البداية كما في كلّ موسم من أسبوع الموضة في ميلانو تكون مع عرض أزياء غوتشي وكالعادة يقدّم لنا أليسندرو ميكيليه ما لا يمكن للعقل أن يتخيّله فإبداعه يفوق كلّ التوقّعات والخيال ومجموعة شتاء 2019 خير دليل على ذلك أكان من حيث مصدر الوحي أو التصاميم أو حتى الديكور.
داخل غرفة العمليّات، دخلنا اليوم لنفتتح أسبوعاً مليئاً بعروض الأزياء وفي هذه الغرفة كنّا على موعدٍ مع اكتشاف جديد غوتشي للشتاء القادم وعلى مقاعدٍ تشبه مقاعد صالة الانتظار في المستشفى، جلسنا لمتابعة العرض وما إن بدأ حتى رسمت علامات التعجّب على وجوه الحاضرين ومنهم نحن فهل كانت علامات تعجّب إيجابيّة أو سلبيّة؟
هذا ما لم نستطع معرفته حتى مع انتهاء العرض الذي، وللمرّة الأولى، لم يتمّ اختتامه بعرض نهائيّ Finale للوكات ولا بإطلالة أليسندرو ميكيليه. باختصار، يمكن القول أنّ ما رأيناه يمكن وصفه بالغريب حتماً ولكن طبعاً بالمبدع وهذا ما يتميّز به ميكيله أصلاً ولعلّ أبرز ما يمكن قوله هو أنّ القطع لوحدها أتت مميّزة وهذا ما سنتأكّد منه عند توجّهنا لاكتشاف التصاميم عن كثب خلال فترة الـ Re See إنما بالإجمال أتت طريقة تنسيق القطع مع بعضها البعض واللوكات ككلّ غريبة فعلاً.
إلى ما قبل الإنسان وإلى البداية، عدنا أو بالأحرى أعادنا أليسندرو ميكيليه الذي اختار أن يقدّم للشتاء القادم الإنسان على طريقته، فهل رآه مثلاً من دون رأس؟ وهل قصد أنّ الإنسان فقد عقله؟ ما الذي يحاول تفسيره؟ هل يحاول إيجاد فكرة واضحة عن عقل الإنسان؟ إنّ إيجابته جاءت واضحة، إنّه يحاول أن يبتكر شخصيّة جديدة للإنسان من خلال العمل على تركيب عقلٍ جديد له.
أسئلة عدّة طرحناه في هذا الإيطار والسبب أنّ عارضات الأزياء حملن أحياناً رأسهنّ بأيديهنّ فيما أخريات حملت التنين والذي يجسّد حكاية الكاتب الإنكليزيّ الحقيقيّة الذي ادّعى أنه وجه تنين في مرآبه الخاص.
هذا بشكلٍ عام ولكن ماذا بالنسبة إلى الصيحات والتصاميم التي رأيناها؟ من أين البداية؟ إنها حتماً مع الأكسسوارات التي سيطرت على المجموعة وأخذت حيّزاً كبيراً في هذا العرض وطبعاً مع الشالات التي غطّت الرأس والتي أتت مطبّعة بنقشة المونوغرام، شالات الرأس هذه التي نتوقّع أن تكون موضة الحجاب الجديدة المعتمدة في العالم العربي، فهل توافقين؟
أما بالنسبة إلى الأزياء، فكالعادة، لاحظنا مزيجاً وانقساماً ما بين التصاميم الصوفية والمطبّعة والتي تتنوّع بين الكنزات والكارديغان والتنانير مع السراويل المقطّعة أحياناً وبين الفساتين الميتاليكيّة والإطلالات الميتاليكيّة والمزيّنة بالشكّ والترتر وطبعاً وكالعادة الكنزات المطبّعة بالشعارات والرسومات والتي تكون دائماً القطع المفتاح والتي تحقّق أعلى نسبة مبيعات لدى العلامة ولهذا الموسم، لفتنا شعار Fast Pussycat Kill و Paramount كما رسمة الحصان التي سيطرت على الشالات تحديداً.
إقرأي المزيد: أليسندرو ميشيل يدعو إلى التمرّد ومقاومة كلّ القواعد المفروضة ويعيد الماضي إلى صيف 2018