خبير العطور غسّان حجّاج يحكي لياسمينة عن مسيرته وأبرز ابتكارات إيف سان لوران

خبير العطور غسّان حجّاج يحكي لياسمينة عن أبرز ابتكارات إيف سان لوران

تشعرين وأنت برفقته أنّك أمام تاريخ نادر في العالم العربي، يستطيع بكلماته أن يأخذك إلى عالم أبعد من العطور نفسها، الخبرة والثقافة وذلك الشغف العميق عناصر جعلت من غسّان حجّاج ظاهرة استثنائيّة من الصعب إيجاد من يشبهها في مجال الجمال، فكان اللقاء "معطراً" بكل ما للكلمة من معنى، فيه الكثير من الأخبار والأسرار والتاريخ، فيه الكثير من التراث، وفيه الأكثر من عطور إيف سان لوران. خبير عطور لوريال الذي عمل مع عطور الدار العريقة لأكثر من عشرين عاماً، والذي يمتلك كل ابتكارات الدار من العام 1964 حتّى اليوم، هو مرجعٌ حقيقي وللكلام معه عبيره! 

ias

"عند شراء مستحضرات العناية بالبشرة، تبحث المرأة عن حل لمشكلة ما تواجهها، وعند شراء أدوات الماكياج تبحث غالباً عن نتيجة ما ترجوها، فتركّز تارةً على اللون، وطوراً على المستحضر، في حين الأمر يختلف مع العطور، فالعملية هنا تعتمد اعتماداً كلياً على الأحاسيس والمشاعر وما تستطيع نفحاتها أن تحاكي الروح، وهو أمرٌ ليس سهلاً، فيمكننا أن تنتشّق الرائحة ذاتها، ولكن قد يكون لدينا آراءً متباينة" بهذه الكلمات بدأ غسّان لقاءه مع ياسمينة مستهلاً حديثه عن فرادة اختيار العطور.

ولفت إلى أنّ عناصر كثيرة تحكم هذه الخطوة مثل الشخصية والحياة والثقافة والتي تجتمع كلّها لتنتج ردة فعل محددة، ومشيراً إلى أنّ ما ينقصنا اليوم هو خبراء يدركون كيفية مساعدة الناس على الاختيار، كأن يتمتعوا بقدرة لمعرفة ما يناسب المشتري، والحكاية التي تقف خلف كل عطر، غير أنّه للأسف غالباً ما يتم البيع بصورة ترويجية لا أكثر، بحسب تعبيره.

> "الأسوأ هو تنشّق القهوة بين العطور، فرائحتها القوية تمنعك من الاختيار الصحيح"

ويخبرنا غسّان أنّه في السابق كانت المرأة تضع العطر نفسه لسنوات، مستعملة كل المستحضرات المرافقة له، حينها كان هذا العطر يعبّر عن هويتها، أما اليوم صار العطر أكسسواراً، خصوصاً مع الجيل الشاب، حيث يمكن أن يكون للفرد من ثمانية إلى عشرة عطور، وأصبح العطر يستعمل بطريقة مختلفة، كأداة تعزز عناصر اخرى من الهويّة، مؤكداً أنّ دور المزاج تضاعف عند الاختيار.

ورداً على سؤال ما إذا كان هناك نفحات مفضّلة لديه يقول:" شخصياً احب الكثير من النفحات، فأنا أتمتع بهذه العملية، ولكني أحب القول أنّني أقدر نوعية النفحة حتّى ولو لم أحبّها شخصيا، بل أمنحها فرصة من دون أن أحكم عليها على الفور". واللافت في اللقاء أنّ غسّان أعرب عن عدم إيمانه بعطور للرجال، وأخرى للنساء، لأنّ التصنيف تسويقي، والأفضل دوماً الشعور بالعطر، واختياره بغض النظر عن أي معيار.

> الجيل الشاب اليوم يميل إلى استعمال العطور كأكسسوار أكثر من صانعة هويّة

ثمّ انتقلنا مع غسّان إلى مجموعات عطور إيف سان لوران، هناك حيث غصنا معه في تاريخ ذلك المصمم المبدع الذي غيّر الكثير من كلاسيكيات عالم الموضة، ذلك الباحث، المتجدد، العصري، الجريء، عاشق الحرية والتميز والاختلاف، ولا ريب أنّنا لمسنا كل صفة من صفاته في ابتكارات أخبرنا غسّان الكثير عنها وعن الحكايات التي خلفها، فمن مجموعة استوحاها إيف سان لوران من أبرز تصاميمه، وهي الـ Toxedo و Kaftan و Saharienne وTrench و Blouse و Caban. التي عبّرت كل نفحة منها عن القطعة ذاتها، في مزيج رائع جمع الموضة والجمال بأبهى صورة ممكنة، إلى مجموعة عطور عبّر كل ابتكار منها عن قماش عشقه إيف سان لوران كالـ Vinyl و Velours و Cuir وهي عطور قريبة من البشرة، مناسبة لليل أكثر من النهار، وصولاً إلى مجموعة العطور الشرقية.

مجموعة العطور الشرقية من إيف سان لوران
مجموعة العطور الشرقية من إيف سان لوران

بلاد الشرق التي أسرت إيف سان لوران، والتي عشقها منذ طفولته في مدينة وهران الجزائرية، وشغفه ببلاد المغرب ولوانها تمّت ترجمتها بإصدار مجموعة عطور شرقية حملت عنوان Le Vestiaire des Parfums وتألّفت من Magnificent Gold التي جمعت الفانيليا والعود الأبيض، و Sleek Suede الذي جمع حبّ الكاكاو والعود الأسود، وSupreme Bouquet الذي حمل في تركيبته نفحتي مسك الروم والإيلانغ إيلانغ و Exquisite Embroidery مع الورد والعنبر، وأخيراً مع Splendid Wood بنفحتي حبّ الهال والأرز.

ويختم غسّان حديثه بالإشارة إلى تقديره الكبير لكل مبتكري العطور في دار إيف سان لوران لأنّهم يحققون عملاً عظيماً، حين يختارون نفحات تتناسب مع عناصر بعيدة عنها، سواء المكان، او التصميم، أو حتّى القماش.

إقرئي المزيد: ياسمينة تلتقي الخبيرة الإقليمية لماكياج إيف سان لوران في الشرق الأوسط إيمان بوتاري

تسجّلي في نشرة ياسمينة

واكبي كل جديد في عالم الموضة والأزياء وتابعي أجدد ابتكارات العناية بالجمال والمكياج في نشرتنا الأسبوعية