الملل شعور شائع، قد يصيبنا تدريجيًا قبل أن نبدأ في تلوين حياتنا بالكامل باللون الرمادي الباهت. فقد يكون هناك العديد من الأسباب التي نحتاج إلى معرفتها ومعالجتها!
ربما يكون الشعور بالملل وفقدان المعنى إشارة إلى أننا لا نتشارك مع العالم المحيط بنا بالشكل المناسب، وأحيانًا تكون تلك المشاعر صوتًا يخبرنا أن نجرب ما نفعله لكن بشكل أفضل، أو نجرب أشياء جديدة تمامًا. وقد يهمكِ الإطلاع على علامات ملل الحبيب من حبيبته وكيفية التعامل معه.
سلوكيات يجب تجنبها للتخلص من الشعور بالملل
1. قضاء الكثير من الوقت على وسائل التواصل
قضاء وقت طويل على وسائط التواصل الاجتماعي يعني ببساطة أنك تطلعين على أخبار آخرين فقدتي الاتصال بهم وأنك تبحثي دائماً عن مشاهدة أشياء دون متعة القيام بها هو نفسه.
هناك حل سريع لتلك العادة، وهو أن تلتزمي بأن تقضي وقتاً محدداً على وسائط التواصل وأن تخصصي باقي وقتك لأنشطة في الحياة الواقعية بعيداً عن العالم الافتراضي.
2. الافتقار للتجارب الجديدة
يساعد الخروج من ما يطلق عليه “مناطق الراحة” على تعلم وخوض تجارب جديدة. إنه أمر مخيف بالتأكيد، لكن الإثارة عند تجربة أشياء جديدة يمكن أن تكون الحل للتخلص من الحياة المملة.

3. تجنب الصلات الاجتماعية
يحتاج المرء إلى التحفيز الذهني والعاطفي الذي يمكن أن تقدمه الصحبة والعلاقات الاجتماعية الواقعية. يستفيد الشخص من الاستماع لوجهات نظر متنوعة أو تبادل القفشات والضحك مع أصدقائه كما قد يخوض محادثات عميقة تنعش خلايا الدماغ.
4. الوقوع في فخ روتين
يمكن أن يصبح الأمر رتيباً حقاً إذا وقع المرء فريسة في فخ الروتين حتى بالنسبة لشخص يحب الحياة المنظمة.
لا ينبغي، في المقابل، الإقدام على تغييرات بشكل كبير، بل يمكن القيام بتعديلات صغيرة يوماً بعد يوم للشعور بالتنوع والاستمتاع بنكهة الحياة.
5. الإفراط في التفكير والقلق
يعد الإفراط في التفكير أحد الأسباب التي تجعل الشخص متردداً في الإقدام على خوض تجارب جديدة. إنها عادة طبيعية تماماً، لكن ينجم عنها فقد الكثير من الفرص، لأن الأذهان تبقى عالقة إما في الماضي أو في المستقبل، ولا يتم القيام بخطوة جديدة في الحاضر، وبالتالي عيش يوم ممل آخر.6. عدم أخذ الوقت للتفكير
مجرد عدم تخصيص وقت للتفكير في أسباب الشعور بالملل أو أنماط الحياة التي تبعث على الشعور بالضجر أو السلوكيات التي تجعل الحياة رتيبة، يؤدي إلى عدم القدرة على التخلص من هذه العوامل السلبية.
7. إهمال العناية بالنفس
يعتقد البعض أن الرعاية الذاتية هي رفاهية، في حين أنها ضرورة. فمن السهل أن يرى الشخص الحياة على أنها مجرد رحلة واحدة لا تنتهي أبداً، لكن مع تخصيص وقت كاف للعناية بالنفس يمكن أن يتغير هذا الشعور.
8. العيش وفق توقعات الآخرين
العيش وفق توقعات الآخرين هي مجرد وصفة للملل بل وللتعاسة. هناك الكثير من الأصوات في المجتمع والأصدقاء والعائلة، التي تخبر الشخص بما يجب وما لا يجب أن يكون عليه. وعندما ينشغل الشخص بكل هذه التفاصيل، يبدأ في الشعور بالملل وعدم الإنجاز.
9. تجاهل النمو الشخصي
عندما لا يهتم الشخص بالنمو الشخصي، فإنه يعاني من الركود. في المقابل، الالتزام بالنمو الشخصي يضيف عمقاً وثراء للحياة.

