إن المعاناة من أجل التركيز، سواء كانت تجربة جديدة بالنسبة لك أو شيئًا يعاني منه منذ فترة غير قصيرة، هي أمر مزعج بل ويكون مثيرًا للقلق والخوف في بعض الأحيان.
ربما ستلجأ إلى فنجان قهوة أو عدة أكواب من الشاي، وسيبدو لك أنك منتبه بما يكفي، لكنك ما زلت تشعر بالتشتت، إنها حالة حرب الأفكار التي تدور في ذهنك ولا يستطيع فنجان القهوة وحده مقاومتها. وقد يهمكِ الإطلاع غلى فوائد فيتامين b12 للأعصاب وكيفية استعماله.
سبب مشاكل التركيز
وفقًا لجورج ساكس، عالم النفس السريري، فإن مشكلات التركيز ناتجة عن مجموعة متنوعة من العوامل، من بينها الأفكار والمشاعر الغامرة والاختلافات الدماغية (أي الكيميائية و / أو الهيكلية) التي تجعل التركيز المطول أكثر صعوبة.
إذا كان الشخص يكافح من أجل التركيز، فإن هناك فرصة كبيرة لعدم تلبية احتياجاته المعرفية الأساسية. ويمكن أن يساعد التواصل مع هذه الاحتياجات في تحديد العقبة بينه وبين المهمة التي يحتاج إلى إنجازها. إن الأسباب التي يمكن أن تؤثر على القدرة على التركيز تشمل قلة النوم المريح والجوع والعطش وسوء إدارة الإجهاد وحتى مشاكل صحة الأمعاء.
يضيف ساكس أنه “يمكن أن يكون عدم التركيز نتيجة ثانوية في عصرنا الرقمي حيث يقضي البالغون أربع ساعات يوميًا على هواتفهم ويستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، وهي مصممة لتحفيز الانتباه لفترات قصيرة، مما يجعلنا نعتاد التركيز لفترات قصيرة”.
إن هناك الكثير من الأشياء المختلفة تستدعي انتباه الأشخاص، كما أن الترابط بين المجتمعات يجعل المعلومات الجديدة والمثيرة متاحة باستمرار. ومع المعلومات الجديدة، تأتي ضغوط التعامل مع المشكلات الجديدة والتفكير فيها والتعرف عليها في كل مرة ينبثق فيها إشعار على الهاتف الذكي.

إليكِ 7 نصائح لتحسين الذاكرة
1. ممارسة النشاط البدني كل يوم
فالنشاط البدني يزيد من تدفق الدم عبر الجسم بأكمله، بما في ذلك الدماغ، وهذا قد يساعد بدوره في الحفاظ على قوة ذاكرتك.
بالنسبة لغالبية البالغين الأصحاء، توصي وزارة الصحة والخدمات الإنسانية بممارسة 150 دقيقة أسبوعيًا على الأقل من تمرينات اللياقة الخفيفة كالمشي السريع، أو 75 دقيقة أسبوعيًا من تمرينات اللياقة الشافة، كالهرولة. ومن الأفضل توزيع هذا النشاط على مدار الأسبوع. وفي حالة عدم توافر الوقت لمُمارسة التمرينات الرياضية، فيمكنك تجربة ممارسة رياضة المشي البسيطة لمدة 10 دقائق خلال اليوم.
2. المداومة على النشاط العقلي
يحافظ النشاط البدني على صحة جسمك بنفس الطريقة التي تحافظ بها الأنشطة التي تشغل عقلك على صحة عقلك. وقد تساعد هذه الأنشطة في تقليل فقدان الذاكرة إلى حدٍّ ما. يمكنك مثلاً حل الكلمات المتقاطعة، أو القراءة، أو المشاركة في الألعاب، أو تعلُّم العزف على أداة موسيقية، أو تجربة هواية جديدة. أو تطوَّعي في مدرسة محلية تضّم مجموعة معنية بشؤون المجتمع المحلي.
3. قضاء وقت مع الآخرين
يساعدك التفاعل الاجتماعي على منع الاكتئاب والتوتر اللذين لهما دور مهم في فقدان الذاكرة. ابحثي عن فرص للاجتماع مع الأحباء والأصدقاء وغيرهم، خاصةً إذا كنت تعيشين بمفردك. وقد يهمكِ الإطلاع على فوائد القراءة للعقل وتأثيرها على صحة الدماغ.
4. البقاء مرتبة
من المرجح غالبًا أن تنسي أغراضك إذا كان منزلك فوضويًا أو كانت مذكّراتك مبعثرة. دوّن المهام والمواعيد والأحداث الأخرى في دفتر مذكرات أو مفكرة أو برنامج تخطيط إلكتروني خاص. ويمكنك أيضًا ترديد كل بند بصوت عالٍ عندما تدونه مما يساعد في تثبيته في ذاكرتك. واحرصي على تحديث قوائم مهامك أولاً بأول. واشطبي على المهام التي انتهيت منها. احتفظي بالمحفظة والمفاتيح والنظارات والأغراض الأساسية الأخرى في مكان محدد في منزلك حتى يسهل العثور عليها.
عليك الحد من وسائل التشتت. لا تنفّذي أكثر من مهمة في وقت واحد. وإذا كنت تركزين على معلومات تحاول الاحتفاظ بها، فمن المرجح غالبًا أنك ستتذكرينها فيما بعد. وقد يساعدك أيضًا أن تربط يالأشياء التي تحاولين تذكُّرها بأغنية محببة أو فكرة أو مثل آخر مألوف لك.
5. النوم جيدًا
يرتبط فقدان الذاكرة بعدم الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، وكذلك النوم المضطرب أو المتقطع. لذا ينبغي أن تجعلي الحصول على قسط كافٍ من النوم من أولوياتك؛ حيث يحتاج معظم البالغين إلى النوم من 7 إلى 9 ساعات كل ليلة بشكل منتظم. وإذا كان الشخير يسبب لك اضطرابات في النوم، فحددي موعدًا مع الطبيب لأنه قد يسبب انقطاع النفس النومي.

6. اتباع نظام غذائي صحي
الأنظمة الغذائية الصحية مفيدة لصحة الدماغ. لذا، ننصحك بتناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة. واعتمِدي على مصادر البروتين قليلة الدهون، مثل الأسماك والبقوليات والدواجن منزوعة الجلد. احرصي أيضًا على تناول مشروبات صحية مفيدة.
7. التحكم في الأمراض المزمنة
اتبعي نصائح الطبيب للتعامل مع الحالات المَرَضية، مثل ارتفاع ضغط الدم وداء السكري والاكتئاب وفقدان السمع والسمنة. فكلما اعتنيت بنفسك، أصبحت ذاكرتك أفضل. وراجعي أيضًا الأدوية مع الطبيب بانتظام، وذلك لأن بعض الأدوية يمكن أن تؤثر على الذاكرة.
وفي الختام، هل هناك روتين يومي يساعدكِ على الحفاظ على سلامكِ النفسي؟