لا شك أن العادات السيئة التي تحتوي نسبة عالية من السكر والدهون، والجلوس لفترات طويلة، وعدم ممارسة التمارين الرياضية بشكل كاف، تسهم في انخفاض متوسط العمر المتوقع.
لكن إلى جانب تلك العادات، هناك عدد من السلوكيات التي قد لا ننتبه إليها، تسهم بصورة كبيرة في تدهور الصحة، ومن ثم قد تؤدي إلى الوفاة المبكرة. وإليكِ عادات صباحية لصحة بدنية أفضل.. ابدئي يومكِ بها!
التدخين
إن العديد من الأشياء في حياتنا اليومية يمكن أن تخفض من عمرنا دون أن ندرك ذلك. فعلى سبيل المثال؛ يعد التدخين أحد الأسباب الرئيسية للوفيات المرتبطة بالسرطان في جميع أنحاء العالم. ووفقًا لجمعية السرطان الأميركية؛ فإن الأشخاص المدخنين أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة 25 مرة مقارنة بغير المدخنين.
التسويف
ليس سرًّا أن التسويف يمكن أن تكون له عواقب سلبية للغاية”، ويضيف “بدءًا من الحصول على درجات دراسية ضعيفة وصولا إلى تضييع الكثير من الفرص المفيدة، يمكن أن يكون لتأجيل المهام تأثير خطير على حياتنا. ومع ذلك؛ هل تعلمين أن التسويف يمكن أن يكون أيضًا مسألة حياة أو موت؟”.
كما أن الدراسات أظهرت أن مرضى السرطان الذين تأخروا في الحصول على العلاج زاد احتمال وفاتهم مقارنة بأولئك الذين خضعوا لعلاج. وقد يكون التسويف من العادات التي يصعب التخلص منها، ولكن من المهم أن تتذكر أن صحتك معرضة للخطر”.

إرضاء الآخرين
يميل الأشخاص الذين يرضون الناس إلى تجاهل احتياجاتهم الخاصة، مما يؤدي إلى اتباعهم خيارات نمط حياة غير صحية. على سبيل المثال؛ قد يتخطون وجبات الطعام أو يختارون الأطعمة المصنعة على الفواكه والخضروات الصحية، ويمكن أن تزيد كل هذه العوامل من خطر الإصابة بالسرطان. لذلك؛ إذا كنت من الأشخاص الذين يسعون لإرضاء الآخرين، فمن الضروري أن تكون على دراية بالمخاطر المحدقة بك وأن تتخذ خطوات لدرئها. وإليكِ صحة المرأة: كيفية الاعتناء بها والعادات التي يجب اتباعها!
الأفكار والمشاعر السلبية
مثلما يمكن للخلايا السرطانية أن تنمو وتتكاثر في الجسم، كذلك يمكن أن تنمو الأفكار والمشاعر السلبية”، وتمامًا مثل السرطان، يمكن أن يكون للأفكار والمشاعر السلبية تأثير ضار على صحتنا الجسدية، فقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين لديهم موقف إيجابي هم أقل عرضة للإصابة بالسرطان”.
كما أن مرضى السرطان الذين يحافظون على نظرة إيجابية هم أكثر عرضة للاستجابة بشكل جيد للعلاج.
علاوةً على ذلك، هناك عدة تفسيرات محتملة لهذه العلاقة:
- أولاً: قد يساعد التفكير الإيجابي في تعزيز جهاز المناعة، مما يجعل الجسم أكثر قدرة على محاربة الخلايا السرطانية.
- ثانيًا: الأشخاص ذوو النظرة الإيجابية غالبا ما يتبعون عادات صحية، مثل تناول الطعام المغذي وممارسة الرياضة بانتظام.
- ثالثًا: أظهرت الدراسات أن الأشخاص ذوي النظرة الإيجابية يميلون إلى العيش لفترة أطول من أولئك المتشائمين، لذلك من الضروري بالنسبة لنا تحسين نظرتنا للحياة وأن نكون محاطين بأشخاص لا يخشون إخبارنا بالحقيقة.
