نخبركِ اليوم لماذا لقبت نياكيم جاتويش عارضة الأزياء السودانية بملكة الظلام؟ يبدو أن قصة حياة هذه العارضة مثيرة للإهتمام، فما أبرز المعلومات عنها؟
هناك العديد من عارضات الأزياء العالميات، اللواتي اشتهرن بقوامهن الممشوق، وجمالهن الساحر، ويبدو أن نياكيم من ضمنهن وقد تكون متميزة عنهن! وكنا قد أخبرناكِ عن حياة نجمات عارضات الأزياء أصعب مما نتخيلها وهذه تفاصيلها!
لون بشرتها له أسباب معينة
أحدثت عارضة الأزياء الجنوب سودانية نياكيم جاتويش ضجة كبيرة منذ دخولها عالم الأزياء. حيث تشارك هذه السمراء الحسناء صورها الجميلة والرائعة عبر حسابها الشخصي على تطبيق انستغرام.
لقبت نياكيم بـ “ملكة الظلام”، من قبل متابعيها، ويبدو أن هذا اللقب أعجبها، حتى أنها شاركته من خلال منشور أرفقته بكلماتها: “لقبي الجديد هو “ملكة الظلام، وأنا أحبه. أنا ممتنة جدًا لجميع الأشخاص الرائعين، الذين أظهروا لي الحب والدعم وكتبوا مثل هذه المقالات القوية عني. نحن جميعًا جميلون مهما كان لون البشرة الذي خلقنا الله عليه. فلماذا يكون الظلام سيئًا؟ احتضن وأحب من أنت وسيفعل العالم ذلك أيضًا”. وتفرض مهنة عرض الأزياء قوانين صارمة لم نكن على علم بها على الإطلاق.
من الملاحظ أن نياكيم تحب لون بشرتها، فهي تشجع المتابعين على احتضان لون بشرتهم وجسمهم. وهو ما أكدته في منشور سابق لها، بأنها تعرضت ذات مرة لموقف اعتبرته طريف، حيث سألها سائق أوبر عما إذا كانت ستقوم بتبييض بشرتها مقابل 10000 جنيه إسترليني، الأمر الذي أضحك نياكيم بقولها: “لماذا سأقوم بتبييض هذا الميلانين الجميل؟
تشعر العارضة السودانية أن لون بشرتها الأسود جريء للغاية، ويبدو أن رسائل نياكيم التمكينية لمتابعيها هي في الواقع مصدر إلهام للناس في جميع أنحاء العالم.
تؤكد العارضة أن لون بشرتها الداكن، يعود إلى ارتفاع معدلات ومستويات الميلانين في جسمها، وهو أمر يمّزها عن غيرها من العارضات. تعرّفي أيضًا على عارضات أزياء ممتلئات حقّقن النجاح.
برنامج للهواة غيّر من حياة العارضة
كل الشهرة التي وصلت إليها نياكيم اليوم، لم تأتي بسهولة على الإطلاق، فصاحبة مواليد عام 1993، كان همها الأول والأخير في صغرها، مساعدة أهلها على العيش بأمان وتأمين الرزق لهم، بعد أن عاشوا في مخيم للاجئين بعد هروبهم من الحرب.
هذا الأمر دفع العارضة لنقل سكنها أكثر من مرة، من مخيم “ديما” للاجئين في إثيوبيا، إلى مخيم “كامكوما” في كينيا، حتى وصولها إلى الولايات المتحدة الأميريكية.
ورأت العارضة أول لمحة من عالم الموضة والأزياء عندما كانت في كينيا مع عائلتها وسط إجراءات تحضير السفر إلى الولايات المتحدة.
بعد انتقالها إلى الولايات المتحدة، وخلال تمضيتها عطلة نهاية أسبوع في منزل إحدى قريباتها، تمكنت العارضة من مشاهدة التلفاز لأول مرة عندما كانت في الثامنة من عمرها. الأمر الذي سمح لها بالتعرف على برنامج “America’s Next Top Model”، وهو عبارة عن مسابقة لعارضات الأزياء. حيث أكدت جاتويش ذلك خلال مقابلة سابقة بقولها: “ذكرت أمي أنني التصقت بالتلفاز مثل الغراء، فكنت أشعر باندهاش شديد”.
شعرت السودانية باندهاش غريب فور مشاهدتها البرنامج، ويبدو أن هذا اللقاء الأول جعلها تقع في حب الأزياء والموضة بسبب هذا البرنامج، إلا أنها دفعت فكرة امتهان عرض الأزياء بعيدًا عن تفكيرها، فهي على حد تعبيرها، لم تلحظ وجود أي فتاة أفريقية تشبهها في المسابقة.
تغيير لون بشرتها كان هاجسها في سن المراهقة
لم يكن انتقال العارضة السودانية وأهلها إلى الولايات المتحدة الأميريكية بالأمر السهل، فهي عانت من نظرات المجتمع، وتنمرهم بسبب لون بشرتها، ورغم عدم إجادة نياكيم للغة الإنكليزية فور انتقالها، لكنها كانت تشعر بالتنمر الشديد تجاهها، جراء النظرات السلبية التي تبعتها في ردهات المدرسة، فقالت: “حاولت الجلوس بجانب مجموعة من التلاميذ، ولكنهم تركوا مقاعدهم وغادروا”.
الأمر الذي جعل العارضة تفكر بإصرار بالإنتساب إلى عروض الأزياء، لذا قامت بتلقي دروس خصوصية لتعلم اللغة بشكل أسرع.
ويبدو أن التنمر من قبل زملائها في الصف، جعلها تتردد في حضور الصفوف اليومية، لعدم قدرتها على مجابهة هذه الموجة السلبية تجاهها، ما جعلها تتأخر في دروسها، واضطرارها لإعادة الصف السابع في المدرسة.
نياكيم فكرت في سن المراهقة، بتغيير لون بشرتها، والإنتقال إلى البشرة البيضاء لتبدو جميلة كزملائها، لكن شقيقتها الكبرى منعتها حتى عن التفكير في هذا الموضوع، حيث تؤكد نياكيم ذلك بقولها: “كانت أختي تبكي وتقول إن هذا (تبييض البشرة) أكبر خطأ قمت به.. وقال لي شيء في داخلي أن أصغي إليها، ولذلك، لم أقم به أبداً”.
نياكيم عارضة ومؤثرة أيضًا
بعد الشهرة التي وصلت إليها نياكيم اليوم، يبدو أن لون بشرتها جعلها تتصالح مع ذاتها، وهو ما يفسّر تأكيده المستمر لمتابعيها أن الجمال يأتي بأشكال وألوان مختلفة، حيث تقوم العارضة باستخدام منصتها أيضًا كمنبر للتعبير عن رأيها تجاه تبييض البشرة.
وتؤكد العارضة السودانية باستمرار، أنها لا تحكم على من يلجأ إلى تبييض البشرة لأن الجميع لديه أسبابه الخاصة، ولكنها تشعر بالحزن عندما ترى العديد من الفتيات اللواتي يشعرن أنهن يحتجن إلى تلك المواد الكيميائية ليشعرن بالجمال.
ختامًا، قد يهمكِ الإطلاع على عارضات أزياء محجّبات كسرن القيود وشاركن في أهم العروض العالمية.