10. نسيان الضحك والاستمتاع
بالنهاية، يبقى أن نسيان الضحك يؤدي إلى الركود، في حين أن الضحك هو طريقة مؤكدة لإيقاظ العقل. وقد يهمكِ الإطلاع على التعامل مع فقدان الشغف في الحياة وأسبابه والعلامات التي تدل عليه.
الحل هو الانخراط في الحياة
الطريقة الوحيدة لكي تعرف ما الذي يوفر السعادة والرضا لك ويقاوم شعورك بالملل في حياتك هو الانخراط بنشاط في الحياة والقيام بالأشياء والأنشطة المختلفة لحين إيجاد هدفك.
حتى عندما تفعل أشياء وأنشطة لا تحبها أو تستمتع بها بالضرورة، فإنك توسع معرفتك ومنظورك للعالم، وهو ما يقاوم إحساس الملل المزمن ويمنحك القدرة على التواصل مع المزيد من الأشخاص ويعطيك فهما أفضل لما تحبه فعلا ويثير شغفك وما لا تحبه.
لذلك من الجيد أن تفعل أشياء قليلة لا تعجبك قبل أن تجد أشياء تُشعرك بالحماس والنشاط. ومن بين تلك الخيارات ما يلي :
- المثابرة مفتاح العلاج.
- الانخراط في العمل التطوعي أو اللامنهجي مع منظمة.
- تعلم مجموعة جديدة من المهارات والحرف.
- تكوين صداقات جديدة في الأوساط الاجتماعية.
- السفر إلى أماكن لم تزرها من قبل.
- البحث عن وظيفة جديدة أو تغيير مهنتك بالكامل.
- ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية.
- قضاء الوقت مع الأهل والأصدقاء.
- التوقف عن الأنشطة التي لا تُحمسك أو تُشعرك بالسعادة.

كيفية التخطيط وصنع هدف
- حددي وقتًا معينًا للأنشطة التي تشعرين حيالها بالملل، مثل الرد على الرسائل أو البريد الإلكتروني، بدلًا من السماح لها بالتسبب في انقطاعات مستمرة خلال اليوم.
- حوّلي الأعمال الروتينية المملة إلى فرص للتعلم، مثل الاستماع إلى كتاب صوتي أو محاضرة أثناء القيادة أو الأنشطة اليومية.
- ضعي رؤية لحياتك، وحدد كيف يساهم كل ما تفعلينه في تعزيزها، أو الانتقاص منها. ربما بعض الأشياء التي لا تتوافق مع رؤيتك هي نفسها الأشياء التي تسبب الضجر. بعد تحديد الأنشطة ذات الأولوية المنخفضة، يمكنك محاولة جعلها أكثر جدوى، أو حتى التخلص منها نهائيا.
- من السهل الانغماس في أهداف خارجية متعددة، لا تفي بوعودها في النجاح أو الإنجاز، لذلك يجب التركيز على الأهداف البعيدة التي تحسن جودة الحياة بشكل كامل، إلى جانب العمل الذي يوفر الدخل المادي.
- الملل ليس كالإرهاق، يحدث الأول عندما تملكين وفرة في شكل واحد من أشكال الطاقة. مثل أن تجدي نفسك غير قادرة على إنجاز العمل، لكن في الوقت نفسه لا تشعرين بالتعب الجسدي. هنا يجب البحث عن مقاربة لدفع الملل، مثل الخروج لممارسة الرياضة.
- لا يمكن التخلص من الملل بطرق خارجية فقط، ولا يقتصر الأمر على ما تفعلينه، ولكنه يتعلق أيضًا بكيفية فعله. إذ يجب أن يكون لكل منا عالمه الداخلي، الذي يمكنه فيه العثور على ما يفضله، والخروج بأفكار جديدة، أو الحوار مع الذات، والتخطيط للمستقبل، وكلها أفكار يمكن استكشافها داخل العقل دون أي حافز خارجي. لذا يمكن استخدام لحظات الملل لاستكشاف الاحتمالات المختلفة داخل العقل، مع فك القيود قليلا، والقبول عندما تصبح المقاومة غير مجدية. وقد يهمكِ معرفة كيف تمنعين الشريك من الشعور بالملل؟