أنا ساندي: محرّرة جديدة على ياسمينة وعاجزة عن كتابة أي شيء!!

محررة جديدة في ياسمينة

مصدر الصورة: Image by Freepik

انضممت إلى عائلة “ياسمينة”، منذ وقت قصير، خلال هذه المدة، ومنذ 12 يوم،  بدأت عملية “طوفان الأقصى”، التي شتتت، عن غير قصد، انتباهنا، وأصبحت شغلنا الشاغل، نعمل تارة، ونشاهد الأخبار بترقب تارًة أخرى، ونتابع مختلف المواضيع المتعلّقة بذلك، كما عن مشاهير عرب وعالميون يعلنون تضامنهم مع فلسطين وآخرون يخسرون متابعيهم بسبب مواقفهم.

ias

ليل 17 أكتوبر، شهدنا مجزرة دموية، ارتكبت بحق أطفال ومدنيين عزّل، كانوا قد جعلوا من مستشفى المعمداني في غزة، ملجأ وحماية من صواريخ العدو، مجزرة راح ضحيتها أكثر من 500 شهيد، واعتبرت هي الأعنف في التاريخ الحديث.’

شلل كلي لأفكاري

في اليوم 18 من عملي الجديد، وهو صباح 18 أكتوبر تحديدًا، أيقنت أنني عاجزة عن كتابة أي شيء، حتى حيال فلسطين، وكأنني أصبت بشلل كلي، لا أفكار، لا قدرة على الكتابة، ولا حتى قدرة على استيعاب ما يحصل.

عادة ما تسعفني الكلمات، حتى في اللحظات البائسة والموجعة، فوطننا العربي، حمل الكثير من الآلام التي يفوق على العقل البشري تحملها، وعملنا على حد قول الكثيرين “فيو حكي كتير”، لكنني أشعر وللمرة الأولى، أنني بت عاجزة عن ترجمة مشاعري وكتابتها، أمام هول المذابح التي ترتكب في غزة، يمكنكِ أيضًا الإطلاع على مؤثرات سعوديات عبرّن عن إنسانيتهن بالتضامن مع أحداث غزة

مع بداية عملية طوفان الأقصى، كان الشعور السائد، استعادة جزء من الكرامة المفقودة، التي ربما ستتحقق قريبًا، أعلم، وأنا التي عملت في الصحافة الميدانية سابقًا، أن ربح المعركة على الأرض، يستنزف جهدًا وأرواحًا، في سبيل القضية، لكن لم نكن نعلم، ولو للحظة، أن أطفال غزة، سيكونون المحور الأساسي في هذه المعركة، وأن أرواحهم  التي سلبت، قد سحقت أرواحنا معها.

خسرت أعز أصدقائي

تأتي المصادفة، أن أخسر أعز أصدقائي، في خضم هذه الأحداث، صديقي الذي كان يحمل كاميرته على كتفه، ليصور لنا جزءًا من وحشية ما يحصل، مصور رويترز، عصام عبدالله، الذي بات اسمه، مرتبطًا بالقضية التي نعشق، ليأتي السؤال الأهم، كيف لفلسطيني أن يحتمل فقدان عائلته بأكملها، ونحن لم نقوى على خسارة عزيز!!

هذه الأحداث، ترجعني بالذاكرة، إلى عام 2000، وبالتحديد، إلى الانتفاضة الثانية، فمن منّا لا يتذكر أيقونة الانتفاضة الشهيد محمد الدرة؟ الذي قتل بوحشية أمام أعين العالم بأجمعه!! أذكر تمامًا، أنني وقتها، كنت في مرحلة الدخول إلى الجامعة، وكان جلّ ما يعنيني وقتها، هو الالتحاق بصفوف العرب ومساندة الشعب الفلسطيني، لكن كلمات والدي ما زالت محفورة في رأسي، عندما أقنعني أنه يمكنني المساعدة بحلول أخرى، وكان محمد الدرة، نقطة تحول أساسية في حياتي، حين قررت الالتحاق بكلية الإعلام، رغبًة مني في إيصال الصوت والصورة، بطريقة صحيحة إلى العالم أجمع

لكني اليوم مضطرة إلى تقديم الإعتذار، إلى الشهيد محمد الدرة، إلى الشهداء الأطفال في غزة، عن عجزنا الكامل، بتقديم أي مساعدة فعلية، إلّا عبر التعاطف ونشر البوستات، التي وإن غيرت النظرة العالمية لقضيتنا، لكنها أصابتنا بنوع من الشلل والعجز، أمام هول ما يحصل.

أطفال فلسطين أجمع، اعذرونا، فنحن يائسون حتى آخر رمق، أعلم أن صمودكم جزء من تلقين العالم بأسره، معنى الحق، لكن أرواحنا سحقت برؤيتكم، اخلقوا لنا الأعذار، فربما من يستشهد مرة واحدة، أخف وطأة من الموت المتكرر يوميًا.

يمكنكِ أيضًا الإطلاع على مشاهير أتراك ساندوا القضية الفلسطينية وأطفال غزة

تسجّلي في نشرة ياسمينة

واكبي كل جديد في عالم الموضة والأزياء وتابعي أجدد ابتكارات العناية بالجمال والمكياج في نشرتنا الأسبوعية