من بيروت، المدينة التي تنبض بالحياة رغم كل التحديات، ينطلق حدثٌ غير مسبوق برعاية سعادة الدكتور نواف سلام، رئيس مجلس الوزراء في لبنان، وبإشراف وزير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، الدكتور كمال شحادة يحمل عنوان القمة اللبنانية للذكاء الاصطناعي 2025 (AI Tech Summit Lebanon 2025). هذه القمة، التي تنظمها وزارة التنمية الإدارية والاقتصاد الرقمي في 7 نوفمبر 2025- AVA Venue, Achrafieh، الأشرفية، لا تأتي كفعالية تقنية فحسب، بل كمنصّة وطنية تجمع بين الإبداع،, والابتكار، والإنسانية في زمنٍ أصبحت فيه التكنولوجيا لغة المستقبل.
تسعى القمة هذا العام إلى تسليط الضوء على الدور المحوري للذكاء الاصطناعي في بناء اقتصادٍ رقمي متكامل، وتُبرز في الوقت نفسه أهمية مشاركة المرأة اللبنانية في هذا التحوّل النوعي. ومع حضورٍ متنوّع يجمع بين خبراء دوليين وروّاد محلّيين، تتّضح معالم مرحلة جديدة في لبنان — مرحلة تصنع فيها المرأة، جنبًا إلى جنب مع الرجل، ملامح الغد بخطى ثابتة وإرادة لا تُقهر.
توحيد الجهود نحو رؤية رقمية مشتركة
تفتح القمة أبوابها أمام الباحثين والمبتكرين والرياديين ليتشاركوا الأفكار ويعرضوا تجاربهم أمام جمهورٍ متعطّش للتغيير. وتُشكّل الجلسات الحوارية مساحة حقيقية للنقاش حول استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم والصحة وريادة الأعمال.
وفي كل محور، تُبرز القمة أهمية تحويل الذكاء الاصطناعي إلى وسيلة لخدمة الإنسان، لاستبداله. ومع كل جلسة، تُعمّق النقاشات فكرة أن التطور الرقمي لا يكتمل إلا عندما يُدار بعقل مسؤول ورؤية أخلاقية واضحة.
عبر الانتقال من عرض الخبرات إلى مناقشة السياسات، تضع القمة إطارًا عمليًا لتوحيد الجهود بين القطاعين العام والخاص، ما يعزّز الأمل بإطلاق نهضة تكنولوجية لبنانية قادرة على المنافسة إقليميًا.
تمكين المرأة اللبنانية في المشهد التكنولوجي
من أبرز ملامح القمة اللبنانية للذكاء الاصطناعي 2025 هو الحضور النسائي اللافت. تشارك مهندسات، ومطوّرات، وباحثات من مختلف القطاعات لعرض إنجازاتهن في مشاريع الذكاء الاصطناعي.
وتقدّم رائدات الأعمال اللبنانيات قصص نجاح ملهمة تُظهر كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يدعم النساء في تحقيق التوازن بين العمل والحياة، وأن يمنحهن أدوات جديدة للتعبير والإبداع.
ومع ازدياد الوعي بأهمية التنوع في بيئة التكنولوجيا، تَبرز المرأة كعنصر أساسي في تصميم المستقبل. فهي لا تكتفي بتبنّي التقنيات الجديدة، بل تبتكرها وتوجّهها نحو ما يخدم الإنسان. ومن خلال مشاركتها في القمة، تُثبت أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحمل بصمتها الإنسانية، وأن التطور الرقمي لا يُكتب بلغة واحدة، بل بلغات متعددة تجمع بين الحسّ، والمنطق، والرؤية.
لبنان مركز للابتكار في الشرق الأوسط
تُكرّس القمة موقع لبنان كمركزٍ ناشئ للابتكار الرقمي في المنطقة. وتعمل وزارة التنمية الإدارية والاقتصاد الرقمي، بالشراكة مع مؤسسات بحثية وشركات ناشئة، على دعم بيئة تشجّع الإبداع المحلي وتفتح الباب أمام الشباب والنساء لتطوير أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع واقعية.
ومع كل ورشة عمل جديدة، تبرز قصص لبنانيين يعيدون تعريف التكنولوجيا من منظورٍ إنساني، ويثبتون أن العقول اللبنانية قادرة على المنافسة رغم الظروف.
تُعزّز القمة ثقافة التعاون والتعلّم المستمر، وتدعو المجتمع بأسره — من الطلاب إلى الأهل — إلى الانخراط في الثورة الرقمية بشكل واعٍ ومسؤول. وهكذا، يتحوّل الذكاء الاصطناعي من مصطلحٍ معقّد إلى أداة يومية تُسهّل الحياة وتقرّب الإنسان من أهدافه.
تُجسّد القمة اللبنانية للذكاء الاصطناعي 2025 التقاء العزيمة بالتقدّم، والأنوثة بالقوة، والمعرفة بالشغف. هي أكثر من حدثٍ تكنولوجي، إنها رسالة أمل تؤكد أن لبنان، رغم الصعوبات، ما زال قادرًا على أن يكون منبرًا للإبداع، وأن المرأة اللبنانية قادرة على أن تكون في طليعة هذا التغيير.
ومع كل مبادرة، وكل فكرة جديدة، تكتب المرأة اللبنانية فصلًا آخر في قصة وطنٍ يختار أن يؤمن بالعلم، لا بالخوف، وبالابتكار، لا بالجمود. فالمستقبل بدأ، وبيروت تشهد ميلاده من جديد.
