تحقيق التوازن بين العمل والحياة أصبح من الأمور التي تشغل بال كثير من العاملين نظرًا لأهميته وضرورة تطبيق الأدوات والتقنيات التي تساعدك في تحقيق التوازن، خاصةً وأن عالمنا اليوم سريع ومليء بالمهام والمشتتات المختلفة، ولم نعد كما في السابق ننعم بحياة أكثر هدوءً. ومن هنا، تعرفي على لايف ستايل الـ”مينيماليزم”: كيف تعيشين أكثر بأقل بساطة؟
تظهر الأبحاث أن الأفراد الذين يحققون هذا التوازن يتمتعون بمستوى أعلى من الرضا العام والشعور بالسعادة. فبالإضافة إلى تعزيز الرفاه النفسي، يساهم التوازن في تحسين الأداء المهني. عندما يتمكن الأشخاص من تخصيص وقت كافٍ للعائلة والأصدقاء والاهتمامات الشخصية، يشعرون بالتحفيز والطاقة الإيجابية التي تنعكس على أدائهم في العمل.
التحديات الشائعة في تحقيق التوازن
يواجه الأفراد مجموعة متنوعة من التحديات عند محاولة تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية. تتجلى هذه التحديات بشكل خاص في ضغوط العمل، والتي قد تتسبب في سلب بعض جوانب الحياة العائلية والاجتماعية. يعد ضغط العمل أحد العوامل الرئيسية التي تعيق الأفراد عن الوصول إلى التوازن المرغوب. فغالبًا ما يتعرض الموظفون لطلبات متزايدة بسبب متطلبات العمل المتغيرة باستمرار، مما يؤدي إلى ساعات عمل طويلة قد تمتد بعيدًا عن أوقات الراحة.

الساعات الطويلة للعمل أصبحت ظاهرة شائعة في العديد من المجالات. قد يشعر الموظفون بالالتزام بالبقاء في المكتب حتى يتم إنهاء المهام الموكلة إليهم، مما يؤثر سلبًا على حياتهم الشخصية. من خلال العمل لساعات متواصلة، يفقد الأفراد الفرصة للاسترخاء وقضاء وقت مع العائلة والأصدقاء أو ممارسة الهوايات، التي تعتبر عوامل أساسية لتحقيق حياة متوازنة. بينما تدفع التنافسية في سوق العمل بعض الأفراد للالتزام بهذه الجداول الزمنية الضاغطة، إلا أن التأثيرات طويلة المدى على صحتهم النفسية والجسدية يمكن أن تكون كبيرة. وقد يهمكِ الإطلاع على 3 عادات ذكية للمرأة التي لا تمتلك الوقت “لتجرّب” كل شيء.
إضافة إلى ذلك، يلعب ضغط الحياة اليومية دورًا ملحوظًا في صعوبة تحقيق التوازن. يواجه الأفراد مجموعة من الضغوط من المصادر المختلفة، مثل الالتزامات الأسرية، المسؤوليات المنزلية، والمشكلات المالية. تشكل هذه التحديات حواجز أمام القدرة على تخصيص الوقت للأمور الشخصية والأكثر أهمية. يصعب على الكثيرين دمج هذه المتطلبات المتعددة بشكل يتناسب مع احتياجاتهم الفردية، مما يؤدي إلى زيادة الشعور بالإرهاق والتوتر.
استراتيجيات لتحقيق التوازن بين العمل والحياة
قد يبدو الحديث عن تحقيق التوازن بسيط، ولكن في الحقيقة الأمر يحتاج إلى تدريب لتصل إلى ما ترجوه، ويمكن للاستراتيجيات التالية أن تساعدك في تحقيق هذا الهدف:
ترتيب الأولويات
تحديد الأهداف وترتيب الأولويات من أولى الخطوة لإدارة الوقت لأنك بذلك ستعرف أي الأشياء ستحتاج إلى تخصيص وقت لإتمام أكثر من باقي المهام، وتكون في أعلى قائمة مهامك، فإنك اليوم عطلة فسيكون قضاء وقت مع عائلتك على رأس أولوياتك وهكذا في باقي الأيام.
تنظيم وإدارة الوقت
تعتبر إدارة الوقت هي المفتاح والبوابة التي تؤدي بك إلى تحقيق التوازن بين العمل والحياة، فالالتزام بالجدول الزمني والقدرة على تقسيم وتخصيص الوقت بين أهدافك اليومية من الأمور الرئيسية التي تحتاج إلى التركيز عليها للوصول إلى هدفك. فعلى سبيل المثال إذا انتهى وقت العمل لا تتفقد البريد الإلكتروني أو تتلقى اتصالات خاصة بالعمل إن كان الأمر غير ضروري، وكذلك إذا انتهى وقت الراحة عليك القيام بمتابعة أعمالك.

