يبحث الجميع عن سرّ الشباب الدائم، لكنّ الجواب لم يعد في مستحضرات العناية فقط، بل في التكنولوجيا. اليوم، أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) قادرًا على تحليل نمط أكلكِ، وعاداتكِ اليومية، وحتى حالة بشرتكِ، ليصمّم لكِ نظامًا غذائيًا مخصصًا يحافظ على نضارتها ويؤخّر ظهور علامات التقدّم بالعمر. وفي السياق ذاته، سبق أن أخبرناكِ عن خوارزميات تَعرف ذوقكِ أكثر منكِ: موضة المستقبل تبدأ اليوم!
ومع اقتراب القمة اللبنانية للذكاء الاصطناعي 2025، التي ستُقام في 7 نوفمبر، برعاية سعادة الدكتور نواف سلام، رئيس مجلس الوزراء في لبنان، وبإشراف وزير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي الدكتور كمال شحادة، تتجه الأنظار إلى مستقبل الصحة والجمال في ظلّ التطور الرقمي. ورغم أنّ موضوع العناية بالبشرة قد لا يُناقش مباشرة خلال القمة، إلا أنّها تذكّرنا بأن الذكاء الاصطناعي بات يلمس أدق تفاصيل حياتنا اليومية، من التعليم إلى التغذية والجمال.
خوارزميات تَفهم بشرتكِ من الداخل
تبدأ التطبيقات الذكية بتحليل صور بشرتكِ عبر الكاميرا، لتحديد نسبة الترطيب، ودرجة اللمعان، وحال المسام، ثم تُقارن النتائج بقاعدة بيانات ضخمة تضمّ آلاف الحالات المشابهة.
بعدها، يربط النظام بين حال بشرتكِ الحالية وعاداتكِ الغذائية: هل تتناولين كفايتك من الفيتامين C؟ وهل يفتقر غذاؤكِ للأوميغا 3؟ أم تكثرين من السكر أو الكافيين؟
ثم يقترح التطبيق خطة غذائية دقيقة تهدف إلى تحفيز إنتاج الكولاجين وتعزيز مرونة الجلد. وبهذا الشكل، يتحوّل الذكاء الاصطناعي إلى “خبير تغذية رقمـي” يعرف جسدكِ أكثر مما تتوقّعين.
غذاء ذكيّ لجمال طبيعي
تركّز هذه الأنظمة على مفهوم “الجمال من الداخل”، أي أنّ البشرة السليمة تبدأ من طبقكِ اليومي.
تقترح التطبيقات وجباتٍ متوازنة تحتوي الأطعمة الغنية بالزنك، وفيتامين E، والبروتينات، وتقدّم بدائل ذكية بحسب ذوقكِ أو نوع نظامك الغذائي.
فإن كنتِ نباتية مثلًا، يقترح الذكاء الاصطناعي مصادر بديلة للكولاجين مثل بذور الشيا، والعدس، والسبانخ، بطريقة تجعل النظام متنوّعًا وممتعًا لا تقييديًا.
تتميّز هذه التقنية بأنها تتعلّم منكِ مع الوقت: كلما التزمتِ بالنظام وأضفتِ ملاحظاتكِ، أصبح أكثر دقّة في فهم احتياجات بشرتكِ، ما يمنحكِ تجربة شخصية فريدة لا تشبه أحدًا.
توازن بين العلم والجمال
تُعيد هذه التقنيات صياغة العلاقة بين الجمال والعلم. فهي لا تُقدّم نصائح عشوائية، بل تستند إلى بيانات واقعية من نمط حياتكِ.
ومن خلال الربط بين التغذية والحال الهرمونية، يمكنها أن تتوقّع فترات الإجهاد أو اضطرابات النوم التي تؤثّر على البشرة، فتقترح لكِ وجبات خفيفة تحسّن المزاج وتدعم الحيوية.
ومع ازدياد الاهتمام العالمي باستخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات الصحة، تُظهر القمة اللبنانية للذكاء الاصطناعي 2025 أن لبنان يسير في الاتجاه نفسه: نحو تكنولوجيا أكثر إنسانية، تُعنى بالرفاه والجمال بقدر ما تهتمّ بالتطوير العلمي.
لبنان في قلب التطوّر التقني للجمال
من خلال استضافة القمة اللبنانية للذكاء الاصطناعي 2025 برعاية سعادة الدكتور نواف سلام وبإشراف الدكتور كمال شحادة، يثبت لبنان أنه حاضر في المشهد العالمي للابتكار.
ورغم أن موضوع الجمال قد لا يكون على جدول النقاش، إلا أنّ هذه القمة تفتح الباب أمام التعاون بين خبراء التكنولوجيا وخبراء العناية بالبشرة لتطوير حلول ذكية لبنانية المنشأ.
فقد لا يكون بعيدًا اليوم الذي نرى فيه تطبيقًا محلّيًا يصمّم خطة غذائية لبنانية الطابع تدعم البشرة وتراعي الثقافة الغذائية العربية — تجربة تجمع بين الذكاء الاصطناعي والتراث الغذائي الغني.
يُظهر الذكاء الاصطناعي أن الجمال لم يعد مجرّد عناية خارجية، بل رحلة وعي تبدأ من الداخل. فحين يقرأ التطبيق تفاصيل بشرتكِ ويفهم نمط حياتكِ، يمنحكِ فرصة لتغذية جسدكِ وعقلكِ بطريقةٍ متوازنة تُعيد لبشرتكِ إشراقتها الطبيعية. ومن هنا، ابتكري، استلهمي وتألقي مع قمة لبنان للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والابتكار 2025.
