزف ضمن اوركسترا في الأماكن الأثرية بالمملكة مثل الجوف والاحساء والعلا، ليكون ذلك أفضل دعاية لتراث المملكة من خلال حفل سعودي عالمي، ولا زلت أنتظر الرد.

أما بالنسبة لتعليم الموسيقى فقد شاركت أخيراً من خلال جامعة دار الحكمة بجدة بإنشاء فصل دراسي لتذوق الموسيقى وقمت بوضع منهجه الذي اعتمدته الجامعة وأصبح يدرس كمادة بعدد ساعات معترف بها، وهناك تزايد ملحوظ من قبل الطالبات الراغبات بالالتحاق بهذا الفصل الدراسي وسنبدأ في عمل كورال لنفس الجامعة في وقت قريب.

ما الآمال والتوقعات التي تتمنين أن تحدث في المستقبل لدعم الثقافة الموسيقية في المملكة؟

أتمنى أن تتبنى الدولة فكرة انشاء معهد متخصص لدراسة الموسيقى وإنشاء اوركسترا وكورال سعودي لإحياء حفلات كلاسيكية متنوعة في الأماكن السياحية بالمملكة، كما أتمنى أن تتبنى إحدى الاذاعات أو القنوات فكرة عمل برنامج لتذوق الموسيقى، واتطلع أن يتم انشاء كلية التربية الموسيقية في الجامعات السعودية، لنواكب بذلك رؤية 2030 الداعمة لتطوير ثقافة الموسيقى الراقية، ويأتي اليوم الذي أقوم فيه بقيادة أوركسترا سعودية عازفة نشيد السلام الوطني في دار أوبرا سعودية. وفي هذا السياق لك أن تسترجعي معنا قصة أول أوبرالية سعودية قدمت النشيد الوطني بطريقة الأوبرا سوسن البهيتي

تسجّلي في نشرة ياسمينة

واكبي كل جديد في عالم الموضة والأزياء وتابعي أجدد ابتكارات العناية بالجمال والمكياج في نشرتنا الأسبوعية