العمل لساعات طويلة
هناك أضرار طويلة المدى، قد تلحق بالجسم والعقل، بسبب العمل لأكثر من 40 ساعة أسبوعيا، مثل زيادة خطر الوفاة، فالعمل لفترة طويلة يمكن أن يكون مميتا، وفقًا لدراسة علمية أظهرت أن “العمل أكثر من 55 ساعة أسبوعيا، تسبب في وفاة 745 ألف شخص بأمراض القلب والأوعية الدموية في عام 2016، كما ارتبط بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 35%، مقارنة بالعمل من 35 إلى 40 ساعة أسبوعيا”.
عدم التعرض لضوء الشمس
يوفر التعرض لأشعة الشمس الطبيعية العديد من الفوائد الصحية، بما يشمل إنتاج فيتامين D وتنظيم دورة النوم والاستيقاظ. ويمكن أن يؤدي قلة التعرض لأشعة الشمس إلى ضعف جودة النوم وانخفاض الحالة المزاجية.
عدم تناول وجبة الفطور
يؤدي الإفطار دورًا مهمًا في الصحة العامة والإنتاجية. يمكن أن يؤدي تخطي وجبة الإفطار إلى تقليل الوظيفة الإدراكية وزيادة الشعور بالجوع، مما يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام في وقت لاحق من اليوم. لتضمين وجبة فطور صحية في الروتين الصباحي، خصص وقتًا لإعداد الوجبة واختيار عناصر متوازنة تمزج الكربوهيدرات والبروتينات والدهون الصحية، مثل دقيق الشوفان مع الفاكهة والمكسرات أو الزبادي اليوناني مع التوت أو عجة الخضار. وإليكِ عادات صحية خاطئة قد تهدد حياتك!

كيف تبدئي من جديد؟
بعد أن تلقي نظرة على عاداتك اليومية التي تؤثر على حياتك، احرصي على اتباع الخطوات التالية لتغتنمي السعادة والشعور بالرضا:
- عززي صِلاتك الاجتماعية، فقد وجدت دراسات عديدة أن “للاتصال الاجتماعي الدور الأكبر في السعادة”، وتأتي دراسة هارفارد لتنمية البالغين في مقدمة هذه الدراسات، حيث استمرت لأكثر من 80 عاما في متابعة مئات المشاركين، ووجدت أن العلاقات الوثيقة مع العائلة والأصدقاء والزملاء، عامل أساسي لإبقاء الناس سعداء؛ إلى جانب عوامل أخرى تشمل عدم التدخين، وممارسة الرياضة، والتوازن بين العمل والحياة.
- انثري المجاملات اللطيفة، فقد وجدت سونيا ليوبوميرسكي الأستاذة في جامعة كاليفورنيا، “أن الانخراط عن قصد في نثر المجاملات البسيطة، يمكن أن يجعلك أكثر سعادة، وأقل اكتئابا وقلقا”. وتضيف سيمون توماس، “أن هذا يجعلك تشعرين بالرضا، لأنك جعلت الشخص الآخر يشعر بالرضا”.
- قومي بإحصاء الامتنان، فالقيام بإحصاء كل ما جعلك تشعرين بالامتنان في نهاية يومك، “يؤدي إلى تعزيز السعادة، وتقليل أعراض الاكتئاب”، وفق دراسة أجريت عام 2005. كما أن هذا الامتنان بمثابة “تدريب لعقلك على الاهتمام بالأشياء الجيدة، بدلا من التفكير في المزعج والمثير للتوتر”، وفق توماس.
- ارحمي نفسك، لأن “النقد الذاتي المُفرط تجاه النكسات، يخصم من سعادتك ويُعيق تحقيق أهدافك؛ والأفضل أن تحافظي على صوت داخلي دافئ وداعم، بدلا من العدائي الناقد”.