وضع جدول زمني
تقسيم الوقت بين المهام المختلفة مع الوضع في الاعتبار الوقت الفعلي الذي تستغرقه المهام، لا تضع أوقات غير واقعية ولا تناسب طبيعة المهمة، الالتزام بالجدول الزمني من أكثر الأمور التي تحتاج إلى تدريب.
التفويض والمرونة
تقبل حدوث أمور خارجة عن السيطرة تتسبب في إحداث بعض الفوضى لجدولك الزمني، تمتع بالمرونة والاستجابة الإيجابية للأمور الطارئة، اجعل جدولك الزمني به بعض المرونة والقدرة على التعديل. أيضًا من الأمور المُعينة هي تفويض شخص آخر يمكنه مساعدتك في إتمام بعض المهام إن كان في مقدوره ذلك.
ضح حدود واضحة
على المتعاملين معك معرفة حدودهم وهذا يكون في يدك أنت، لا تسمح لأحد أن يسرق من وقتك دون ضرورة، ولكن اطلب منه بطريقة لطيفة أنك ستعود للتحدث معه عند الإنتهاء من المهمة التي تقوم بها وإعطاؤه موعدًا بذلك، كذلك عدم تلقي أي مهام إضافية بعد الخروج من العمل.
الوجود الفعلي
وجودك بالمكان لا يعني بالضرورة أنك متواجد بالفعل به، ولكن في كثير من الأحيان ستجد نفسك جالسًا مع أصدقائك أو عائلتك ولكنك منشغل عنهم بمهام أخرى، أو بذهن شارد لا تعي ما يحدث حولك، فالتوازن لا يحتاج فقط إلى تخصيص الوقت ولكن ضع في الحسبان مقدار الطاقة التي تحتاج إليها المهمة.
الراحة أمر ضروري
أنت لست إنسانًا آليًا، نحن جميعًا بشر ونحتاج بشكل يومي أن نحصل على قدر من النوم والراحة كافيين لتجديد النشاط البدني والذهني، أيضًا جلسات الاسترخاء في منتصف اليوم، فإذا أجهدت نفسك ليوم أو يومين فلن تتمكن من الصمود لليوم الثالث، ولكن اهتم بمقدار وجودة النوم الذي تحصل عليه.
التعلم وتطوير المهارات
تطوير المهارات يجعلك أكثر قدرة على تنفيذ المهام في وقت أقل من السابق وهذا يوفر الوقت والمجهود، أيضًا يحقق لك أحد عناصر التوازن وهي الاهتمام بنفسك والعمل على تطويرها وتنمية الذات بالإضافة إلى أن تطوير المهارات يحسن من إنتاجيتك المهنية.

مشاركة الآخرين
شارك من حولك سواء كانوا أسرتك أو أصدقائك أو زملائك في العمل خطتك الزمنية؛ حتى لا يخربوا الخطة بمتطلبات ومهام خارج قائمة مهام اليوم، وتقديم الدعم ومساعدتك في إتمام مهامك وفق الجدول الزمني المحدد لها. وإليكِ 10 نصائح موضة تسهّل حياة المرأة العاملة!