طلبت الملكة إليزابيث إحضار قماش فستان زفافها من بلد عربي، وتحديداً من سوريا. حينها كانت العاصمة السورية دمشق معروفة بأقمشتها الفخمة جداً، وهو ما يبدو أنّه وصل إلى مسامع الملكة العروس التي قررت أن يتم إحضار قماش ثوبها الأبيض من هناك، والتي تزوجت في حفل زفاف ضخم جداً منذ أكثر من 70 عاماً.
من المعروف أنّ الحرير الدمشقي أو البروكار الدمشقي هو أحد أهم المنسوجات فخامة ودقّة في العالم، وفي تفاصيل هذا الخبر، أرسل القصر الانكليزي سنة 1947 طلباً خاصاً الى سفارة سوريا في لندن في عهد شكري القوتلي، الذي أمر بدوره بإحضار البروكار من معمل المزنر في باب شرقي وعليه رسم لعصفوري حب يقبلان بعضهما وهو ما يعرف اليوم بنقشة الملكة، حيث كان لون أساسه أبيض، والعصافير من الذهب عيار 12 قيراط.
وبعد وصول القماش الى بريطانيا، تولّى المصمم نورمان هارتنيل تصميم فستان الزفاف التاريخي، الذي ما يزال حتى اليوم معروضاً في قصر باكينغهام. ومن فستان الزفاف إلى مستحضرات تجميل الملكة إليزابيث المفضّلة التي كشفناها لك سابقاً.
البروكار وطريقة صناعته
يصنع قماش البروكار من خيوط الحرير الطبيعية التي تنتجها دودة القز، والمرسوم بالزخارف المبتكرة، ويدخل فيه الذهب والفضة حتى يزيد من جمال النسيج ويحافظ على ألوانه، ويتم صناعتها يدوياً، بواسطة النول اليدوي أو ما يُعرف بـ"الجاكار" التي صنعها جوزيف جاكارد عام 1804 في مدينة ليون الفرنسية، وهي تطور لصناعة نوع من الأقمشة يُعرف بالديباج أي القماش المنقوش والمزين.
يصل عدد رسومات البروكار إلى نحو 200 رسمة، بعضها مكوّن من 7 ألوان كثافة الخيوط فيه 150 خيطاً في كل سنتيمتر، أو 5 ألوان، وكثافة الخيوط فيه 100 خيط في كل سنتيمتر.
وبمناسبة الحديث عن فساتين زفاف الأميرات، نذكرك بالتفاصيل السريّة التي كشفها مصمم أزياء فستان زفاف الليدي ديانا.
