بدايةً، لا بدّ من الإشارة الى وجود أمراض نفسية على علاقة مباشرة بموضوعنا كالإكتئاب أو ما يُعرف بالخوّاف أو القلق نفسي (أي الشعور بالقلق من خطر محدق مجهول المصدر) أو الوسواس القهري أو حالة الإكتئاب الإنفعالي، وأخرى عقلية كأن يعاني المريض من ما يسمّى ذو القطبين (أي أن يُصاب الإنسان بالفرح الهذياني أو بإكتئاب بيولوجي) أو الفصام، أو التخلّف العقلي أو الإضطراب الشخصي. ويقول الأخصائي في الطب العصبي والنفسي الدكتور جمال الحافظ "أنه ليس هناك بروتكولاً معيناً أو تعريفاً معيناً لإيصال خبر موت أحدهم لمريض ما، وإنما يختلف إيصال هذا الخبر المؤسف بحسب حالة المريض وتطور مرضه". ويشير في حديث خاص لyasmina.com الى وجوب إبعاد قدر الإمكان هذه الإخبار عن مرضى الإكتئاب، كون الإكتئاب حالة شعورية إنسانية تجعل صاحبه يتخلى عن كل ملذات الحياة، ما يعني أنه إذا أتينا لمريض الإكتئاب بموت قريب له كأننا نضعه في قعر المحيط فنزيد إكتئابه إكتئاباً وحُزنه حزناً. أما إذا كان يعاني المريض من القلق النفسي، فيقول د. الحافظ بأن المريض سوف يربط الخطر الذي يتراءى له بالموت، بالتالي يجب أيضاً عدم إبلاغه بهذه الأنباء وكذلك الأمر بالنسبة الى الخوّاف خاصةً إذا كان يخاف من الموت تحديداً. وبينما يشير بأن لا مشكلة من إخبار مريض الوسواس بنبأ كهذا على أن يكون مترافقاً مع نصيحة بالإبتعاد عن هذه الأجواء لفترة وجيزة، يوضّح الدكتور حافظ بأنه في ما خص الأمراض العقلية فمعظم حالاتها لا تمنع من إخبار المريض بخبر موت قريب له إلا في حالةٍ واحدةٍ وهي الإكتئاب. وبطبيعة الحال، تختلف طريقة إخبار المريض البيولوجي بخبر موت قريب له بحسب حالته إيضاً كأن نُحضر مريض القلب والضغط لهذا الخبر عن طريق الإبلاغ التدريجي على أن نضع بجانبنا الأدوية اللازمة إذا ساءت حالته وطبعاَ دائماً على خلفية إستشارة طبيبه المُختص.
شاركي هذا المقال مع صديقاتك