كراهية الذات تشكل عائقاً أساسياً أمام تطورنا وتقدمنا في حياتنا ومجتمعنا، وتضعنا في ظروف نفسية سيئة.. ولكن لماذا يكره الإنسان ذاته؟ وما هي علامات ذلك؟ وكيف تتخلصين من كره الذات؟
من الطبيعي أن تسمعي بعض الأصوات السلبية داخلك من وقت لأخر، والتي تقول لك بأنك سيئة أو أنك لن تستطيعي النجاح، تدفعك هذه الأفكار إلى بذل المزيد من الجهد والوقت لتحقيق أهدافك وطموحاتك، لكن تأثيرها يكون سلبيًا في بعض الأحيان، فتدفعك إلى كره نفسك بشكل كبير، ما يؤثر على حياتك بشكل عام، وعلاقاتك مع أفراد عائلتك والأشخاص المقربين منك. وإليكِ حب الذات عند المرأة ليس أنانية! وهذه هي الدلائل.
ما هي علامات كرهكِ لنفسكِ؟
إذا كنت تلاحظين على نفسك العلامات التالية فأنت من الأشخاص الذين يكرهون ذاتهم:
- لديك وجهة نظر ساخرة: أنت ترين العالم بطريقة ساخرة للغاية وتكرهين العالم الذي تعيشين فيه. تشعري كما لو أن الأشخاص ذوي النظرة الإيجابية ساذجون للطريقة التي يعمل بها الكون، لا ترين الأشياء تتحسن ولديك نظرة قاتمة للحياة.
- وسم الذات والحياة بلون واحد أبيض أو أسود: ترين نفسك وحياتك جيدة أو سيئة، دون أي ظلال رمادية بينهما. إذا أخطأت، تشعرين كما لو أن كل شيء قد دمر أو أن حياتك قد انتهت.
- التركيز على الأمور السلبية: حتى لو كان يومك جيداً، فإنك تميلين إلى التركيز على الأشياء السيئة التي حدثت أو ما حدث بشكل خاطئ بدلاً من ذلك.
- التفكير العاطفي الزائد: تأخذين مشاعرك كحقائق. إذا لاحظت أنك تشعرين بالسوء أو بالفشل، فأنت تفترضين أن مشاعرك يجب أن تعكس حقيقة الموقف وأن شيئاً ما يجب أن يكون خاطئاً.
- تدني احترام الذات: عادة ما يكون احترامك لذاتك متدنياً وتشعرين كما لو أنك مجبرة على قياس واختبار نفسك بالمقارنة مع الآخرين في الحياة اليومية.
- السعي للحصول على الموافقة: أنت تسعين باستمرار للحصول على موافقة خارجية من الآخرين للتحقق من قيمتك الذاتية. يتغير رأيك في نفسك اعتماداً على كيفية تقييم الآخرين لك أو ما يفكرون به عنك.
- لا يمكن قبول المجاملات: إذا قال شخص شيئاً جيداً عنك، فأنت تستبعدين ما قيل، أو تعتقدين أنه يتصرف بلطف. لديك مشكلة في قبول المجاملات وتميلين إلى تجاهلها بدلاً من قبولها بلطف.
- محاولة التأقلم: دوماً تشعرين بأنك غريبة وتحاولين دائماً التوافق مع الآخرين. تشعرين كما لو أن الناس يكرهونك ولا يمكنك فهم سبب رغبتهم في قضاء الوقت معك أو الإعجاب بك.
- أخذ النقد على محمل شخصي: تواجهين صعوبة عندما ينتقدك شخص ما، وتميلين إلى اعتباره هجوماً شخصياً أو التفكير فيه لفترة طويلة بعد وقوعه.
- غالباً ما تشعري بالغيرة: تجدين نفسك غيورة من الآخرين وقد تقاطعينهم أو تستفزينهم من أجل أن تشعري بتحسن.
- الخوف من الاتصالات الإيجابية: قد تدفعين الأصدقاء أو الشركاء المحتملين بعيداً بسبب الخوف عندما يقترب شخص ما كثيراً، وتعتقدين أن الأمر سينتهي بشكل سيء أو أنك ستنتهين بمفردك.
- إقامة طقوس شفقة على نفسك: تميلين إلى إضاعة وهدر الوقت والطاقة للشفقة على نفسك وتشعرين كما لو أنك أكثر شخص تعرض لأشياء سيئة في الحياة أو أن كل شيء ضدك.
- تخافين من أن يكون لديك حلماً كبيراً: تخشين أن تكون لديك أحلام وتطلعات وتشعرين كما لو أنك بحاجة إلى الاستمرار في عيش حياتك بطريقة محمية. قد تخافين من الفشل أو تخشين النجاح أو تنظري إلى نفسك باحتقار بغض النظر عما تحققه.
