تاريخ حقن البوتكس الذي لا تعرفينه واستخداماته العلاجيّة الطبيّة المختلفة تمامًا عن التجميليّة!

Head, Person, Face

بوتكس الوجه تاريخه وعلاجاته الطبية المختلفة

بوتكس الوجه له استخدامات علاجية طبية مختلفة عن التجميلية، وتاريخه تجهله الكثيرات، إذ يتم الاشارة له بانه مخصص للتخلّص من آثار التقدّم بالسنّ، بما أنّه من أهم التقنيات التجميلية لتعزيز شباب البشرة.

ias

منذ حوالي 40 عامًا من اليوم، كانت حقن الفيلر والبوتوكس بالنسبة للبعض، كما هي الهواتف الذكيّة اليوم لمن هم في الثمانين، أو ما يقارب هذا العمر، أي أنّها ابتكار مثير للدهشة. فما كان الهدف منها؟ وكيف تطوّرت استخداماتها؟

الهدف في البداية كان مختلفًا

في السبعينات، كانت حقن الوجه بتركيبات معيّنة، محصورة بأغراض علاجيّة لعوارض مرضيّة عدّة، أبرزها الحَوَل (Strabismus) الذي يجعل كلّ عين تركّز على اتّجاه مختلف عن الذي تتوجّه إليه العين الأخرى.

علاجات مختلفة للبوتكس
كان البوتكس مخصصًا لاغراض طبية

كيف أصبحت تُستَخدَم لغايات جماليّة؟

في بداية الثمانينات، أحدثت الدكتورة الرائدة Jean Carruthers ثورة كبيرة في المجال، بعدما بدأت تستخدم الحقن لعلاج التشنّجات العضليّة في الوجه، ثمرة تعاونها مع زوجها الطبيب الجلديّ Alastair Carruthers، على أبحاث ودراسات مكثّفة، قدّما من خلالها فعاليّة الحقن وطرق استخدامها لغايات تجميليّة، أبرزها تعزيز شباب البشرة.

ولكن…

الأمر المفاجئ، أنّ حقن البوتوكس لم تلقَ رواجًا كبيرًا ولم تتفوّق على عمليّات التجميل الجراحيّة، إلّا منذ حوالي الثلاث سنوات، بحيث أدرك كُثُر، وتحديدًا خلال جائحة “كوفيد-19″، أنّهم لا يريدون إنفاق أموالًا طائلة على عمليّات تجميل مكلفة، ومؤلمة، في ظلّ وجود تقنيّات طبيّة تعزّز الجمال بكلفة أقلّ وفي وقت قصير جدًّا.

استخدامات البوتكس الطبية
استخدامات البوتكس تتنوع بين الطبية والجمالية

البوتوكس يعالج الحالات العصبيّة وعوارضها!

الاستفادة من الحقن تخطّت كونها وسيلة لعلاج آثار التقدّم بالسنّ وتجميل ملامح الوجه، فهي لاقت إقبالًا كبيرًا أيضًا ممّن يعانون من حالات عصبيّة يرافقها عوارض مثل تشنّج العضلات والألم الناتج عن ذلك، الذي قد يمتدّ إلى الرأس ومختلف الأماكن في الجسم.

هذا الأمر، يؤكّده طبيب الأعصاب، Mitzi Joi Williams، الذي يشير أيضًا إلى أنّ حقن البوتوكس ترخّي العضلات في المثانة، والتي يعدّ تشنّجها من العوارض المرافقة لمختلفة الحالات العصبيّة.

ويضيف :“العلاج في هذا الصدد ليس دائمًا، فهو يستمرّ لأشهر، ويتطلّب أحيانًا أسابيع ليأخذ مفعوله، ومن الضروريّ أن يُعلم المريض طبيبه المعالج في حال معاناته من حساسيّة على أي من مكوّنات حقن البوتوكس، لأنّ ذلك قد يؤثّر على جهازه التنفسيّ”.

