سؤال انتشر بكثرة في الآونة الأخيرة، حيث تعدّدت أقوال العلماء في حكم تركيب الرموش الصناعية، وهي شُعيراتٌ تُشبه شعر الرمش الحقيقي، تكون رقيقة الحجم، تُصنع من المواد البلاستيكيّة أو ما شابهها، وتلصق بأعلى الجفن بمادّةٍ لاصقة؛ حتى تُصبح الرموش أكثر طولاً ممّا هي عليه.
الرموش الصناعية موضوع معقد في عالم مكياج العيون. يحتاج إلى دراسة فقهية دقيقة، فهناك جوانب متعددة تحتاج إلى تمحيص شرعي دقيق.
حكم تركيب الرموش في الشريعة الإسلامية
تعتبر الرغبة في تجميل الرموش من الأمور المثيرة للنقاش. العلماء لديهم آراء مختلفة حول استخدام الرموش الصناعية. يوجد اثنان من المذاهب الرئيسية في هذا الموضوع.
الحالة الأولى: تركيب الرموش لإزالة التشوه
في بعض الحالات، يُسمح بتركيب الرموش الصناعية. هذا يحدث عندما تسبب الحروق أو الأمراض تشوهات. يعتبر بعض العلماء هذا الاستثناء شرعياً لاستعادة المظهر الطبيعي.
الحالة الثانية: تركيب الرموش للتجميل
يختلف العلماء حول تركيب الرموش للجمال. بعضهم يعتبره تغييراً للخلق، بينما يعتبر آخرون نوعاً من الزينة المباح.
الأدلة الشرعية من السنة النبوية
العلوماء يستندون في آرائهم إلى أحاديث نبوية. مثل حديث لعن الواصلة والمستوصلة. هذا الحديث يؤكد على النهي عن تغيير المظهر الطبيعي.
يجب مراعاة عدم التدليس أو الخداع
الزينة مشروعة بضوابط شرعية
الحفاظ على الطهارة أمر ضروري
الخلاصة هي أن يجب التوازن بين الرغبة في التجميل والالتزام بالشريعة. يجب مراعاة الحالات الخاصة التي تبيح استخدام الرموش الصناعية. وكنا قد أخبرناكِ بالفيديو، عن الخطوات الصحيحة لتركيب الرموش الإصطناعية بطريقة سهلة للمبتدئات.
آراء العلماء المعاصرين في تركيب الرموش الصناعية
العلماء المعاصرون لديهم آراء مختلفة حول الرموش الصناعية في الإسلام. الفتاوى والآراء تختلف حول ما إذا كانت حلال أم حرام:
رأي الشيخ ابن باز: أكد على حرمة استخدام الرموش الصناعية لما فيها من تغيير لخلق الله.
رأي الشيخ ابن عثيمين: اعتبر الرموش الصناعية محرمة لأنها تشبه الوصل الممنوع في السنة النبوية.
موقف اللجان الدائمة: أكدت عدم جواز الرموش المستعارة بسبب الضرر والغش.
وأكدت دار الإفتاء أنه مِن المقرر شرعًا أن الوضوءَ شرطٌ مِن شروط صحة الصلاة، وأن غسل الوجه ركن مِن أركانه لا يصح إلا به؛ وقد ثبت ذلك بالكتاب والسُّنَّة والإجماع، فمن الكتاب قوله تعالى: «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ» [المائدة: 6].
وتابعت أنه من السُّنَّة ما أخرجه الشيخان عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، أنَّه دعا بوَضُوء، فأفرغ على يديه من إنائه، فغسلهما ثلاثَ مراتٍ، ثم أدخل يمينه في الوضوء، ثم تمضمض واستنشق واستنثر، ثُمَّ غسل وجهه ثلاثًا، ويديه إلى المرفقين ثلاثًا، ثم مسح برأسه، ثم غسل كلَّ رِجلٍ ثلاثًا، ثم قال: رأيتُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتوضأ نحو وُضُوئي هذا، وقال: «مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لاَ يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
العلماء يستندون في فتاواهم إلى حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم. هذا الحديث يلعن الواصلة والمستوصلة، مما يعني تحريم الرموش الصناعية.
نقاط هامة قبل تركيب الرموش
قبل اتخاذ قرار بتركيب الرموش للتزيين في الأعراس، هناك بعض النقاط الهامة التي يجب على المسلمين أخذها في الاعتبار، سنطلعك عليها في ما يلي:
- الحشمة والاحتشام: من الضروري أن تلتزمي بالحشمة والاحتشام في المظهر الشخصي والتزيين. يجب تجنب الإفراط في التزيين واختيار الأساليب التي تحترم قيم الحشمة وتتفق مع الثقافة الإسلامية.
- استخدام مواد آمنة وطبيعية: ينبغي التأكد من أن المواد المستخدمة في تركيب الرموش هي آمنة وطبيعية. يجب تجنب استخدام المواد التي تحتوي على مواد كيميائية ضارة أو تسبب تهيج العين أو الجلد.
- الاعتدال وعدم المبالغة: يجب أن يكون التزيين بتركيب الرموش في الأعراس عملية اعتدالة ومتوازنة. ينبغي تجنب المبالغة في استخدام الرموش الكثيفة والمفرطة، حيث يمكن أن تعطي مظهرًا غير طبيعي وغير متناسب.
- الرضا الشخصي والثقة بالنفس: يجب أن يكون قرار تركيب الرموش للتزيين قرارًا يأتي من الرغبة الشخصية والرضا الذاتي، وليس تحت ضغوط المجتمع أو التوجهات السطحية. يجب أن يتم تعزيز الثقة بالنفس والتأكيد على أن الجمال الحقيقي يأتي من الداخل ولا يتطلب تغييرات جذرية في المظهر الشخصي.
هل هو جائز تركيب الرموش في الاعراس؟
فيما يتعلق بتركيب الرموش للتزيين في الأعراس، فإن هذا الأمر يعتمد على الطريقة التي يتم تنفيذها والأهداف وراءها.
إذا تم تركيب الرموش بطرق طبيعية ولا تتضمن استخدام مواد مشكوك فيها أو مضرة للصحة، وإذا كان الهدف هو التزيين العادي وتحسين المظهر الشخصي من دون مخالفة الحدود الشرعية، فقد يكون ذلك مقبولًا.
في نهاية هذا البحث، نجد أن تجميل الرموش الصناعية يتطلب فهماً عميقاً للأحكام الشرعية. المرأة المسلمة يجب أن توازن بين رغبتها في التجميل وعدم انتهاك الشريعة الإسلامية.
إلصاق الرموش الاصطناعية يجب أن يخضع للضوابط الشرعية التي وضعها العلماء. الأصل هو الابتعاد عن التغيير المفرط والحفاظ على الجمال الطبيعي. نختم بالتأكيد على أهمية تقوى الله ومراعاة الأحكام الفقهية في التجميل. الجمال الحقيقي يكمن في نقاء القلب وحسن الأخلاق أكثر من الزينة الخارجية.
إذًا، بعد التعرّف على حكم تركيب الرموش في الأعراس، واطلعي أيضًا على حكم قص الأظافر ليلًا.
