يبدو أن الصدر ذو الحجم الكبير قد يعرض النساء لخطر الإصابة بسرطان الثدي، خبر قد يكون معروفًا وشائعًا، لكن ما نجهله هو مصطلح “كثافة الثدي” الذي يجعل من الصعب اكتشاف السرطان عن طريق تصوير الثدي بالأشعة السينية “الماموغراف”.
اعتبارًا من هذا الأسبوع، سيُطلب من جميع تقارير التصوير الشعاعي للثدي ورسائل النتائج المرسلة إلى المرضى في الولايات المتحدة أن تتضمن تقييمًا لكثافة وحجم الثدي. وفي السياق ذاته، تعرفي على أول علامات سرطان الثدي ظهوراً تجهلها الكثيرات!
ما المصطلح العلمي لـ “كثافة الثدي”؟
كثافة الثدي هي قياس كمية الأنسجة والغدد الليفية الموجودة في ثدي المرأة مقابل الأنسجة الدهنية. كلما زاد عدد الأنسجة الليفية، كلما كان الثدي أكثر كثافة.
وقالت الدكتورة كيمبرلي فيجين، أخصائية الأشعة، والرئيسة المؤقتة لخدمة تصوير الثدي ورئيسة ضمان جودة تصوير الثدي في مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان، إن حوالي نصف النساء الأكبر من 40 عامًا في الولايات المتحدة لديهن أنسجة ثدي كثيفة.
وأوضحت قائلةً: “نحن نتحدث عن كثافة الثدي لسببين. أحدها هو أن كثافة الثدي يمكن أن تزيد من صعوبة اكتشاف السرطان في تصوير الثدي بالأشعة السينية، لأن أنسجة الثدي الكثيفة (العناصر المكونة من الغدد والعناصر الداعمة للنسيج الضام) تبدو بيضاء في تصوير الثدي بالأشعة السينية، كما يبدو السرطان أبيضًا أيضًا في تصوير الثدي بالأشعة السينية. بمعنى آخر، يمكن لأنسجة الثدي الكثيفة إخفاء السرطان في صورة الثدي الشعاعية، حيث تظهر الأنسجة بيضاء في صورة الثدي الشعاعية، بنفس الطريقة التي تظهر بها الكتل والأورام”. وقد يهمكِ معرفة هل مزيل العرق يسبب السرطان؟
وتضيف فيجين: “السبب الثاني لأهمية كثافة الثدي هو أن وجود أنسجة الثدي الكثيفة يزيد من مستوى خطر إصابة المرأة بسرطان الثدي”.
ومن المستحسن أن تقوم جميع النساء بإجراء تصوير الثدي بالأشعة السينية بدءًا من سن الأربعين، فإن بعض النساء ذوات الثدي الكثيف قد يستفدن من خيارات التصوير الإضافية لفحوصات الثدي، مثل الموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي. وقد دعت الناجية من سرطان الثدي جوان بوشكين، البالغة من العمر 64 عامًا، لأكثر من عقد من الزمن، إلى ضرورة إخطار النساء بكثافة ثدييهن على المستوى الوطني. وقالت إن القاعدة الجديدة قادمة منذ وقت طويل.
حالات واقعية
في منتصف الأربعينيات من عمرها، لاحظت بوشكين وجود كتلة في ثديها، لكنها لم تكن قلقة بشأنها، حيث أجرت تصوير الثدي بالأشعة السينية قبل ثمانية أسابيع تقريبًا وكانت النتيجة طبيعية. لكنها عادت لإجراء تصوير الثدي بالأشعة السينية التشخيصية، وهنا قال فني الأشعة لبوشكين: “لم نرَ أي شيء”. اعتقدت بوشكين أن التقني أخطأ في اعتبارها مريضة أخرى. وأردفت: “أنا السيدة التي لديها كتلة كبيرة لدرجة أنني أستطيع أن أشعر بها”، ليفاجأ الفني بقوله: “أوه، لديك ثديين كثيفين”. “سيكون هذا اكتشافًا صعبًا للغاية بالنسبة لنا”!
على الرغم من أن تصوير الثدي بالأشعة السينية لبوشكين في ذلك الوقت لم يكشف عن الكتلة التي شعرت بها، إلا أنها أجرت المزيد من الاختبارات وأجرت فحصًا بالموجات فوق الصوتية لثديها. من ثم تم تحديد الكتلة بأنها سرطان الثدي. وفي غضون 20 دقيقة، علمت بوشكين أن ثديها كثيف، وعلمت أنها مصابة بسرطان الثدي. تم تشخيص حالة بوشكين في مرحلة متقدمة من المرض، ما اضطرها إلى الخضوع لثماني عمليات جراحية وثماني جولات من العلاج الكيميائي كجزء من العلاج.
بعد بضع سنوات، عانت بوشكين مرة أخرى من سرطان الثدي، ما أجبرها على الخضوع إلى 30 جولة من الإشعاع. تؤكد بوشكين، التي أدلت بشهادتها أمام إدارة الغذاء والدواء حول كثافة الثدي وشاركت في إنشاء موقع DenseBreast-info.org، الذي يضم الموارد والمعلومات حول هذا المصطلح: “الآن أعاني من وذمة لمفية، وكل ذلك لأنه تم اكتشافها في مرحلة متأخرة.. أشعر أنه بسبب عدم إخباري بأن لديَّ ثديين كثيفين، الأمر الذي حرمني فعليًا من فرصة التشخيص في مرحلة مبكرة”. ولا تنسي الإطلاع على عادات تقي الناجيات من سرطان الثدي من الإصابة به من جديد.”
مطالبات عالمية
حتى الآن، طلبت ما يقدّر بنحو 39 ولاية ومقاطعة كولومبية، الإبلاغ عن بعض المعلومات المتوفرة حول كثافة الثدي في رسائل نتائج تصوير الثدي بالأشعة السينية للنساء، وفقًا لما تم ذكره على موقع DenseBreast-info.
ومع تطبيق قاعدة إدارة الغذاء والدواء الجديدة، سيكون إخطار المريضات بشأن كثافة الثدي مطلبًا شاملاً على الصعيد الوطني.
وفي هذا الخصوص، قالت الدكتورة ويندي بيرج، أستاذة الأشعة: “سيوفر هذا معيارًا وطنيًا موحدًا بحيث يتم إخبار جميع النساء في جميع الولايات، عندما يخضعن لتصوير الثدي بالأشعة السينية، إما أن أثدائهن كثيفة أو أنها عكس ذلك”.
في الختام، قد يهمكِ الإطلاع على اعترافات من مصابات بسرطان الثدي: العوارض أقسى ممّا يظنّ الجميع!