- أنت قاسية على نفسك: إذا أخطأت، فإنك تجدين صعوبة بالغة في مسامحة نفسك. قد تشعرين أيضاً بالندم حيال أشياء قمت بها في الماضي أو فشلت في القيام بها، أو أنك تواجهين مشكلة في التخلي عنها وتجاوز الماضي. وإليكِ عبارات عن حب النفس تعزز فيك قوّة الشخصية وتجعلك إنسانة أخرى!

طرق التخلص من كره الذات
- كتابة اليوميات: احتفظي بمفكرة لتديون أحداث يومك وافهمي شعورك حيال ما حدث. فكري في أحداث اليوم، وافحصي المواقف التي قد تكون أثارت بعض المشاعر لديك وماهية هذه المشاعر وأساسها قبل هذا الموقف، وانتبهي للأسباب الجذرية لكراهية الذات، فالكتابة التعبيرية يمكن أن تساعد في تقليل الضغط النفسي.
- السيطرة على نقد الذات الهدّام: عندما تصبحين أكثر وعياً بمشاعرك ومحفزاتها، ابدئي في تحديد أفكارك عندما تواجهين أحداثاً سلبية. اسألي نفسك أسئلة حول ما إذا كانت أفكارك واقعية أم أنك منخرطة في هجمة غير منطقية من الأفكار الموجودة فقط في رأسك. حاولي الوقوف في وجه المتنمر بداخلك من خلال مواجهة الصوت الداخلي السلبي بحجج على عكس ذلك. إذا وجدت صعوبة في تكوين صوت قوي وإيجابي بمفردك، فتخيلي نفسك تقومين بدور شخص أقوى تعرفينه، مثل صديق أو شخص مشهور أو بطل خارق وتتحدثين مرة أخرى إلى الصوت الناقد في رأسك تتحداه لتوقفه.

- التعاطف مع الذات: بدلاً من أن تكرهي نفسك، تدربي على إظهار التعاطف مع نفسك. هذا يعني النظر إلى المواقف من منظور مختلف، ورؤية الأشياء الجيدة التي أنجزتيها، وإنهاء حالة التفكير الأحادي النمطي المزاجي. واسألي نفسك: هل كان هذا الشيء السيئ الذي حدث.. نهاية العالم؟ هل يمكنك إعادة صياغة الموقف لتراه انتكاسة وليس كارثة؟ عندما تكوني أكثر لطفاً مع نفسك، ستفتحي نفسك لمزيد من المشاعر الإيجابية والصوت الداخلي الإيجابي.
- اختيار الأشخاص الإيجابيين ليكونوا أصدقائك: اخرجي مع الأصدقاء الذين يجعلونك تشعرين بالرضى، إذا كنت لا تعرفين أياً من هؤلاء الأشخاص في حياتك الواقعية، ففكري في الانضمام إلى إحدى مجموعات الدعم أو تطوع لمساعدة الآخرين في ملجأ للأيتام أو رعاية المسنين مثلاً.
- التأمل: إذا وجدت صعوبة في الإبطاء وفصل نفسك عن تفكيرك السلبي، فحاولي البدء بممارسة تأمل منتظمة. لأن الانخراط في التأمل هو وسيلة لإسكات الصوت السلبي في رأسك. إنها أيضاً مثل العضلة؛ كلما تدربت أكثر، كلما كان من الأسهل تهدئة عقلك.
- زيارة معالج نفسي: إذا كان السبب الاكتئاب، فقد تستفيدي من طلب استشارة متخصصة. في حين أنه من الممكن تغيير طريقة تفكيرك بنفسك، يمكن للمعالج مساعدتك على التعامل بسرعة أكبر مع الصدمات السابقة وممارسة أنماط تفكير أكثر إيجابية.
- الاهتمام بنفسك: اهتمي بصحتك الجسدية والعقلية من خلال القيام بكل الأشياء التي تجعلك تشعرين بالراحة. تناولي طعاماً صحياً، ومارسي التمارين الرياضية بانتظام، واحصلي على قسط كافٍ من النوم، وقللي من وقت استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والشاشات، واقضي الوقت في الطبيعة، وتحدثي بلطف مع نفسك.
- البحث عن معنىً جديد لحياتك: اتخذي خطوات صغيرة نحو ما تريدينه في الحياة. قد يعني ذلك إيجاد مسار وظيفي جديد، أو السفر، أو إنهاء علاقة، أو تكوين أسرة. وقد يهمكِ الإطلاع على المشاعر والاحاسيس في علم النفس وكيفية التحكّم بها.