انتباه... كوكب الأرض معروض للبيع

عرض الأرض للبيع

عرض الأرض للبيع

قريباً ستصبح عناصر الطبيعة، من الهواء والماء والأنهار معروضة للبيع، بل هذه العملية قد بدأت بالفعل في السوق الذي هيمنت عليه الشركات الصناعية الكبرى والبنوك العملاقة مستغلة الحاجة الملحة لدرء الأخطار والتهديدات التي تواجه الحياة البرية والبيئات الحساسة المهددة بالانقراض، بحجة أن رووس الأموال الصناعية والمصرفية قادرة على حماية البيئة بعد عجز الدول عن ذلك.

ias

وقد عرض التلفزيون الفرنسي برنامجاً وثائقياً تحت عنوان "كوكب الأرض معروض للبيع"، وكشف أنه في الولايات المتحدة تجارة البيئة في ازدهار، فالشركات والبنوك شرعت ببيع سندات امتلاك أراضٍ ومساحات نهرية للمزارعين ووعدت بحماية أنواع معينة من الكائنات الطبيعية من الانقراض.

كذلك، كشف البرنامج حقيقة مفزعة أن أكبر الشركات التي تنشط في عمليات بيع البيئة لـ "حمايتها" هي الشركات نفسها التي سببت الكوارث البيئية في العالم وأن معظمها يقف في مقدمة لائحة المتجاوزين لمؤشرات "البصمة البيئية" التي تؤشر إلى تأثير كل مجتمع أو مؤسسة على كوكب الأرض ونظامه الطبيعي ومقدار ضررها عليه. كما يتضح بأن الشركات المذكورة في البرنامج هي الأكثر خسارة من الأزمة المالية العالمية وقد وجدت في المتاجرة بالبيئة تعويضاً عن خسائرها.

ففي أفريقيا مثلاُ، اشترت شركة "غلوبل وود" الألمانية مساحات واسعة من غابات أوغندا الطبيعية بحجة حمايتها من الدمار، فجاءت النتيجة طرد سكان المنطقة الذين كانوا يعيشون منها. أما الأموال المستحصلة من عملية قطع الأشجار وبيعها، فذهبت بالكامل إلى الشركة بعدما أجبرت سكان القرى القريبة منها على ترك قراهم وبقوة تدخل الشرطة. يقدم البرنامج عينات لعمليات بيع وشراء مكونات كوكبنا الطبيعية ويكشف أسماء بعض أصحابها ودورهم في تكوين لوبيات عمادها ساسة وشخصيات اقتصادية وأصحاب بنوك يروجون لفكرة المتاجرة بالطبيعة وتقديمها كوسيلة اقتصادية حديثة ناجعة لإنقاذ البيئة والبشر بدوافع إنسانية، ما دفع معدّيه إلى مقابلة شخصيات معارضة لهذا التوجه والذين يرون فيه حيلة جديدة وخطيرة جداً لجني الأرباح من مصدر ليس لهم بل هو للبشرية كلها.

تسجّلي في نشرة ياسمينة

واكبي كل جديد في عالم الموضة والأزياء وتابعي أجدد ابتكارات العناية بالجمال والمكياج في نشرتنا الأسبوعية