بدأنا نلاحظ إقبالاً أنثوياً على ألعاب الفيديو لدى الشابات العربيات، وكان لنا لقاء مع لاعبة ومطورة الألعاب الأولى في الشرق الأوسط رين عباس. فمن قال إن ألعاب الفيديو حكرٌ على الشباب فقط؟ اليوم نقدم لك صيحة جديدة لم نعتد عليها كثيراً في عالمنا العربي. نعم يا عزيزتي، أخيراً أصبح العالم الافتراضي جزءاً من واقعنا!
هناك الكثير من الفتيات اللواتي يهوين ألعاباً هيمنت على العالم الإلكتروني مثل لعبة Fortnight الشهيرة ولعبة Counter-Strike وغيرها من الألعاب التي باتت في متناول الجميع. وبالفعل، ستقام أول مسابقة للاعبات ألعاب الفيديو في المنطقة في مدينة دبي تحت اسم ‘GirlGamer Esports Festival’ في ديسمبر 12-14، وستضم هذه الفعالية لاعبات من جميع أنحاء المنطقة.
ولهذه المناسبة قامت ياسمينة المواكبة دائما لكل جديد بلقاء مصممة الألعاب رين عباس ومؤسسة أكاديمية "سبيكاتك" التي تُعنى بتعليم الأطفال البرمجة. تُعتبر رين من أولى اللاعبات في المنطقة.
بدأ شغف رين بهذه الألعاب في سن صغيرة عندما كانت لا تزال مراهقة بعمر 14 سنة. "أذكر أنه كان هناك بالقرب من بيتي مكان يذهب إليه الصبيان للعب الأتاري وألعاب أخرى، ولكن كان ممنوعا على البنات الدخول واللعب، فقمت بقص شعري لأشبه الصبيان، وطبعاً ذُعر أهلي عندما علموا بالأمر." تبتسم رين حين تذكر الأمر.
مشاكل رين لم تنته في سن المراهقة، فقد واجهت العديد من التحديات في حياتها المهنية حيث اضطرت أن تكذب "كذبة بيضاء" لتحصل على عملها الأول، حيث قالت لصاحب العمل أنها تجيد الغرافيك ديزاين، فوظفها على الفور. "اضطررت أن اتعلم الغرافيك ديزاين بنفسي، وهذا علّمني أن أعتمد على نفسي." أما في عمل رين الثاني فكان مطلوباً منها أن تعرف الanimation، الأمر الذي اضطرها إلى كذبة بيضاء أخرى، فكانت النتيجة أنها نجحت في تصميم مسلسل رسوم متحركة سعودي مؤلف من ست حلقات.
لم تنتهِ رحلتها التعليمية هنا، فقد أثبتت كفاءتها حين علّمت نفسها البرمجة، الأمر الذي جعلها تترقّى إلى منصب جديد. "كل ما كان يهمّني هو أن أثبت جدارتي وأن أتقدم في عملي. وكم سهرت الليالي وأنا أدرس وأبكي." خلال الوضع الأمني السياسي غير المستقر في يناير سنة 2007، خطر لرين وزوجها أن يصمما لعبة "دمى"، وهي لعبة لبنانية سياسية تسمح للمواطن المستخدم بأن يضع السياسيين في مواجهة بعضهم البعض. "في اليوم الأول حصلنا على 12,000 مستخدم جديد، وبعد ثلاثة أشهر حصلنا على الملايين من المستخدمين. كانت اللعبة مشهورة جداً، وأعطتني ثقة بنفسي كمصممة ألعاب."
بعد هذا النجاح، قررت رين وزوجها المخاطرة وفتح "Wixel Studios "، وهي من أولى شركات تصميم الألعاب في الشرق الأوسط. حصلت هذه الشركة على عملاء مهمين مثل ريد بول، وفيراري. وعلى الرغم من مرورهما بمصاعب مادية، تمكّن الزوجان من إنقاذ شركتهما من الإفلاس. "أنا فخورة بكل ما صنعناه. وآخر لعبة صممناها كانت "عنتورة والحروف" التي تساعد الأطفال على قراءة وكتابة اللغة العربية. لقد نلنا ستّ جوائز عن هذه اللعبة." ختاماً لهذا المقال، اطلعي على أفضل ألعاب الآيفون.