ويتابع :”على الطبيب أيضًا أن يعلم إذا كان المريض، أو من يلجأ لحقن البوتوكس لغايات تجميليّة، يعاني من أيّ ضعف في عضلات الوجه أو أي حالات عصبيّة، لأنّ ذلك سيؤدّي إلى المعاناة من آثار جانبيّة”.

هذه العلاجات لحقن البوتوكس موافَق عليها من قبل إدارة وكالة الغذاء والدواء التابعة لوزارة الولايات المتّحدة لخدمات الصحّة وحقوق الإنسان، إلى جانب استخدامها لعلاج آلام الرقبة الناتجة عن تشنّج العضلات، إضافة إلى تشنّج جفن العين والتقلّصات غير الطبيعيّة لعضلة العين.

كذلك، حقن البوتوكس فعّالة أيضًا بتحسين حركة الفكّ وعضلاته، لأنّ من يعانون من هذه الحالة، يواجهون آلام مزعجة في الفم والأذنين، يرافقها صعوبة في مضغ الطعام، إضافة إلى طحن الأسنان الذي يتسبّب بضعفها وتشويه مظهرها. ورغم أنّ ذلك يمكن علاجه بمسكّنات للآلام وتمارين طبيّة، إلّا أنّ حقن البوتوكس باتت تشكّل خيارًا مثاليًّا لفئة كبيرة من الأشخاص، نظرًا لنتائجها الطويلة، التي يوثّقها أطباء الأسنان وأطباء الجلد المعتمدين من مجلس الإدارة.

البوتوكس حلّ مثاليّ للتعرّق المفرط

وفقًا لطبيبة الأمراض الجلديّة، Hayley Leight-Dunn، :”حقن البوتوكس هي علاج فعّال لمن يعانون من التعرّق المفرط في مختلف مناطق الجسم، مثل القدمين، اليدين، فروة الرأس. فهي تمنع الناقل العصبيّ، الـ Acetylcholine، من إرسال إيعازات إلى غدد التعرّق لإفراز المزيد من التعرّق، لدى من تُفرز بإفراط في جسمهم.”

وفي هذا الصدد، تؤكّد Hayley Leight-Dunn :“إنّ حقن البوتوكس المخصّصة لهذه الغاية، تؤدّي مفعولها فقط في المناطق التي يتمّ حقنها فيها، أي على سبيل المثال، إذ تمّ حقنها في منطقة تحت الإبطين، توازن التعرّق فقط فيها، وليس في أماكن أخرى في الجسم.”

وتضيف :”الحقن تكون مؤلمة بنسبة أكبر عندما يتم إجراؤها في راحة اليدين واسفل القدمين، ولذا من البديهيّ أن يطلب الطبيب من المريض استخدام دواء مخدّر موضعيّ قبل العمليّة”.

البوتوكس علاج للإكتئاب

تشير دراسات تمّ نشرها في العام 2015 في صحيفة SciMedCentral Journal of Dermatology and Clinical Research، إلى أدلّة تؤكّد أنّ حقن البوتوكس تحسّن المزاج وتخفّف العوارض الناتجة عن التوتّر، مثل الصداع، بعد حقنه في مواضع معيّنة في الرأس.

وقد أشارت دراسة نُشرت في العام 2020، إلى أنّ من يجرون حقن البوتوكس للتخلّص من تجاعيد الوجه، هم أقلّ عرضة من المعاناة من عوارض الاكتئاب، مقارنة بمن يلجأون لعلاجات أخرى لتعزيز شباب البشرة.

وبالحديث عن الاكتئاب، نشير إلى أنّ في الإمكان الاستفادة من مشروبات من أعشاب تزيل الضغط النفسيّ والتوتّر، وغيرهما من العوارض المصاحبة لهذه الحالة النفسيّة، ولا تنسي تعزيز ذلك من خلال اتّباع نصائح تعزّز نشاطك وراحتك.

تسجّلي في نشرة ياسمينة

واكبي كل جديد في عالم الموضة والأزياء وتابعي أجدد ابتكارات العناية بالجمال والمكياج في نشرتنا الأسبوعية